أزمة تقنين المياه والكهرباء باتت من أكبر المشاكل التي ترافق الحياة اليومية للسوريين، بل وأصبحت مصدر قلق لهم، وخاصة خلال فصل الصيف الشديد الحرارة، فبدلا من تقوم الحكومة في دمشق بوضع حلول بديلة خلال فصل الصيف، بل على العكس, ُتزيد من ساعات تقنين المياه والكهرباء معا، مما تسبب بمعاناة مضاعفة للمواطنين من شحّ للمياه والكهرباء.

وعلى الرغم من وعود الحكومة المتكررة بتحسين واقع المياه والكهرباء، وأنها تعمل على تنفيذ مشاريع لتحسين واقع الخدمات المذكورة، إلا أنها لم تخرج بعد من سياق “الكلام النظري”.

تقنين أشد للمياه

في سياق ندرة المياه والكهرباء خلال فصل الصيف، قال مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي في دمشق وريفها سامر الهاشمي لإذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، يوم أمس الاثنين، أن “معظم مدينة دمشق التي تزود بالإسالة لم تتعرض لمشاكل لكن انقطاع الكهرباء كان له تداعيات على المناطق المرتفعة التي تزود بالضخ كمنطقة: المهاجرين والجادات وحي الورود والمزة 86”.

وأردف في حديثه، أن “كافة الاختناقات التي حصلت في المناطق المرتفعة والتي تزود بالضخ ستعالج غدا”، على حد زعمه للإذاعة المحلية.وأشار الهاشمي إلى أن “الهاطل المطري للسنة الماضية كان متباين لكنه يعتبر وفير وستكون المياه كافية ,ولكن لا بد من وجود معاناة في فصل الصيف”.

ونوّه الهاشمي إلى أن “التقنين سيصبح أشد مع توغلنا في فصل الصيف ,ولكن العبرة ليست بفترة التزويد وإنما بالحاجة اللازمة للشرب والتنظيف التي ستغطي حاجة المواطن”.


تأثير انقطاع الكهرباء

مؤخرا، كشف مدير الصيانة والاستثمار في المؤسسة العامة لمياه دمشق وريفها، عن تأثير الانقطاع العام للكهرباء على مخزون المياه ووصولها إلى المنازل في العاصمة وريفها.

وبيّن مدير الصيانة والاستثمار جمال حموده، إن “التعتيم العام” للكهرباء قبل أيام أدى إلى تأخير وصول المياه إلى المنازل لمدة 10 ساعات، وفق ما نقلت عنه صحيفة “الوطن” المحلية آنذاك.

ونوّه المدير، إلى عدم وجود أي تعديل في برنامج تقنين المياه، وأن ما حصل هو تأخير في أدوار ضخ المياه إلى المنازل، لافتا إلى أن الأمور بدأت بالتّحسن تدريجيا. ويتناقض ذلك مع تصريحات مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي في دمشق وريفها، الذي قال إن ساعات تقنين المياه ستزداد مع التوغل أكثر في فصل الصيف.

أحياء حلب بدون مياه

في غضون ذلك، العديد من أحياء حلب، في الشطر الغربي منها، وجههم صوب مناهل المياه التي تقصدها صهاريج المياه لشراء حاجتهم منها لعدم تزويدهم بما يكفي من مياه الشرب، جراء الانقطاع العام للتيار الكهربائي وتوقف محطات الضخ في البابيري بريف المحافظة الشرقي عن العمل.

والمشكلة بدأت قبل نحو أربعة أيام عندما أعلنت مؤسسة مياه حلب أنها ستزود في الرابعة عصرا مياه الشرب لأحياء حلب الجديدة جنوبي والمهندسين والأكرمية وحلب الجديدة شمالي والزهراء، بالإضافة إلى شارع النيل والخالدية والموكامبو والشهباء والفرقان وجزء من المحافظة والمريديان والمارتيني والكواكبي وخلف القنصلية الروسية، قبل أن ينقطع التيار الكهربائي على عموم المحافظات السورية جراء عطل استمر إصلاحه إلى صباح اليوم التالي.

قاطنون في تلك الأحياء بينوا لصحيفة “الوطن” المحلية، مؤخرا، أنهم لم يتزودوا منذ يومين بحصتهم من المياه ,بسبب تأخر وصول الكهرباء إلى حلب وضخ المياه عن طريق الإسالة، التي منعت وصولها إلى خزانات حتى الطوابق السفلية. ولفتوا إلى أنهم اكتشفوا أن خزانات المياه لديهم فارغة تماما بعد توقف ضخ المياه إلى أحيائهم.

ولفت أحد ساكني حي الفرقان للصحيفة المحلية، إلى أنه اضطر لشراء مياه صهريج مقدارها 2000 ليتر مياه بـ 50000 ليرة سورية، بذريعة ارتفاع أسعار مادة المازوت في السوق السوداء، والتي تجاوزت 7 آلاف ليرة لليتر الواحد إثر شح المادة نتيجة أزمة المحروقات التي تعيشها البلاد.

قد يهمك: الكهرباء غائبة.. استخدام الخوابي في سوريا لتبريد المياه

تقنين قاس للكهرباء

في إطار زيادة ساعات تقنين الخدمات العامة، صرح مدير كهرباء اللاذقية جابر عاصي في حديث لبرنامج “حديث النهار” على إذاعة “شام إف إم“، قبل نحو أسبوع، أنه “بسبب الضغوط على الشبكة ,وارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف نضطر لأن يكون التقنين قاس، وذلك حسب الكميات الواردة للمحافظة وارتفاع الحرارة ما يدفع لتخفيض أداء مجموعات التوليد”.

وبيّن عاصي، “ظهور نقاط ضعف أخرى بسبب تخصيص قسم من الوارد الكهربائي لصالح تأمين المياه بنسبة 90 بالمئة من الطلبات للأحياء السكنية التي تعاني من تأزم مائي حيث يتم تزويدها ضمن فترات النهار، و برنامج التقنين المتّبع حاليا هو في الفترة الصباحية وحتى الساعة الرابعة عصرا، نصف ساعة وصل، مقابل خمس ساعات ونصف قطع، أما بعد السابعة يعود إلى ساعة وصل مقابل خمس ساعات قطع”.

وفي حادثة لا تبدو غريبة عن الواقع والمشهد السوري البائس، أصبحت أزمة انقطاع الكهرباء وتقنينها لساعات طويلة أكبر معضلة ومصدر قلق في الحياة اليومية للسوريين، ويوم الجمعة، الفائت، حدث عطل كبير بمحطةٍ أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء العاصمة دمشق ,وكذلك في مناطق كبيرة في سوريا. ولا يبدو أن مسلسل انقطاع الكهرباء بهذا الشكل سينتهي، فاستمراره يبدو أمر حتمي، وسط عدم وجود حلول جدية وواقعية من قبل دمشق.

في ظل فشل حكومة دمشق في إدارة الأزمات في البلاد، وسط ساعات طويلة من الانقطاع في المياه والكهرباء، يبدو أن مناطق سيطرة دمشق ستبقى في دوامة الأزمات العامة من المياه والكهرباء وغيرها من الأمور الحياتية اليومية، بذريعة عدم توفر الفيول والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد.

قد يهمك: تقنين لعام كامل.. المياه تغيب عن مناطق في دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.