محافظة درعا، وحدودها مع الأردن تشهد عودة متسارعة للساحة السورية من الناحية الأمنية والعسكرية، حيث تشير المعطيات على الأرض إلى أن الأمور تسير في اتجاه واحد هو التصعيد، على الرغم من اتفاقيتي تسوية في 2018 و2021، وعلى الرغم من تعهدات روسيا السابقة بضمان استقرار المحافظة وإبعاد الميليشيات الإيرانية عنها.

تعزيزات جديدة للميليشيات الإيرانية

مصادر خاصة، أكدت لـ”الحل نت”، أن عدة مجموعات من حزب الله اللبناني، ولواء أبو الفضل العباس، اتجهت من مقراتها في محيط مطار دمشق الدولي إلى منطقة السيدة زينب مساء أمس الخميس، وذلك للاجتماع وتوزيع المهام والاستماع إلى خطب دينية من رجال الدين، ليتم بعد ذلك نقلهم إلى مواقعهم الجديدة في الجنوب السوري، مضيفا أن مجموعات مماثلة انطلقت قبل أيام من منطقة السومرية قرب دمشق للجنوب أيضا.

المصادر أكدت أيضا، أن المئات من عناصر الميليشيات الإيرانية، بينها عناصر من حزب الله ولواء أبو الفضل العباس التي وصلت خلال الأيام الثلاثة الماضية للجنوب، انتشرت على الحدود الأردنية، وفي بلدات عرى والقريا التابعتين للسويداء، والقريبتين من مدينة بصرى الشام، حيث تركز نحو 100 عنصر من هذه الميليشيات في تل الزقاق في بلدة القريا، والمشرف على مدينة بصرى الشام مع عتادهم الكامل بما فيه رشاشات ثقيلة مضادة للطائرات.

مجموعات أخرى من ميليشيا حزب الله والفرقة الرابعة ولواء فاطميون وصلت إلى المنطقة الحدودية مع الأردن قبل أيام وتوزعت تلك المجموعات على طول الحدود السورية الأردنية، بحسب معلومات سابقة حصل عليها “الحل نت”.

هذه المجموعات جرى نقلها من دمشق إلى درعا بعد منتصف الليل بهدف منع رصد تلك التعزيزات، وعادت السيارات التي أقلتهم إلى دمشق ، وتمت العملية على مراحل، حيث تم نقل المجموعات على عدة دفعات مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، حيث تمركزت هذه المجموعات على الحدود الأردنية ترافقها دبابات ورشاشات ثقيلة.

إقرأ:قاعدة التنف الأميركية: هل ستتدخل واشنطن ضد الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري؟

ماذا وراء التعزيزات؟

مصدر مقرب من اللجنة المركزية في ريف درعا، قال خلال حديثه لموقع “الحل نت”، أن هناك حملة تجييش كبيرة تحصل ضد مناطق في محافظة درعا، في أوساط القيادة في دمشق، وفي فرع الأمن العسكري في درعا، ويقود الأخيرة عدد من أتباع الأجهزة الأمنية في المحافظة، بحجة إيواء عناصر “إرهابية” مسلحة، في حين أن هذه المناطق لا تزال تقف ضد حكومة دمشق، ومن فيها من مسلحين هم معارضون ولا ينتمون لأي جهات متطرفة.

وأوضح المصدر، أن الأجهزة الأمنية تحاول نشر معلومات عن وجود مجموعات مسلحة تابعة لـ”أبو طارق الصبيحي”، الذي سبق وأن قتل 9 عناصر من الشرطة في ناحية بلدة المزيريب قبل نحوعامين، على خلفية قيام المخابرات الجوية باختطاف ابنه وزوج ابنته وإعدامهما بطريقة بشعة.

وأشار إلى أن ما يتردد في دمشق هو إعادة اقتحام عدة مدن وبلدات في محافظة درعا بقيادة الفرقة الرابعة كما حصل في العام الماضي، وأن الترتيبات جارية لهذا الأمر حاليا.

من جهته، قال أيمن أبو محمود، الناطق باسم تجمع أحرار حوران، لموقع “الحل نت”، أن الميليشيات الإيرانية ومعها الفرقة الرابعة تعمل حاليا في اتجاهين مهمين، الأول داخلي، بغية السيطرة على محافظة درعا بشكل كامل من خلال اقتحام المدن والبلدات المناوئة لهما والعمل على القضاء على أي توجه معارض للمشروع الإيراني، لتكون المحافظة قاعدة خلفية للإيرانيين في مخططهم الرئيسي ضد الأردن ودول الخليج العربي.

وأما الاتجاه الثاني، بحسب أبو محمود، فيتعلق بالجانب الأردني، والاتهامات التي وجهها الأردن للميليشيات الإيرانية مؤخرا، فالميليشيات تعمل على تعزيز وجودها بشكل لافت على الحدود الأردنية، تحسبا لأي تدخل من خارج الحدود، وبالإضافة لذلك فالميليشيات تستبق أي احتمال لتحرك خارجي ضدها بالاستعداد لاقتحام المناطق التي تتوقع أن تثور ضدها، وفي نفس الوقت تقوم بتنفيذ حصار مدروس على مدينة بصرى الشام، المعقل الرئيسي للواء الثامن، الذي يؤكد وقوفه ضد هذه الميليشيات.

وكان قيادي في اللواء الثامن قال في وقت سابق لموقع “الحل نت”، أن اللواء اتخذ قرارا بالتصدي للميليشيات الإيرانية في حال حدوث أي تحرك عسكري من قبلها في محافظة درعا، وأشار حينها إلى أن اتفاق التسوية بحكم الساقط وما ذلك إلا مسألة وقت.

قد يهمك:علامات جديدة على الانسحاب الروسي من الجنوب السوري

الأجهزة الأمنية تستهدف نفسها في ريف درعا

بحسب معلومات حصل عليها “الحل نت”، فإن مجهولين استهدفوا مساء أمس الخميس بالأسلحة الرشاشة بناء مشروع الثورة لضخ المياه والذي يعد مقرا لفرع الأمن العسكري قرب بحيرة المزيريب غربي درعا، مشيرا إلى أن المجهولين كانا ملثمين ويستقلان دراجة نارية، وتبع ذلك إطلاق نار عشوائي باتجاه مساكن المدنيين.

وحسب المصدر، فإن هذا الهجوم هو الثالث خلال يومين، حيث سبقه استهداف لناحية المزيريب بالأسلحة الرشاشة، وقذيفة (آر بي جي)، وأيضا سبق هذا الهجوم هجوم بالأسلحة الرشاشة، لم ينجم عنها أي إصابات في صفوف الأجهزة الأمنية.

أيمن أبو محمود، أكد لـ”الحل نت”، أنه بحسب المعلومات فإن سيارة من نوع هايلوكس، لونها أسود، تقل أشخاصا من خارج بلدة المزيريب، ترافقها دراجات نارية، استهدفوا مبنى ناحية الشرطة، مضيفا أن الهدف من استهداف المواقع الأمنية في بلدة المزيريب هو التحريض على من تبقى من عناصر المعارضة في البلدة بهدف اعتقالهم والتخلص منهم من قبل الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن الغاية هي خلق ذرائع جديدة لشن النظام عمليات مداهمة تستهدف المعارضين له في المنطقة.

إقرأ:“منطقة آمنة” في الجنوب السوري.. ما الاحتمالات؟

العديد من الاحتمالات المفتوحة ستظهر خلال الأيام القادمة في درعا، ومن الواضح أن الميليشيات الإيرانية بدأت تتحرك بسرعة لفرض سيطرة أكبر داخل المحافظة وعلى الحدود مع الأردن، فيما يبدو أنها تسابق الوقت لمنع إنشاء منطقة آمنة في الجنوب والتي يتم الحديث عنها حاليا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.