بالتزامن مع اشتداد حرارة الصيف وانخفاض مستوى الينابيع، وزيادة الطلب على عبوات المياه الباردة في محلات البقالة نتيجة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، فرضت حكومة دمشق تقنين جديد على مخصصات المياه المعدنية للمواطنين، حيث خفضت المخصصات بمقدار النصف مطلع الشهر الفائت، واليوم قلصتها إلى نحو الربع، بذريعة أنها تطبّق آلية جديدة لتوزيع جعب المياه.

تخفيض أم آلية جديدة؟

معاون مدير السورية للتجارة بشار حمود، كشف، أن توزيع جعب المياه الممنوحة عبر ما يسمى “البطاقة الذكية” داخل الصالات التابعة للمؤسسة أصبح جعبة واحدة كل أسبوع عوضا عن بيع 4 جعب على الأكثر معا كل شهر، وفق ما نقله موقع “أثر برس” المحلي، اليوم الأحد.

ونوّه حمود، إلى أنه لم يتم تخفيض جعب المياه الممنوحة وإنما سيتم توزيعها على عدة دفعات، حيث سيأخذ المواطن جعبة واحدة فقط في الأسبوع، وبقي العدد بالنسبة لجعب المياه الكبيرة 4 خلال الشهر، أما الصغيرة جعبتين فقط.

وزعم حمود، أن الهدف من هذه العملية، هو عدم المتاجرة بالمياه من قبل بعض الأشخاص الذين يأخذون من أقاربهم ومعارفهم بطاقاتهم ،ويشترون المياه من صالات السورية للتجارة ويتاجرون بها بسعر أغلى، على حد تعبيره.

وكانت صالات “السورية للتجارة” قد خفضت الكميات الممنوحة عبر “البطاقة الذكية” إلى النصف قبل فترة، وأتى قرار المؤسسة بالتزامن مع بدء فصل الصيف، وعزت الخطوة إلى انخفاض منسوب الينابيع وزيادة الطلب على المادة من قبل البقاليات، والفعاليات السياحية.

قد يهمك: اشتداد تقنين الماء والكهرباء في سوريا خلال الصيف الحالي

تكاليف إضافية

خلال لقاء مع مدير السورية للتجارة زياد هزاع في برنامج “حديث النهار” على إذاعة “شام إف إم” مطلع حزيران/يونيو الفائت، كشف أن” مخصصات جعب المياه للمواطنين قد خفضت إلى النصف، أي من 4 جعب كبيرة إلى 2، ومن 8 صغيرة إلى 4″.

وعزا هزاع ذلك حينذاك، إلى بدء فصل الصيف وانخفاض منسوب الينابيع، وازدياد الطلب على المادة من قبل البقاليات والفعاليات السياحية، وذلك بما يتناسب مع تلبية احتياجات الجميع ولضبط عملية التوزيع، موضحا أن السورية للتجارة بدأت بتوزيع المياه في فصل الشتاء، حيث يكون الطلب منخفضا، وبالتالي كانت الكميات المتاحة أعلى من حاجة المواطنين.

وأردف هزاع، أن “السورية للتجارة” توزع 70 بالمئة من كميات المياه المعدنية، للبقاليات والفعاليات السياحية بسعر الجملة 4400 ليرة للجعبة الكبيرة (الصندوق الكامل)، و5310 ليرة للجعبة الصغيرة، منوّها إلى أن الفعاليات السياحية تبيعها بسعر تحدده وزارة السياحة، وليس من شأن السورية للتجارة هذا الأمر، في حين تبيعها البقاليات بـ4800 ليرة، أي بهامش ربح 400 ليرة سورية.

ولأن الأجواء حارة خلال فصل الصيف، خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، فإن الطلب على عبوات المياه المعدنية في البقاليات يتزايد بحكم وجود مولدات توليد الكهرباء في البقاليات ،وبالتالي توفير المياه الباردة، ما يضطر الناس لشراء العبوات بشكل أكبر،وبالتالي زيادة الأسعار في الأيام المقبلة بالتزامن مع تقليل المخصصات من قبل الحكومة.

وضمن سياق موازٍ، يعاني عدد من سكان أحياء المحافظات السورية بشكل عام من نقص بمياه الشرب، حيث اشتكى سكان من أحياء الأرمن الشرقي والجنوبي والمهاجرين والعباسية والسبيل، ضعف وصول المياه إلى منازلهم على الرغم من تشغيلهم لمضخات المياه عند ضخها باتجاه منازلهم، حيث لا يتمكنون من تعبئة خزاناتهم ما يضطرهم إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة، مشيرين إلى عدم توافق برنامج تقنين الكهرباء مع برنامج تقنين المياه، مطالبين مؤسسة مياه حمص بإيجاد حل لهذه المشكلة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وفق تقارير صحفية محلية قبل أيام.

رفع السعر مرتين

قرارات عديدة تصدرها حكومة دمشق تزيد من متاعب السوريين من شبح ارتفاع الأسعار المستمر. ولعل آخرها تلك الصادرة من قبل الشركة العامة لتعبئة المياه، فقد تم بموجبهما رفع سعر المياه المعبأة من معامل وزارة الصناعة مرتين في يومين متتاليين، أواخر الشهر الفائت.

الشركة العامة لتعبئة المياه قامت مؤخرا برفع سعر المياه المعبأة من معامل وزارة الصناعة مرتين وبقرارين متتاليين؛ إذ حدد بموجبه زيادة الأسعار ليصبح سعر جعبة 1.5 ليتر فيها ست عبوات من أرض المعمل 5300 ليرة ومن باعة الجملة إلى باعة المفرق بـ5800 ليرة، ومن باعة المفرق إلى المستهلك بـ6300 ليرة وسعر العبوة الواحدة من باعة المفرق إلى المستهلك 1050 ليرة، وسعر جعبة نصف ليتر فيها 12 عبوة من أرض المعمل بـ6300 ليرة، ومن باعة الجملة إلى المفرق بـ6750 ليرة، ومن باعة المفرق إلى المستهلك بـ7200 ليرة وسعر العبوة الواحدة للمستهلك 600 ليرة، وفق التقرير المحلي.

المدير العام للشركة العامة لتعبئة المياه بسام علي، التي تتبع لها معامل مياه “السن” و”الدريكيش” و”بقين” و”الفيجة”، عزا سبب رفع سعر المياه أثناء حديثه للصحيفة المحلية، إلى زيادة التكاليف التشغيلية وزيادة أسعار المواد الأولية، وصعوبة تأمين المستورد منها خاصة (الحبيبات)، حيث تم الإعلان مرات ومرات وصل بعضها لـ28 مرة من دون أن يتقدم أي مستورد أو تاجر إلى أي منها.

وأشار علي إلى أن الشركة ذات طابع اقتصادي، ومن غير المسموح لها بالخسارة كما أنها تسلّم إنتاجها كاملا لصالات “السورية للتجارة” بنسبة 70‎ بالمئة و”الاجتماعية العسكرية” بنسبة 30‎‎ بالمئة.

وكان موقع “الحل نت” في تقرير سابق قد رجح أنه بالتزامن مع خفض مخصصات المواطنين من قبل الحكومة، والأجواء الحارة خلال فصل الصيف خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، فإن الطلب على عبوات المياه المعدنية في البقاليات تتزايد بسبب وجود مولدات تولد الكهرباء في البقاليات، وبالتالي توفر المياه الباردة مما يضطر الناس لشراء المزيد من العبوات، وبالتالي ستكون هناك زيادة في الأسعار خلال الفترة الحالية، وهذا ما حدث بالفعل.

قد يهمك: ارتفاع أسعار “جعبات المياه” في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.