مع الارتفاع الكبير للأسعار في سوريا، وخاصة المواد الغذائية، تحولت الأسواق والمحال التجارية لأماكن للعرض دون أن يكون هناك إقبال على الشراء من قبل السوريين، فالأسعار باتت فوق طاقتهم، كما أن الدخل لم يعد يمكن من تلبية حتى الاحتياجات البسيطة.

ففي الأسابيع الماضية،، تسبب النقص التدريجي في المواد الغذائية الأساسية عقب قرار إلغاء الدعم الشهر الماضي، وما رافقه من ارتفاع تدريجي في الأسعار، ثم الغزو الروسي لأوكرانيا وانعكاساته الاقتصادية، وحاليا مع اقتراب شهر رمضان، بتوجه المقتدرين من الناحية المادية على شراء كميات كبيرة من المواد وتخزينها، فيما لم يتمكن غالبية السوريين من الإقدام على شراء وتخزين المواد، حسب متابعة “الحل نت”.

تقنين في المشتريات

وفي سياق ارتفاع الأسعار وضعف الدخل، نقلت مواقع محلية عن أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة، أن الحالة الشرائية والتسوق شبه معدومة في الأسواق السورية، بسبب ارتفاع الأسعار، حيث بات المواطن “يقنن” استهلاكه بصرف ما يملك من مال على الأولويات، واختصار نصف المواد الغذائية، مشيرا إلى أن أكثر من نصف السوريين ليس لديهم مصدر دخل ثاني.

وأوضح حبزة، أن الفجوة كبيرة بين نسبة ارتفاع الأسعار ونسبة ارتفاع سعر الصرف، نافيا ما يشاع عن حساب التجار لسعر السلعة على 10 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد، واعتبر أنه لولا تدخل الدولة وإجراءات المصرف المركزي، لكان سعر الصرف على غير ما هو عليه الآن.

ومن جهة أخرى، فإن الفوارق المادية بين المواطنين أنفسهم باتت كبيرة، ففي حين لا يستطيع معظمهم شراء كميات من المواد بقصد التخزين، هناك آخرون يقومون بشراء كل شيء دون حساب لآثار ذلك على ذوي الدخل المحدود، حسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:سوريا.. بيع السمنة بالملعقة والمواد الغذائية للمشاهدة دون الشراء

تقسيط المواد الغذائية

شهدت الأسواق السورية في الآونة الأخيرة ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار المواد الغذائية، وحتى المواد الأساسية التي تعتبر ركيزة لكل بيت سوري، كالبرغل، والعدس، وزيت الزيتون، حيث وصل سعر كيلو البرغل ارتفع إلى 5000 ليرة، كما ارتفع سعر كيلو العدس إلى 8000 ليرة، وسعر كيلو الرز 7500 ليرة، وأيضا ارتفع سعر كيلو البصل إلى 1500 ليرة، كما ارتفع سعر صفيحة زيت الزيتون 20 لتر إلى 250 ألف ليرة في حال وجدت.

كما ارتفعت أسعار الأرز الأرز الصيني والهندي “حبة قصيرة” ليسجل 3000 ليرة للكيلو، وأيضا تجاوز سعر طبق البيض 12 ألف ليرة في المحال، والفروج ما بين 12 ألف وما فوق لكيلو الفروج المذبوح، حسب متابعة “الحل نت”.

ولذلك لجأت المؤسسة السورية للتجارة إلى تقسيط المواد الغذائية، حيث أعلنت مؤخرا فتح باب التقسيط للموظفين والعاملين بالقطاع العام، على المواد الغذائية المتوافرة في صالاتها، وبسقف 500 ألف ليرة، بمناسبة حلول شهر رمضان، وذلك في محاولة لمساعدة الموظفين في مواجهة الغلاء الفاحش للمواد الغذائية، موضحة أن  أن المستفيدين من القرض لن يحتاجوا إلى كفيل، ولن يدفعوا فوائد، مشيرة إلى أن مدة السداد ستكون على مدى 12 شهرا.

كما أكدت المؤسسة أن القرار سيشمل المواد الغذائية المتوافرة في صالاتها باستثناء المواد التي يتم توزيعها بموجب البطاقة الذكية، بسقف 500 ألف ليرة لكل عامل، وعلى كل فرع في المحافظات تحديد مركز أو أكثر معتمد بالتقسيط مع تسمية محاسب، حسب متابعة “الحل نت”.

قد يهمك:تصريحات رسمية تؤكد ارتفاع جديد للأسعار وتُحمّل السوريين المسؤولية

استمرار ارتفاع الأسعار، هي الحرب الأقسى التي يتعرض لها المواطن السوري، في ظل انهيار كبير تتعرض له سوريا، ووسط عدم وجود حلول حكومية حقيقية قادرة على انتشال المواطنين من أكبر كارثة اقتصادية عرفها السوريون.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.