يقف العديد من اللاجئين السوريين في تركيا عاجزين أمام عقبات تظهر أمامهم عند التفكير في تثبيت زواجهم بشكل قانوني في سوريا أو تركيا فيما تتعقد هذه العقبات مع مرور الوقت ما يجعل البعض منهم يكتفي بعقد الزواج الديني.

ومع العقبات المفروضة على الكثير من السوريين المتزوجين في تركيا، يجدون أنفسهم أمام متاهة من الإجراءات التي لابد من القيام بها، كحالة عبد الحميد وهو لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب ومتزوج وله ثلاثة أطفال.

ويقول عبد الحميد لـ “الحل نت”: إنه “يواجه مشكلة عقيمة لتثبيت زواجه في تركيا، حيث كتب على وثيقة كيملك زوجته أنها متزوجة وعلى وثيقته أعزب، ومن أجل استخراج وثيقة أعزب المطلوبة عند تثبيت الزواج قانونيا في تركيا يتطلب أن تأتي بإخراج قيد من سوريا يبيّن حالتها”.

ويتابع، هذه المشكلة تفرض عليه أن يأتي بإخراج قيد لزوجته من ثم تحدث بياناتها من جديد في مديرية الهجرة من ثم تطلب وثيقة “أعزب” أما تثبيت الزواج في سوريا فهو مشكلة كبيرة خصوصا مع وجود أبناء أصغرهم يبلغ من العمر سنتين.

ومثل حالة الشاب، هناك آلاف الحالات للاجئين سوريين لم يثبتوا زواجهم لا في سوريا ولا في تركيا ما يضعهم أمام عقبات قانونية في المستقبل ستؤثر على مصيرهم ومصير أبنائهم فيما بعد.

لماذا تثبيت الزواج في سوريا؟

مع تجاوز لجوء السوريين في تركيا العشر سنوات، حصلت آلاف الزيجات فيما بينهم بتركيا وبات هناك أكثر من 700 ألف طفل سوري ولد في تركيا منذ عام 2011، ويوجد قسم كبير منهم غير مسجل في سوريا.

وتثير مشكلة عدم تثبيت واقعات الزواج بين السوريين في تركيا في سوريا آثار قانونية تتعلق بحقوق الزوجين وواجباتهم وحقوق الأطفال وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية في الأعوام القادمة.

وكان قد وصف رئيس تجمع المحامين السوريين في تركيا، غزوان قرنفل، خلال حديث لـ “الحل نت” تسجيل الواقعات من مواليد ووفيات والحاصلة في تركيا بالكارثة.

وأضاف، أنه ما لم يتم تسجيل المولود في سوريا لن يحصل على الجنسية السورية كما أن المشكلة تمتد لواقعات قانونية مثل الوفيات ولو دفنت في تركيا فلابد من تسجيلها في سوريا ضمن النطاق الزمني الذي حصلت فيه الوفاة من أجل حصر الإرث.

وخلال استطلاع آراء عدة عائلات سورية في تركيا، يبدو أن الغالبية العظمى لم يسجلوا واقعات الزواج والولادة في سوريا بينما يأمل بعضهم أن يحصل أبنائهم على الجنسية التركية خلال السنوات القادمة.

ويلجأ قلة من السوريين لتثبيت زواجهم في سوريا عبر الاستعانة بسماسرة أو عن طريق توكيل محامٍ، وحسب أحد المحامين تصل التكاليف إلى قرابة مليون و200 ألف ليرة سورية كأتعاب ومصاريف.

قد يهمك:أجور العمال السوريين في تركيا تحول السوريين لما دون خط الفقر

ما الأوراق المطلوبة لتثبيت الزواج في تركيا؟

رغم أن قسم من اللاجئين السوريين لم يسجلوا واقعات الزواج في سوريا بشكل قانوني إلا أنهم ثبتوا زيجاتهم في تركيا وحصلوا على دفتر العائلة.

أما الأوراق المطلوبة من أجل تثبيت الزواج فهي أربع صور شخصية للزوج ومثلها للزوجة إضافة لصور عن بطاقات الحماية المؤقتة وصور عن سند الإقامة لكلا الزوجين إضافة لورقة أعزب والتي تستخرج من مديرية الهجرة مع تقرير طبي يستخرج من إحدى المستوصفات ويصدق من مشفى حكومي مع دفع رسوم تقدر بحوالي 100 ليرة تركية بالإضافة إلى وجود شاهدين أثناء عقد الزواج.

وقد يبدو الأمر يسيرا من حيث الأوراق المطلوبة لتثبيت الزواج إلا أن هناك لاجئين سوريين وقعوا في مشاكل أثناء الإقدام على إنجاز هذه المعاملة.

ومن بين أبرز المشاكل طول أمد الحصول على “ورقة أعزب” من مديرية الهجرة إضافة إلى الأخطاء الواردة في وثائق العديد من اللاجئين السوريين، فمنهم من وضعت حالته الاجتماعية مطلق أو أرمل أو متزوج عند حصوله على وثيقة “الكيملك”.

إقرأ:أزمة جديدة تزيد عبء اللاجئين السوريين في تركيا

ويتطلب إعادة تحديث الحالة الاجتماعية إلى استخراج وثائق من سوريا وترجمتها وتصديقها من ثم تقديمها عند تحديث البيانات من أجل تحديث الحالة الاجتماعية ومن ثم استخراج “ورقة أعزب” عبر تطبيق “e-Devlet”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.