وقف القدر أمامها من أن تفي بوعدها، فمع اقتراب شهر رمضان، غيب الموت، اليوم السبت، الصحفية هيام الطباع، إحدى  الشخصيات الرئيسية في تأسيس بوتقة التلفيزون السوري. حيث تركت إرثا وافرا، وبصمة خاصة بها على الأطفال في سوريا.

هيام الطباع منذ عام 196‪0

بصفتها المبتكرة لأول وأشهر عرض للأطفال في سوريا “نادي الأطفال”، كانت هيام الطباع لاعبا أساسيا في صناعة التلفزيون  السوري. بفضل خلفيتها الثقافية الواسعة وصوتها المحبب، استطاعت الطباع التحكم في جميع أجزاء البرنامج وحركة الأطفال وسلوكهم العفوي خلال البث المباشر.

https://twitter.com/TheSyrianTweet/status/1507623380807294979?s=20&t=m67ZjtxJDQ0b2LguFnwXJg

فعندما يتعلق الأمر بالبث المباشر للبرنامج، والذي لا يمكن للكثير من الإعلاميين التحكم بتصرفات الأطفال، تمكنت الطباع من إدارة جميع ميزات العرض، بما في ذلك تنقل الأطفال، بالإضافة إلى سلوكهم التلقائي. حيث استمر برنامجها لعدة سنوات أخرى، وأصبح معروفا بعدما حقق نجاحا باهرا.

في مساء يوم 23 تموز/يوليو 1960، كانت الطباع من رواد التلفزيون السوري الذي عرض على الهواء مباشرة لأول مرة. فتم تخصيص ساعة ونصف من البث المباشر لنقل البرنامج فقط من العاصمة السورية دمشق. ثم يتم تسجيل الفقرات المعروضة هناك وتوزيعها على محافظتي حمص وحلب في اليوم التالي. حتى عام 1970، عندما تم توسيع البث إلى سبع ساعات كل يوم.

للقراءة أو الاستماع: أهم نجوم الدراما السورية العائدين في موسم رمضان 2022

الإعلامية السورية مهملة في دار العجزة

وفاة هيام الطباع لم تمر مرور الكرام، فالمزعج في الأمر، أن أيقونة التلفزيون السوري، كانت خلال سنواتها الأخيرة مهملة ولا أحد يكلف نفسه عناء الاستفسار عنها وعن مكان وجودها، إذ أقامت في آخر سنوات عمرها داخل “دار السعادة” للمسنين، بعد أن تبرعت بمنزلها لجمعية خيرية.

الأم الأولى للأطفال في التلفزيون السوري، بدأت مسيرتها َبعد أن تخرجت من جامعة دمشق، باختصاص مادة التاريخ. ثم بدأت تجربتها في إذاعة دمشق لتكون معدّة ومقدمة أقدم وأشهر برنامج تلفزيوني إلى قلوب الأطفال “نادي الأطفال” عام 1960.

ثم انتقلت خلال مسيرتها من الإعداد والتقديم إلى الإخراج في تجربة إخراجية وحيدة، في برنامج مخصص للأطفال أيضا، وكان يحمل اسم “المسرح الصغير”، الذي تميز أيضا باستقطابه لشعبية واسعة من الأطفال. لأنه كان يُقدم من خلال شخصيات العرائس التي كان أشهرها “ديبو الفهمان”، وهذه الشخصيات العرائسية كانت تنطق بأصوات فنانين كبار، إضافة إلى لوحات غنائية و تمثيلية.

للقراءة أو الاستماع: أبرز الغائبين عن الدراما السورية في رمضان 2022

“دار السعادة”مأوى المبدعين السوريين

لم تكن الإعلامية السورية الوحيدة المتواجدة منذ 7 سنوات في “دار السعادة” للعناية بالمسنيين. فقد تواجد معها الفنان التشكيلي ممتاز البحرة، والمخرج علاء الدين كوكش. والمخرج رياض ديار بكرلي، والذي يعتبر أيضا من مؤسسي التلفزيون السوري والدراما السورية.

غياب دعم الحكومة لم يكن فقط لمؤسسي الإذاعة السورية، فمع كل موسم رمضاني نشهد أن الأكثرية من الفنانين يثبتون حضورهم بعمل واحد أو اثنين، وبعضهم يعود بعد أن غاب عن الحضور في المواسم الماضية، ولكن بالمقابل نشهد في رمضان هذا العام غياب البعض الذين عوَّدونا على الحضور الدائم.

الفنانة السورية، منى واصف لن تكون حاضرة في موسم دراما رمضان 2022، فستكون غائبة في السباق الرمضاني للعام الثالث على التوالي، بسبب ارتباطها بسلسلة “الهيبة” وهو مسلسل درامي سوري لبناني.

أيضا من الأسماء اللامعة في الدراما السورية، الفنان السوري بسام كوسا، لن يشارك في موسم دراما رمضان 2022، الذي قدم الكثير الغني والممتع المفيد من أدوار أغنت الفن السوري، وأشبعت شغف جمهور الدراما السوري والعربي على حد سواء.

مع اقتراب دخول شهر رمضان، يعود المشاهدون إلى الأعمال الكلاسيكية. التي على الرغم من مرور وقت عليها، تستمر في جلب البهجة البصرية والأفكار الرائعة. لا سيما وأن الكهرباء في سوريا هي من تقرر ما سيشاهده المواطنون بسبب كثرة انقطاعها. والمسألة الكبرى اليوم هي: هل الدراما السورية تحتضر؟

للقراءة أو الاستماع: بعد قتله لشخص.. حيازة المخدرات تهمة جديدة لنجل أصالة نصري

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.