أصبح مشهد الاغتيالات في محافظة درعا طبيعيا واعتياديا، مع تصاعد الأحداث بشكل يومي، حسب ما يواكبه “الحل نت”، من تسجيل عمليات اغتيالات وخطف وقتل واشتباكات، مع اختلاف الأشخاص الذين يتعرضون لتلك المحاولات، واختلاف المصير الذي يلقونه بين قتل فوري، وإصابات بجروح خطيرة، وفي حين أن الجاني في معظم حالات الاغتيال لا يزال مجهولا،، إلا أن الإصرار على استهداف رجل الأمن العسكري، مصطفى المسالمة، لا يزال يتصدر المشهد منذ عام 2018.

“الكسم” لم يمت ويتوعد!

القيادي في الأمن العسكري، “مصطفى قاسم المسالمة” المعروف أيضا باسم “الكسم”، نجا من محاولة اغتيال، أمس الجمعة، في مدينة درعا على يد مجهولين.

وذكرت مصادر محلية، لـ”الحل نت”، أن المسالمة أصيب في رأسه بطلق ناري أطلقه مجهولون في منطقة السبيل في حي المحطة بدرعا، نقل على إثرها بسيارة إسعاف إلى مشفى الرحمة في المدينة الذي يقع تحت سلطة الأمن العسكري في حي المطار.

وبحسب ما نقله الصحفي، أحمد المسالمة، لـ”الحل نت”، إن المسالمة وصل إلى منزله بحي المنشية، اليوم السبت، بعد خروجه من المستشفى وتلقيه العلاج وزوال الخطورة عنه.

وأشار المسالمة، إلى أن القيادي في الأمن العسكري، تعهد بالرد على عملية اغتياله، متهما القائد في الأمن العسكري “عماد أبو زريق”، بالتخطيط لاغتياله، وأنه سيستهدف جميع عناصر مجموعة الأخير.

وبحسب تجمع “أحرار حوران”، فإن الأجهزة الأمنية في درعا، انتشرت بالكامل في منطقة السبيل، ونفذت حملة تفتيش واسعة في المنطقة، دون اعتقال أي شخص.

وكان المسالمة قد تعرض لأكثر من سبع محاولات اغتيال كان آخرها في 17 مايو/أيار الفائت، في حي المنشية بدرعا البلد، عندما استهدف بعبوة ناسفة أدت إلى مقتل مرافقه.

من هو “الكسم”؟

منذ عام 2018، وبعد إحكام دمشق سيطرتها على محافظة درعا، تعرض مصطفى المسالمة “الكسم”، لعدة محاولات اغتيال نجا منها، في حين قتل شقيقه وسام المسالمة الملقب بـ “عجلوقة” في كانون الأول/ديسمبر 2019، ومعه اثنان من مرافقيه عقب استهدافه بعبوة ناسفة عند دوار الكازية في حي المنشية وأصيب معه اثنان من مرافقيه.

وينحدر “مصطفى المسالمة” “الكسم”، من درعا البلد التي أجرت فصائلها “تسوية” مع الجيش السوري برعاية روسية، وكان “الكسم” قياديا في صفوف فصائل المعارضة التي نشطت خلال الأعوام السابقة في جنوب سوريا، قبل أن ينضم إلى فرع الأمن العسكري.

بدأت بعد ذلك رحلة “الكسم” داخل فصائل المعارضة، بالانضمام لكتيبة “المنصور” بحي طريق السد في درعا قبل أن يُشكل كتيبة “أحفاد خالد بن الوليد” ضمن “لواء توحيد الجنوب” بدعم من شقيقه وسام المسالمة، ومن ثم تحولت الكتيبة إلى “اللواء 18 مشاة” التابع “لفوج المدفعية الأول” في “الجبهة الجنوبية”.

وتزعم المسالمة، مجموعة محلية تتمركز في حي المنشية بشكل رئيسي، وتعمل في تجارة المخدرات والسلاح والتهريب، ويعتبر مسؤولا عن اغتيال العديد من القيادات السابقة في فصائل المعارضة والمدنيين.

وتعمل مجموعة “الكسم” – يقدر عددها بـ 200 عنصر – لـصالح فرع الأمن العسكري في مدينة درعا، وسبق أن استُهدف بعض العناصر التابعين لها – أكثر من مرة – من قبل مجهولين.

استمرار مشهد الاغتيالات

على الرغم من مرور سبعة أشهر على اتفاقية التسوية الثانية، و 3 سنوات و10 أشهر  على اتفاقية التسوية الأولى، ما تزال عمليات الاغتيال والقتل والخطف مستمرة في المحافظة، وتتهم فيها اللجان المركزية الأفرع الأمنية والمليشيات الإيرانية.

وبحسب مكتب “توثيق الشهداء في درعا”، فقد شهد شهر أيار/مايو الماضي، المزيد من عمليات و محاولات الاغتيال، حيث وثق قسم الجنايات و الجرائم في مكتب توثيق الشهداء في درعا : 67 عملية و محاولة اغتيال، أدت إلى مقتل 47 شخصا (24 قتيلا من المدنيين و مقاتلي فصائل المعارضة سابقا الذين انضموا إلى اتفاقية “التسوية” في عام 2018 و 23 قتيل من المسلحين و مقاتلي القوات النظامية)، و إصابة 18 آخرين بينما نجى 2 شخص من محاولة اغتيالهم، علما أن هذه الإحصائية لا تتضمن الهجمات التي تعرضت لها حواجز و أرتال الجيش السوري.

القتلى الذين وثقهم المكتب: 17 مقاتل في صفوف فصائل المعارضة سابقا، بينهم 11 ممن التحق بصفوف الأجهزة الأمنية بعد سيطرتها على محافظة درعا في شهر آب/أغسطس 2018، حيث تمت 41 عملية من خلال إطلاق النار المباشر، و5 في عمليات استهداف بالعبوات الناسفة، وواحدة نتيجة عمليات إعدام ميداني.

ومن إجمالي جميع عمليات ومحاولات الاغتيال التي وقعت، وثق المكتب : 34 عملية ومحاولة اغتيال في ريف درعا الغربي، و27 عملية ومحاولة اغتيال في ريف درعا الشرقي، و6 عمليات في مدينة درعا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.