ارتفاع الأسعار المستمر في سوريا، بات يحرم السوريين من أبسط مقومات الحياة، حتى من الأشياء التي اعتادوا عليها كالتسالي والمكسرات، ليشمل في هذه الأيام الفستق الحلبي المعروف بـ”العاشوري”.

الفستق “العاشوري” للفرجة

مع بدء موسمه السنوي، الفستق الحلبي “العاشوري” تحديدا بدأ يُطرح في الأسواق السورية، في هذه الأوقات وإن كان بكميات محدودة، حيث يعرضه الباعة في سُلل “قشية” كبيرة أمام محلاتهم في دعوة صريحة للزبائن المارة إلى الشراء، لكن على ما يبدو أن أسعاره الكاوية ستخرجه من حسابات عائلات كثيرة، مع أنه كان سابقا رفيق للكثير من السوريين في سهراتهم، فسعر الكيلو اليوم يتراوح بين 25-18 ألف ليرة، في زيادة ملحوظة عن مبيعه في العام الفائت، حيث كان لا يتجاوز سعره 14 ألف ليرة، ما جعله يستحق لقبه الذهبي بجدارة، بحسب تقرير شبكة “غلوبال” الإعلامية المحلية يوم الثلاثاء.

ويعود سبب ارتفاع أسعار الفستق الحلبي إلى معاناة مزارعيه في تأمين مستلزمات إنتاجه وغلاء أسعارها، وخاصة فيما يتعلق بالأسمدة والمحروقات، إضافة إلى أجور النقل، التي يضطر الفلاحون إلى دفع مبالغ كبيرة لقاء نقل محصولهم من الأرياف إلى المدينة، من دون مقدرة وزارة الزراعة على تلبية مطالبهم، وخاصة فيما يتعلق بالأسمدة في ظل صعوبة استيرادها وأسعارها المرتفعة، على نحو دعا الوزارة إلى تشجيع الفلاحين على استخدام السماد العضوي في جميع المحاصيل.

ونقل التقرير، عن مدير زراعة حلب، رضوان حرصوني، إشارته إلى أن وزارة الزراعة شددت على مديريات الزراعة التوسع في زراعة هذا المحصول الهام في الأراضي الصالحة لزراعته، وخاصة أنه شجرته تعد من الأشجار المقاومة للظروف المناخية القاسية.

وأوضح حرصوني، أنه لا يمكن حاليا دعم المزارعين بتأمين الأسمدة جراء عدم المقدرة على استيرادها وتكاليفها المرتفعة، لكن المديرية تساندهم بتقديم غراس الفستق الحلبي بأسعار رمزية، والأهم أنها موثوقة مع تقديم الارشاد الزراعي ومكافحة الحشرات، والآفات التي قد تصيب أشجاره.

إقرأ:بالغرامات فقط.. المكسرات للأثرياء في سوريا

سوريا الرابعة عالميا

تعتبر سوريا رغم تراجع الإنتاج بسبب الظروف التي تمر بها، رابع دولة عالميا بإنتاج الفستق الحلبي، علما أن محافظة حماه تتصدر القائمة لناحية الإنتاج بحيث تغطي نصف كمية الإنتاج.

ويبلغ عدد الأشجار المزروعة سقيا 1.9723 مليون كلها مثمر بواقع إنتاج 158 طن، في حين أن المساحة المزروعة بعلا وصل إلى 21893 هكتار وبلغ العدد الكلي للأشجار 3291019 المثمر منها 2673685 شجرة، بواقع إنتاج 21389 طنا، ليصبح الإنتاج الإجمالي 21547 طنا.

ويعتبر موسم الإنتاج الحالي جيدا، مقارنة بالعام الفائت وإن كانت الظروف المناخية المتغيرة أثرت عليه، حيث جاءت حلب في المرتبة الثالثة في إنتاج الفستق الحلبي بعد مدينة حماة وإدلب، حيث بلغ إنتاج محافظة حلب، من الفستق الحلبي 21547 طنا من زراعته في مساحة 21985 هكتار علما أن عدد الأشجار بلغ 3310742 شجرة، بلغت عدد المثمر منها 2693408 شجرة.

قد يهمك:سوريا.. مبيع مكسرات العيد لم يتجاوز الـ40 بالمئة

المكسرات والتسالي خارج حسابات السوريين

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أن أسعار المكسرات ارتفعت مع موجة التضخم التي تطول الأسعار حول العالم أكثر من 40 بالمئة، وبيّن التقرير أن الفستق الإيراني ارتفع بنحو 50 بالمئة والكاجو ارتفع بنحو 20 بالمئة من مصدره بالهند.
وأوضح التقرير، أن سبب فقدان وارتفاع أسعار ذرة الفوشار هو الحرب في أوكرانيا التي تُعتبر المصدّر الأكبر لمادة الذرة، والكميات المعروضة في الأسواق انتهت، ولا تتوافر البدائل المحلية.

ولفت، إلى عدم وجود تسعيرة محددة لدى “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، لكونها تعتمد على بيانات التكلفة، وتختلف هذه البيانات بين محمصة وأخرى، وبين نوعية البضاعة قديمة أم حديثة، والكثير منها يتعرض للتلف بسبب قلة الاستهلاك، وطريقة التخزين السيئة إضافة إلى الفطور السامة.

كما أشار التقرير، إلى أن الموالح أصبحت من الكماليات ومن يتسوق بالكيلو أصبح يتسوق بالغرامات لدى بعض العائلات، وأما أصحاب الدخل المحدود ليسوا من هذه العائلات.

ومع ارتفاع أسعار المواد، أصبحت الأكلات التي يعرفها السوريون، للتسلية كالحلويات، والبوظة، وغيرها رفاهية كبيرة ليس بمقدور السوريين محدودي الدخل الاقتراب منها.

حيث ارتفعت أسعار الحلويات والبوظة مؤخرا على نحو ملحوظ حتى بات شراؤها يمثل شكلا من أشكال الرفاهية، وبيع الحلويات يكاد يقتصر على المناسبات، فسعر أقل كيلو حلويات لا يقل عن 15 ألف ليرة، وهنالك أنواع تصل إلى 80 ألف ليرة، والبوظة العربية وصل الكيلو منها إلى 24 ألف ليرة.

أما بالنسبة للأسعار، فقد بلغ سعر كيلو البرازق معلب بعبوة تزن 800 غرام 25 ألف للنوع الإكسترا، وبلغ سعر كيلو الغريبة معلب 26 ألف، أما البيتيفور 20 ألف، وسعر كيلو الهريسة الإكسترا 23 ألف ليرة.

كما بلغ سعر كيلو المبرومة بالفستق الحلبي وبالسمن الحيواني 80ألف، وعش البلبل 65 ألف، وعبوة حلو نواشف بالسمن الحيواني 22 ألف، وعبوة الحلو العربي بالسمن الحيواني من 21 حتى 45 ألف ليرة.

أما بالنسبة للبوظة، يتكبد أصحاب المحال خسائر يومية لعدم قدرتهم على تخزين البوظة التي تحتاج إلى برادات، ما دفعهم إلى الاستغناء عن بيعها ما أدى إلى شحها في الأسواق، وغلائها عند من يشغل مولدة كهربائية لتشغيل البرادات، بينما اتجه بعضهم لتقليل كميتها المعروضة للبيع يوميا تلافيا لأي خسارة، ما رفع سعرها، وبلغ سعر كيلو البوظة بالمكسرات 12500 ليرة، وكيلو البوظة العربية بالفستق الحلبي والقشطة 24 ألف ليرة.

إقرأ:السمن العربي يُخرج الحلويات من حسابات السوريين

يذكر أن ارتفاع أسعار المكسرات والموالح في الآونة الأخيرة في سوريا، أصبح “خياليا” وغير منطقي، وبات العرض والطلب عليها ضعيفا جدا مقارنة بالعام الماضي، لأن المواطن أصبح ينظر لها على أنها مواد استثنائية، وكمالية وليست أساسية بسبب ارتفاع أسعارها، ولم يعد سوق المكسرات يلقى إقبالا ورواجا كما في السابق، وأصبح راكدا ومخصص للأثرياء فقط، بحسب “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.