مرض نادر بلا لقاح، رُصدت أول إصابة به مصدره القرود، إذ أعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية، يوم السبت الفائت، رصد أول إصابة بفيروس “جدري القرود” في بريطانيا.


وبحسب ما أشارت إليه الوكالة البريطانية، في بيان نُشر على موقع الحكومة البريطانية، فإن “المريض المصاب بفيروس” جدري القرود “كان في زيارة مؤخرا لنيجيريا، حيث يُعتقد أنه أصيب بالعدوى، قبل عودته إلى بريطانيا”.

عدوى فيروسية نادرة

الوكالة البريطانية، قالت أن “المريض يتلقى العناية الطبية اللازمة في وحدة الأمراض المعدية بمؤسسة “جاي أند سانت توماس” التابعة للهيئة الوطنية للصحة البريطانية في لندن”، بحسب تقارير صحفية.

ونوّهت الوكالة إلى أنها تتواصل مع جميع الأشخاص الذين تفاعلوا بشكل مباشر مؤخرا مع الشخص المصاب، كإجراء احترازي لمنع انتشار العدوى وتزويدهم بمعلومات عن المرض، مضيفة أن ذلك يشمل عددا من المسافرين الذين سافروا مع الشخص المصاب على نفس الرحلة إلى بريطانيا.

هل المرض سريع الانتشار؟

وحول سرعة انتشار مرض “جدري القرود”، أوضحت الوكالة أنها عدوى فيروسية نادرة لا تنتشر بسهولة بين البشر، وعادة ما تكون الأعراض خفيفة وتشفى من تلقاء نفسها ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، ولكن قد تتسبب أحيانا في مرض شديد لدى بعض الأشخاص المصابين.

من جانبه، قال جوناثان بول، الأستاذ في علم الفيروسات الجزيئية في جامعة “نوتنغهام”: “حقيقة إصابة شخص واحد فقط من كل خمسين شخص يخالطون المصابين بجدري القرود، تكشف مدى تضاؤل فرص انتقال العدوى”.

وسبب الإصابة بـ “جدري القرود” هو فيروس يحمل نفس الاسم، وهو من نفس عائلة الجدري الشائع (العادي)، لكن الخبراء يعتقدون أنه أقل خطورة منه، وأن فرص الإصابة به ضئيلة.

من جانبها تُعرف منظمة “الصحة العالمية”، مرض “جدري القرود” على أنه “مرض نادر يحدث أساسا في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة”. وهناك سلالتان من هذا الفيروس؛ هما سلالة وسط أفريقيا وسلالة غرب أفريقيا.

وينتقل المرض إلى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس. وقد يدخل الفيروس الجسم عن طريق تشققات البشرة، أو المجرى التنفسي، أو عبر العينين، أو الأنف، أو الفم، وفق تقارير صحفية.

كذلك، يمكن أن ينتقل من حيوان مصاب، مثل القرود والجرذان والسناجب، إلى الإنسان أو من على الأسطح والأشياء ملوثة بالفيروس مثل الفراش والملابس.

أعراض المرض

وتشمل أعراض مرض “جدري القرود”: “الحمى، والصداع، والانتفاخ، وآلام الظهر، وآلام العضلات، والخمول”، وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة يظهر طفح جلدي بداية من الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنه يكون في أغلب الأحيان في راحة اليدين وباطن القدمين. وبحسب الأطباء أن المرض يختفي دون تدخل طبي بعد أن تستمر الأعراض لحوالي 14 إلى 21 يوم.

وعادة ما يكون معدل الإماتة في الحالات الناجمة عن فاشيات “جدري القرود” من 1 إلى 10 بالمئة، وتحدث معظم الوفيات بين الفئات الأصغر سنا. حيث لا يوجد علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض، على الرغم من أن التطعيم ضد الجدري أثبت فعّاليته العالية في الوقاية من “جدري القرود” أيضا.

أول ظهور المرض

ظهر المرض للمرة الأولى بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية في القارة الإفريقية، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تم القضاء فيها على الجدري عام 1968.

وانتشر الفيروس في الولايات المتحدة عام 2003، وكانت تلك المرة الأولى التي يظهر فيها المرض خارج إفريقيا. وانتقل المرض إلى الولايات المتحدة في ذلك الوقت عن طريق مخالطة حيوان كلب المروج الذي انتقلت إليه العدوى من بعض الثدييات المستوردة من الخارج. وبلغ عدد الحالات المصابة في ذلك الوقت 81 حالة، لكن دون تسجيل أي وفيات، وفق تقارير صحفية.

وفي 2017، شهدت نيجيريا أكبر انتشار موثق في حوالي 40 سنة من ظهور آخر حالة مؤكدة في البلاد. كما كان هناك 172 حالة مشتبه في إصابتها، وكان 75 بالمئة من المصابين أثناء هذا الانتشار من الرجال من الفئة العمرية من 21 إلى 40 سنة، بحسب تقارير صحفية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.