بعد الحديث عن اجتماع سوري تركي قبل أسبوع في “قاعدة حميميم” بوساطة روسية، وتناول الإعلام التركي للاجتماع بشكل كبير، كان اللافت عدم الرّد من قبل الحكومة السورية عن الأمر، غير أن دمشق قررت الحديث عن اللقاء الثنائي، فماذا قالت في أول تعليق لها؟

صحيفة “الوطن” المحلية والمقربة من حكومة دمشق، قالت نقلا عن مصادر خاصة بها، إن عدم صدور أي ردّ سوري رسمي حول ما أُثير مؤخراً في وسائل الإعلام التركية، يأتي في سياق سياسة الحكومة السورية المعروفة بعدم الرّد على تقارير صحفية.

لا اجتماع في “حميميم”؟

المصادر نفت للصحيفة السورية، ما جرى تداوله حول حصول أي لقاءات أمنية أو عسكرية مؤخراً بين الجانبين السوري والتركي في قاعدة “حميميم” على الأراضي السورية.

وأشارت المصادر، إلى أنه لم يطرأ أي تغيير في الموقف السوري تجاه شروط التقارب مع أنقرة، لا سيما ما يخصّ إبداء الاستعداد للانسحاب من الأراضي السورية وما يخصّ توصيف الجماعات المسلحة المنتشرة في مناطق شمال شرق البلاد من “جبهة النصرة” وغيرها بوضوح على أنها “إرهابية”.

كشفت المصادر بحسب صحيفة “الوطن” المحلية، بأن التحركات لتنشيط ملف عملية “التقارب” بين البلدين مستمرة، وبات معروفاً بأن بغداد تلعب دوراً واضحاً في هذا الإطار بدعم من المملكة العربية السعودية وروسيا والصين وإيران، وموافقة ضمنية أميركية، وهي تسعى لإطلاق قريب لهذه “العملية”، حتى وإن كانت بداية على المستوى الفني تمهيداً لعقد لقاءات على مستوى أعلى في حال كانت شروط حصول مثل هذه اللقاءات محقّقة.

ولفتت المصادر، إلى أن سوريا كانت واضحة في مواقفها تجاه أي حوار أو تفاوض مع الجانب التركي، وهي تعتبر أن إعلان أنقرة بشكل واضح نيّتها الانسحاب من أراضيها لا يمكن وصفه بالشروط؛ “لأن استمرار الاحتلال وكما ذكر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يتناقض مع أي جهود يجب أن تبذل من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين”.

وفي وقت سابق وتحديدا في الأول من حزيران/ يونيو الجاري، أعلن وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن بلاده تدرس إمكانية سحب قواتها من سوريا، بشرط أن يتم ضمان بيئة آمنة وأن تكون الحدود التركية آمنة، وفق قوله.

اجتماع مرتقب في بغداد

قبل نحو أسبوع، قال الإعلام التركي، لا سيما صحيفة “ايدنليك”، إن قاعدة “حميميم” الجوية الروسية على الساحل السوري استضافت اجتماعا أمنيا بين الجانبين التركي والسوري، برعاية موسكو، حيث ناقش الطرفان آخر التطورات في إدلب وما جاورها من مناطق، في إشارة إلى محاولة تهدئة التوترات الأمنية العالقة بينهما.

ومن المقرر أن يُعقد لقاء قريب بين الوفدين التركي والروسي في العاصمة العراقية بغداد، في محاولة للمضي قُدماً بجهود التقارب بين أنقرة ودمشق، إذ سبق وأن كشفت مصادر موثوقة عن موعد محدد للقاء المرتقب بين سوريا وتركيا، على أن تستضيف بغداد هذا اللقاء المهم.

وقد أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تصريحات صحفية يوم 31 أيار/ مايو الماضي، السعي الحثيث لإرساء أسس للمصالحة والحوار بين الجارتين المتخاصمتين، معلناً أن “المفاوضات بهذا الشأن مستمرة، ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة خطوات ملموسة في هذا الاتجاه”.

وزراء خارجية سوريا وروسيا وتركيا وإيران في موسكو – (رويترز)

وفي تطور لاحق، أفادت تقارير إعلامية عراقية بأن مسؤولاً حكومياً أدلى بتصريحات رسمية مفادها، أن وفدَين رفيعي المستوى من تركيا وسوريا سيلتقيان في بغداد خلال الأيام القادمة. 

وأشار المسؤول في إطار الكشف عن الجهود الرامية لتحقيق المصالحة بين البلدين، إلى وجود “نتائج إيجابية من خلال اتصالات واجتماعات ثنائية غير مُعلنة، حيث قبلت كلٍّ من دمشق وأنقرة بشكل كبير وساطة بغداد”.

ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي المكثّف في وقت حرج، إذ تشهد العلاقات بين سوريا وتركيا توتراً شديداً على خلفية الملف الكردي والوجود العسكري التركي في الشمال السوري، مما يجعل من هذه المساعي الوساطة العراقية فرصة ثمينة لاحتواء الأزمة وتهدئة النزاع المستعر بين الجانبين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
3 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات