لا تزال أزمة الغاز تمثل أحد وجوه معاناة السوريين منذ أكثر من عامين، وبعد العمل بآلية إرسال الرسائل لاستلام الغاز تفاقمت هذه الأزمة، حيث لم تلتزم الحكومة بمواعيد هذه الرسائل، ومع كل مرة تختلق حججا مختلفة لتبرير التأخير.

قلة العمل سبب تأخير الرسائل!

أعضاء في جمعية معتمدي الغاز في دمشق، اشتكوا من تأخر تحميل سيارات المعتمدين في معمل غاز دمشق وريفها، بسبب قلة العمال في المعمل الذين يتم تجميعهم في وردية واحدة بدلا من ورديتين، ذلك أن عمل الوردية يبدأ في السابعة صباحا وحتى الثالثة ظهرا، بينما يستمر عمل الوردية الثانية حتى الحادية عشرة ليلا، بحسب تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية اليوم.

وأضافت الصحيفة، أن أغلب العمالة في المعمل عمالة موسمية يتم تجديد عقودها كل ستة أشهر, ومع قرب نهاية الفترة يتم الاستغناء عن البعض ,أو يترك البعض عمله نتيجة ضعف الراتب الذي لا يساوي سوى 3 آلاف ليرة في اليوم، مبينة أن ضعف اليومية للعمال والعتالة يرتب على المعتمدين دفع مبالغ إضافية، فكل معتمد يدفع مبلغ 6 آلاف ليرة، 3 آلاف للعمال و3 آلاف للعتالة، لذلك فإن قلة العمال والعتالة تؤثر بشكل أو بآخر في سرعة حصول المعتمد على مخصصاته.

وبحسب ما نقلت الصحيفة، عن جمعية معتمدي الغاز، فإن قلة العمل أدت لانخفاض إنتاج الغاز اليومي من 19 ألف أسطوانة، إلى نحو 15 ألف أسطوانة، بالإضافة إلى أن الفارق الزمني بين التعبئة والأخرى يختلف بين معتمد وآخر حسب الدور الإلكتروني والارتباطات، وهو ما يؤثر بسرعة التحميل والتوزيع للمعتمدين، وبالتالي تأخر الرسائل، حيث يتم إرسالها في مدة تتراوح ما بين 65- 85 يوم.

إقرأ:دمشق.. ارتفاع جديد لأسطوانة الغاز في السوق السوداء

غاز أسود وبدائل أخرى

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أن العديد من المواطنين، ممن تتأخر رسائل الغاز الخاصة بهم يضطرون إلى التوجه للسوق السوداء لشراء جرة غاز، حيث يتجاوز سعر الجرة الواحدة أكثر من 100 ألف ليرة سورية. وأحيانا يصل إلى ضعف المبلغ المذكور.

كما اتجه البعض الآخر، خاصة أولئك الذين لا تسمح ميزانيتهم المالية “للشراء” من السوق السوداء وبهذه التكلفة، نحو بدائل أخرى، مثل العودة إلى “بابور الكاز”، الأمر الذي أصبح أيضا صعبا بالنسبة لبعض العائلات, بسبب عدم توفر المادة بالشكل الأمثل، وارتفاع سعرها في السوق السوداء أيضا، إذ تجاوز سعر الليتر الواحد ل 4000 ليرة سورية، في حين يلجأ آخرون لمواقد الحطب.

وخلال الفترة الماضية، وبعد أن تفاقمت أزمة الغاز في البلاد، لجأت نسبة كبيرة من السوريين إلى استخدام “البابور” الذي كان قد تحول وجوده إلى أداة تقليدية فقط، ويُعرض في بعض المحال المتخصصة في بيع “الأنتيكا”. وكذلك في بعض المطاعم كمكملات الديكور.

في سياق متصل، لايزال نقص وزن الأسطوانة التي يوزعها بعض المعتمدين يشكل هاجسا مقلقا لهم خاصة أن الأسطوانة لا تخدم أكثر من أسبوعين.

قد يهمك:سوريا.. الغاز يُسرق من الأسطوانات بطريقة احتيالية

ويتساءل المواطنون، بحسب متابعة “الحل نت”، حول النقص في مادة الغاز في المؤسسات الحكومية و توفره في السوق السوداء، وكيف يصل الغاز الى السوق السوداء بينما لا يتوافر لدى الحكومة، وأين دور الرقابة والتموين في الحد من هذه الظاهرة، وعدم استغلال جيوب المواطنين الذين لم تعد رواتبهم تتجاوز عتبة المائة وخمسون ألف ليرة سورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.