السوق السورية، ومنذ نحو عام تشهد ارتفاعا غير مسبوق بالأسعار، وذلك بالتزامن مع تدهور سعر صرف الليرة السورية، وتدني مستوى الدخل إلى درجة غير مسبوقة، لتتحول معظم المواد الاستهلاكية والبسيطة منها إلى رفاهية كبيرة يتجنبها معظم السوريون.

المكسرات بالغرامات

تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية اليوم الأحد، نقل عن عبد الرزاق حبزه أمين سر جمعية حماية المستهلك أن أسعار المكسرات ارتفعت مع موجة التضخم التي تطول الأسعار حول العالم أكثر من 40 بالمئة، وبين أن الفستق الإيراني ارتفع بنحو 50 بالمئة والكاجو ارتفع بنحو 20 بالمئة من مصدره بالهند.

وأوضح حبزه، أن سبب فقدان وارتفاع أسعار ذرة الفوشار هو الحرب في أوكرانيا التي تُعتبر المصدر الأكبر لمادة الذرة، والكميات المعروضة في الأسواق انتهت، ولا تتوافر البدائل المحلية، وتزامن ارتفاع أسعارها مع الطلب عليها في موسم الأعياد.

وحول أسعار المكسرات والموالح، بيّن حبزه أنه لا توجد تسعيرة محددة لدى “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، لكونها تعتمد على بيانات التكلفة، وتختلف هذه البيانات بين محمصة وأخرى، وبين نوعية البضاعة قديمة أم حديثة، والكثير منها يتعرض للتلف بسبب قلة الاستهلاك، وطريقة التخزين السيئة إضافة إلى الفطور السامة.

ولفت حبزه إلى أن الموالح أصبحت من الكماليات ومن يتسوق بالكيلو أصبح يتسوق بالغرامات لدى بعض العائلات، وأما أصحاب الدخل المحدود ليسوا من هذه العائلات.

إقرأ:أسعار جديدة في دمشق.. ما علاقة القوة الشرائية؟

أكلات التسلية والرفاهية

مع ارتفاع أسعار المواد، أصبحت الأكلات التي يعرفها السوريون، للتسلية كالحلويات، والبوظة، وغيرها رفاهية كبيرة ليس بمقدور السوريين محدودي الدخل الاقتراب منها.

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، ارتفعت أسعار الحلويات والبوظة مؤخرا على نحو ملحوظ حتى بات شراؤها يمثل شكلا من أشكال الرفاهية، وبيع الحلويات يكاد يقتصرعلى المناسبات، فسعر أقل كيلو حلويات لا يقل عن 15 ألف ليرة، وهنالك أنواع تصل إلى 80 ألف ليرة، والبوظة العربية وصل الكيلو منها إلى 24 ألف ليرة، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.

أما بالنسبة للأسعار، فقد بلغ سعر كيلو البرازق معلب بعبوة تزن 800 غرام 25 ألف للنوع الإكسترا، وبلغ سعر كيلو الغريبة معلب 26 ألف، أما البيتيفور 20 ألف، وسعر كيلو الهريسة الإكسترا 23 ألف ليرة.

كما بلغ سعر كيلو المبرومة بالفستق الحلبي و بالسمن الحيواني 80 ألف ، وعش البلبل 65 ألف، وعبوة حلو نواشف بالسمن الحيواني 22 ألف، وعبوة الحلو العربي بالسمن الحيواني من 21 حتى 45 ألف ليرة.

أما بالنسبة للبوظة، يتكبد أصحاب المحال خسائر يومية لعدم قدرتهم على تخزين البوظة التي تحتاج إلى برادات، ما دفعهم إلى الاستغناء عن بيعها ما أدى إلى شحها في الأسواق، وغلائها عند من يشغل مولدة كهربائية لتشغيل البرادات، بينما اتجه بعضهم لتقليل كميتها المعروضة للبيع يوميا تلافيا لأي خسارة، ما رفع سعرها، وبلغ سعر كيلو البوظة بالمكسرات 12500 ليرة، وكيلو البوظة العربية بالفستق الحلبي والقشطة 24 ألف ليرة.

“التقرير”، أشار إلى أن نسبة المبيعات هذا العام من الحلويات، لا تتجاوز 40 بالمئة من مبيعات السنوات السابقة، فقد شهدت أسعار الحلويات في الأسواق السورية، ارتفاعا بنسبة 120 في المئة خلال فترة عيد الفطر الفائت، حيث أرجع باعة الحلويات السبب إلى ارتفاع المواد الأولية كالسمن والمكسرات والطحين.

وأوضح التقريرأيضاً، أن العديد من أصناف الحلويات اصبحت تُباع بـ“القطعة“، نتيجة الأسعار الفاحشة في الأسواق، حيث ارتفعت أسعار المواد الأولية بشكل غير مسبوق، كما أن الإقبال على شراء البوظة تراجع بنسبة 60 بالمئة، لتبقى بنسبة 40 بالمئة حركة خفيفة في السوق.

قد يهمك:أسعار كاوية للحلويات.. العوامة بـ 10 آلاف

من الجدير بالذكر، أن معظم المواد الاستهلاكية والغذائية باتت خارج متناول يد غالبية السوريين، نتيجة ارتفاع الأسعار الكبير، وتفضيلهم تأمين المواد الأساسية فقط، وبشكل مقنّن في بعض الأحيان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.