تشهد منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة تحركات مختلفة، وعلى رأسها تحركات دبلوماسية إسرائيلية مكثفة، في اتجاهات مختلفة، منها ما يتعلق بالملف النووي الإيراني والحد من التواجد الإيراني في المنطقة وخاصة سوريا، ومنها ما يتعلق بالتطبيع وبناء علاقات مع الدول العربية.

وتستغل إسرائيل، لتحقيق النجاح في تحركاتها الظروف الدولية والإقليمية المختلفة، ومنها الغزو الروسي لأوكرانيا، والعداء العربي لإيران، حيث تركز بشكل خاص على التمدد الإيراني، وخطره على إسرائيل ودول المنطقة، من أجل بناء تحالفات ضد طهران.

لقاء تاريخي

وفي سياق هذه التحركات، أعلنت إسرائيل، اليوم الجمعة، أنها ستستضيف لقاء “تاريخيا” يومي الأحد والاثنين القادمين، يجمع بين وزراء خارجية الولايات المتحدة ودولة الإمارات والمغرب والبحرين، بمناسبة زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكن، بحسب تقارير صحفية.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان “بناء على دعوة من وزير الخارجية يائير لبيد ستعقد قمة دبلوماسية تاريخية يومي الأحد والاثنين المقبلين في إسرائيل”، مضيفة أن وزراء خارجية الولايات المتحدة والإمارات والمغرب والبحرين سيصلون إلى إسرائيل من أجل عقد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية.

قد يهمك:هل تفتح إسرائيل عملية عسكرية ضد إيران؟

إيران في عين اللقاء

تعتبر إسرائيل، ان إيران تشكل أكبر تهديد في المنطقة يمس وجودها، خاصة مع الحديث الإيراني الدائم عن إزالة إسرائيل، وقيام إيران بدعم التنظيمات المناوئة لإسرائيل، لكن في الحقيقة فإن أكثر ما يؤرق ساسة تل أبيب هو الملف النووي الإيراني، الذي تحاول إسرائيل وقفه بشتى الوسائل الممكنة.

كما تُعتبر الدولة المدعوة للقاء تل أبيب، من الدول المعادية لإيران في العديد من سياساتها، والتي تعتبر أنها متضررة من السياسات والتدخلات الإيرانية بشكل أو بآخر.

وفي هذا السياق، عُقد في مدينة شرم الشيخ المصرية في 22 آذار/مارس الحالي، اجتماع ثلاثي ضم كلا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ورئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت، وتناول الاجتماع التواجد الإيراني في المنطقة، وكيفية إيجاد سبل لمواجهته والحد منه.

وفي اليوم التالي لاجتماع شرم الشيخ، دعا رئيس وزراء إسرائيل إلى تشكيل تحالف عربي شبيه بحلف “الناتو” بين دول عربية وإسرائيل لمواجهة إيران، وبحسب القناة 11 الإسرائيلية، سيطلق على التحالف العسكري اسم “استراتيجية الدفاع الإقليمية” ضد إيران، وسيشمل الدفاع الصاروخي المشترك، والدفاع ضد ضربات الطائرات المسيرة الإيرانية، بحسب متابعة “الحل نت”.

وترى إسرائيل، أن التهديد الإيراني لا يقتصر على البرنامج النووي، فأيضا هناك أنشطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري في العراق ودول المنطقة، وقد هددت باستخدام القوة في أي وقت ومكان عند الضرورة لحماية أمنها، وأكد مسؤولوها مرارا على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لمنع تطوير البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

وحسب مختصين، تحدثوا في وقت سابق، لموقع “الحل نت”، فإن إيران حاليا أقرب إلى إسرائيل جغرافيا، من خلال تواجدها على الأراضي السورية، وهذا ما تعتبره إسرائيل تهديدا مباشرا لأمنها وخطرا على حدودها، وتعتبر أن من حقها الدفاع عن نفسها، من خلال استهداف المواقع الإيرانية، والتعزيزات العسكرية والأسلحة التابعة لإيران وحزب الله اللبناني.

وحسب المختصين، فإن إسرائيل لا يمكنها، التصرف عسكريا بشكل منفرد إزاء إيران، لذلك هي بحاجة لتشكيل حلف قوي في المنطقة يكون داعما لها، وفي نفس الوقت معاديا لإيران، وهذا هو السبب الأهم لعقد هذا اللقاء.

ووفق متابعة “الحل نت”، فقد كثفت تل أبيب محادثاتها مع واشنطن مؤخرا بشأن طهران وملفها النووي، إذ ألمح العديد من المسؤولين الإسرائيليين منذ مطلع العام الجاري، إلى احتمالية لجوء إسرائيل إلى الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، وسط اتهامات لطهران باستغلال المحادثات التي تجريها مع القوى الكبرى بالعاصمة النمساوية لكسب الوقت من أجل تطوير قدراتها النووية.

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام المقبل، حيث جاء ذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانية في كل من سوريا ولبنان.

إقرأ:هذا موعد استخدام القوة الإسرائيلية ضد إيران

وتواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولية، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي، ومحاولات إعادة دمشق بشكل محدود إلى الساحة العربية، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.