إعادة انتخاب بشار الأسد: هل يملك حلفاء الحكومة السورية خطة لإعادة تأهيلها خارجياً وداخلياً؟

إعادة انتخاب بشار الأسد: هل يملك حلفاء الحكومة السورية خطة لإعادة تأهيلها خارجياً وداخلياً؟

شهدت المناطق، التي تسيطر عليها #الحكومة_السورية، انتخابات رئاسية، في السادس والعشرين من أيار/مايو الماضي، انتهت بفوز بشار الأسد، وسط عدم اعتراف دولي بنزاهة الانتخابات، وشرعية إجرائها في الظروف التي تمرّ بها البلاد.

من جهتها وصفت المعارضة السورية تلك الانتخابات بـ«المسرحية الهزلية، ذات النتائج المعروفة مسبقاً»، واعتبرت أنها «ستجرّ البلاد نحو مزيد من التصعيد». وفي المقابل تعتبر الحكومة السورية وحلفاؤها أن الانتخابات الرئاسية «استحقاق دستوري هام، ومحطة أساسية في طريق التوصّل لحل سياسي، يفضي إلى إنهاء الحرب».

ويطرح عديد من المراقبين أسئلة عن نوايا بشار الأسد، بعد تمكّنه من ضمان بقائه في السلطة؛ وسياساته في الفترة المقبلة، على الصعيد الداخلي والخارجي؛ وانعكاسات التجديد له انتخابياً على إمكانيات الحل السياسي في البلاد، ومسار الحرب، التي لم تتوقف لحوالي عقد من الزمن.

ولمعرفة المزيد حول ما ستؤول إليه الأوضاع في الساحة السورية التقى موقع «الحل نت» مع عدد من المحللين والمعنيين بالشأن السوري.

 

ماذا يعني إجراء الانتخابات وإعادة انتخاب الأسد؟

المستشار “حسن الحريري”، عضو اللجنة الدستورية عن المعارضة السورية، يرى أن «سوريا مقبلة على مزيد من والخراب والدمار، في ظل وجود حكومة بشار الأسد، التي لم تقدم شيئاً للسوريين طيلة الفترات الماضية إلا الموت والجوع، ولن تسطيع إجراء إصلاحات، أو توفير أدنى مقومات الحياة».

وأضاف في حديثه لموقع «الحل نت»: «هناك كثير من الملفات العالقة في البلاد، تحتاج إلى معالجة جذرية، وإذا كانت الحملة الانتخابية لبشار الأسد قد حظيت بالفعل بتأييد شعبي، كما تدّعي الحكومة السورية، فمن المفروض أنها قدمت برامج سياسية واقتصادية، ولكنها ذلك لم يحدث، واكتفى الأسد بشعار “الأمل بالعمل”، وهو مجرد بروباغندا إعلامية لا معنى لها. لذلك بإمكاني القول إن هذا الانتخابات تعني الاستمرار في السياسية التي يمارسها نظام بشار الأسد، دون إجراء إصلاحات أو تغييرات، ما سيدفع البلاد لمزيد من الفوضى والانحدار».

“طارق أحمد”، عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، لديه رأي آخر، إذ يقول إن «الانتخابات، التي جرت بعد مرور أكثر من عقد على الحرب، تعني التغيير. وهي استحقاق وطني، قائم على إجراء تحولات في البلاد، من خلال ورشات إصلاحية. وهذا ليس تهويلاً ولا مجرد شعارات، بل يتعلق بمفاعيل انتهاء الحرب، أو الهجمة الكبرى على سوريا»، حسب تعبيره.

وحول مدى نزاهة ومصداقية الانتخابات أكد “أحمد” لموقع «الحل نت»: «من الصعب على الدول، التي تعاني من الحروب، أن توفر معايير طموحة للانتخابات، فالديمقراطية ليست سحر ساحر، وعند تعرّض أي دولة في العالم للحرب تذهب نحو التشدد، ولكن بالرغم من كل ذلك بدأ الرئيس الأسد بالإصلاحات، ومنها تسهيل حركة المجتمع المدني».

 

 استقرار اقتصادي وسياسي أم مزيد من التعقيد والتأزيم؟

«تواجه حكومة بشار الأسد إشكاليات وأزمات كبرى، باتت عاجزة عن حلها، لذلك ستلجأ إلى عقد اتفاقيات مع #روسيا وإيران، من شأنها ترسيخ هيمنة البلدين، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وبالتالي فإن سوريا مقبلة على كوارث معيشية وأمنية، ومزيد من الانسداد السياسي، وإطالة أمد الحرب فيها، لأن #موسكو وطهران لا تسعيان جدياً لتحسين الأوضاع في البلاد، وما يهمهما فقط هو تأمين مصالحهما، وتحقيق السيطرة العسكرية على الأرض، وشن مزيد من المعارك والغارات»، بحسب “حسن الحريري”.

فيما يقول “كمال جفا”، الباحث السياسي والمتخصص العسكري، خلال حديثه لموقع «الحل نت»: «بعد مرور عقد على الحرب في سوريا، وصلنا لنوع من الاستقرار في الأوضاع، ويمكن الحديث عن مؤشرات لانفتاح عدة دول على الحكومة السورية، ولربما يدفع هذا إلى رفع العقوبات عن سوريا وشعبها، ما سيساهم بتخفيف الأزمات الاقتصادية والمعيشية والصحية في البلاد».

 

رغبة شعبية أم إملاء خارجي؟

“جفا” يؤكد أن «الأسد يمتلك شعبية بين قطاعات واسعة من السوريين، الذين يريدون بقاءه في السلطة، بعدما أثبت صلابته في مواجهة قوى دولية، وتحديات محلية كبرى».

أما “لينا خطيب”، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد “تشام هاوس”، فقالت لـ«الحل نت»: «يجب النظر إلى هذه الانتخابات من زاوية ضعف الأسد وقوة #إيران وروسيا، واعتبارها مؤشراَ على استفادتهما من التقاعس النسبي للغرب، في تنفيذ تعهداته بتسوية النزاع».

وأضافت: «روسيا هي الطرف الوحيد القادر على تحديد الفائز والخاسر في الانتخابات السورية، والمصلحة الروسية فرضت ضرورة إعادة انتخاب الأسد، وبقاءه في الحكم. لكن رغم ذلك، قد تبرم اتفاقاً مع الغرب في الفترة القادمة بشأن الصراع السوري، تقدّم بموجبه بعض التنازلات، وباعتقادي فإن روسيا لا تعارض فكرة رحيل الأسد في المستقبل».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة