بعد أيام من اعتراف روسيا بحدوث خسائر كبيرة في الجنود والعتاد خلال غزوها على أوكرانيا ودون الوصول إلى النتائج التي كانت تتوقعها موسكو، كشفت روسيا عن اسم أحد كبار قادتها في أوكرانيا، والذي عين قائدا عسكريا للحملة الروسية بعد إقالة من كان يوصف بـ“جزار سوريا”.

من هو قائد “الشرق”؟

عقب زيارة “تفقدية” حسب ما وصفتها وزارة الدفاع الروسية، قام وزير الدفاع، سيرغي شويغو، بالكشف للمرة الأولى عن هوية أكبر قائد حرب في أوكرانيا، والذي يتولى قيادة مجموعة “الشرق” التى تقوم بعمليات قتالية على الجبهات في إقليم دونباس الأوكراني.

ووفقا لما جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، نقلته قناة “روسيا اليوم”، فإن شويغو استمع إلى تقرير قائد “الشرق” المعروف، بالفريق رستم مرادوف.

وبحسب مصادر إعلامية روسية، فإن رستم عثمانوفيتش مرادوف، ولد عام 1973 منحدر من منطقة ديربنت في داغستان، انتقل مع والديه شمالا إلى تشينار، بعد الزلزال الذي ضرب جنوب داغستان عام 1966.

وفي عام 1996، كان قائد فصيلة وسرية، حتى عام 2008، إذ تم تعيينه قائدا للفوج 242 بندقية آلية، وفي عام 2009، شغل منصب قائد اللواء السابع عشر للحرس. وفي عام 2012، تمت ترقيته إلى رتبة لواء بعد تخرجه من أكاديمية هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية؛ من قسم الحملات الشيشانية، وحصل على وسام “الشجاعة”.

من درعا إلى دير الزور

قبل أن يستخدمه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوريا، كان مرادوف ممثلا لروسيا في المركز الروسي الأوكراني المشترك لمراقبة وتنسيق وقف إطلاق النار واستقرار خط ترسيم الحدود بين الأطراف في دونباس، وفي عام 2017 عين مرادوف مستشارا عسكريا في منطقة دير الزور بسوريا.

وحصل مرادوف على لقب بطل الاتحاد الروسي في نفس العام. وبعد ذلك، شغل منصب قائد الحرس الثاني بجيش “الراية الحمراء” للمنطقة العسكرية المركزية، حتى حل محله أندريه كولوتوفكين في عام 2018.

كما شغل مرادوف منذ سنة 2018 منصب نائب قائد لقوات المنطقة العسكرية الجنوبية بدرعا، وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، تم ترقيته لرتبة فريق، وعين قائدا لقوات حفظ السلام الروسية في ناغورنو كاراباخ، بعد اتفاق أنهى الحرب على المنطقة، إلا أنه تم استبداله باللواء ميخائيل كوسوبوكوف في الـ9 من أيلول/سبتمبر 2021.

في شباط/فبراير 2022، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شخصية على مرادوف فيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

إخفاقات متتالية

يأتي الكشف عن رستم مرادوف، بعد أقل من شهر عزل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، والذي عينه في نيسان/أبريل الفائت، قائدا عسكريا للحملة الروسية على أوكرانيا، والتي دلت بحسب مراقبين إلى أن بوتين غير سعيد بكيفية تطور الحرب.

وكان ألكسندر دفورنيكوف، 60 عاما، أول قائد كمسؤول عن العمليات العسكرية الروسية في سوريا، عندما أرسل بوتين الجيش الروسي في عام 2015 لدعم الحكومة السورية، بعد طلب رسمي من دمشق، وقعه الرئيس السوري، بشار الأسد آنذاك.

دفورنيكوف هو واحد من أكثر الضباط العسكريين خبرة في روسيا، ووفقا لمسؤولين أميركيين، فهو جنرال له سجل من الوحشية ضد المدنيين في سوريا ومسارح الحرب الأخرى. فحتى قبل تعيينه، لم يوجد لروسيا قائد حرب مركزي على الأرض في أوكرانيا.

وأُطلق على ألكسندر لقب “جزار سوريا” بسبب تكتيكاته الحربية القاسية التي ساعدت الرئيس السوري، بشار الأسد، في السيطرة على المناطق التي كان خارج سيطرته. ففي السابق، كان دفوركنيكوف مسؤولا عن قسم الدبابات وأقسام الرشاشات الآلية. وكانت الدولة قد منحته لقب “بطل روسيا” في عام 2016.

الجدير ذكره، أن كريستو غروزيف، وهو أحد الصحفيين البارزين في مجموعة الصحافة الاستقصائية البريطانية المفتوحة المصدر، أشر وفق مصادر روسية لم يسمها، إلى أن التناوب السريع للجنرالات ينم عن الفوضى داخل التنظيم العسكري الروسي. وقال: “هيكل القيادة الدقيق للقوات الروسية في أوكرانيا غامض. يعمل كبار الجنرالات كقادة ميدانيين تكتيكيين في الجبهة وهو أمر غير معتاد وعلامة على اليأس”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.