ارتفاع مستمر في أسعار الفواتير والسلع وإيجارات المنازل فضلا عن تكاليف النقل في الوقت الذي لا يزال سوريون يتقاضون أجورا محدودة لا تتناسب مع الغلاء المعيشي مما جعلهم تحت خط الفقر في تركيا، بل إن قسم منهم تحت “خط الجوع”.

وأجرى مراسل الحل نت، استطلاع رأي شمل عدة لاجئين سوريين في تركيا حول الأجور التي يتقاضونها من حيث مقدارها وهل تكفي أم لا، حيث كانت إجابة الغالبية أنها بالكاد تغطي تكاليف المعيشة لديهم فيما يخشى البعض من الوقوع بأي أزمة إضافية سواء بمرض أو الانتقال إلى منزل جديد أو غير ذلك.

في السياق، نشر اتحاد نقابات العمال في تركيا، نتائج مسح شهر آذار/مارس، حول ميزانية العاملين والأسر ومقدار حد الفقر والجوع بناء على التكاليف المعيشية الجديدة من حيث أسعار السلع والإيجارات والفواتير ونفقات الطعام والملابس والنقل والتعليم الشهرية.

اقتصاد في المعيشة

“ليس كل ما يدخل ضمن مستلزمات المنزل اليوم نستطيع شراؤه” بهذه الكلمات يختصر اللاجئ السوري مهند العلي حديثه لـ “الحل نت” إجابة على وضعه المعيشي في ظل الغلاء الذي تشهده تركيا.

ويقول مهند الذي يستقر في ولاية قيصري وسط البلاد: إن “راتبي يصل إلى 4300 ليرة تركية ورغم أن إيجار منزلي رخيص ولكن بسبب الغلاء المعيشي بات لا يكفي لكل مستلزمات المعيشة، وأصبحنا نشتري ما هو ضروري جدا فقط”.
ويضيف، أن الأجر الذي يتناسب مع معيشته والتزاماته اتجاه عائلته المكونة من ثلاثة أفراد يجب ألا يقل عن 9000 ليرة تركية شهريا.

ويبدو أن وضع مهند أفضل نوعا ما من أوضاع عمال سوريين آخرين تواصلنا معهم، حيث لا يزال يتقاضى البعض منهم أجورا متدنية كحال الشاب حذيفة الذي يتقاضى ما يقارب 3500 ليرة تركية شهريا لقاء عمله في الإنشاءات.

ويخشى لاجئون سوريون من أية ظروف استثنائية تجعلهم يتكلفون المزيد من المال مثل الاضطرار لاستئجار منزل جديد، حيث هناك قسم كبير لا يزال يدفع مبلغ إيجار أقل مما يتطلبه استئجار منزل جديد في هذه الأيام.

وتوافق ما سبق مايا وهي لاجئة سورية تقيم في غازي عنتاب، حيث تقول لـ “الحل نت”: إن “البناء الذي تسكن به غالبية المستأجرين لا يدفعون ما يزيد عن 2000 ليرة تركية، ومنذ يومين عرض منزل ضمن البناء للإيجار وطلب صاحبه 3000 ليرة تركية لقاء استئجاره”.

إقرأ:غلاء أسعار المواد الغذائية في تركيا تصل للخبز السوري وحملات للمقاطعة

الحد الأدنى للأجور في تركيا تحت خط الجوع!

أفادت نتائج المسح الذي أجراه اتحاد نقابات العمال التركي لشهر آذار، أن حد الجوع لعائلة مكونة من أربعة أفراد بلغ أربعة آلاف و927 ليرة تركية، بينما حد الفقر وصل إلى 16 ألفا و52 ليرة تركية، أما التكاليف المعيشية لموظف واحد شهريا فبلغت ست آلاف و473 ليرة تركية.

ويتقاضى قسم قليل جدا من السوريين أجورا شهرية تتجاوز حاجز “حد الفقر” في تركيا فيما يبدو أن واقع التكاليف المعيشية في تركيا لا يتوافق مع الحد الأدنى للأجور والذي يبلغ 4250 ليرة تركية أي يقل عن حد الجوع المحدد من قبل اتحاد نقابات العمال التركي.

وحسب بيانات اتحاد نقابات العمال، فإنه رصد خلال آذار زيادة في أسعار اللحوم بأنواعها إضافة للخبز بينما انتشرت الألبان والأجبان بأوزان منخفضة لتتناسب مع أولئك الذين يعانون من انخفاض القوة الشرائية لديهم.

وشمل غلاء الأسعار الزيوت خصوصا زيت عباد الشمس الذي ارتفع بنسبة 40 بالمئة فيما ارتفع سعر السكر بنسبة 70 بالمئة، كما تضمن الغلاء كلا من الملح والشاي والمعكرونة وبعض أنواع المكسرات.

وحسب ما رصده مراسل الحل نت لدى وسائل إعلام تركية، فمن المتوقع أن يتم زيادة الحد الأدنى للأجور في تركيا منتصف العام الحالي بما يتناسب مع التكاليف المعيشية حاليا.

قد يهمك:أزمة جديدة تزيد عبء اللاجئين السوريين في تركيا

الجدير بالذكر أن قسم كبير من اللاجئين السوريين مقبلين على أزمة اقتصادية حادة في حال استمرت أسعار الإيجارات والفواتير والسلع والخدمات وغيرها بالارتفاع في الوقت الذي تبقى فيه أجورهم الشهرية محدودة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.