توجه وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني إلى أوروبا، للمشاركة في مؤتمر “أوسلو للسلام”، الذي يعقد في العاصمة النرويجية، على مدار يومين، حيث التقى اليوم الأربعاء، نظيره النرويجي، إسبن بارث إيد، على هامش المؤتمر، وناقشا عدة قضايا بين البلدين، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية السورية.
وجاء ذلك بعد أن التقى الشيباني، نظيره الفرنسي، جان نويل بارو، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية، أمس الثلاثاء، إذ ناقش الجانبان التطورات في سوريا على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني. في حين لم تذكر الخارجية السورية أجندة جولة الشيباني الأوروبية.
ماذا يفعل الشيباني في أوروبا؟
بحسب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، فإن الشيباني توجه إلى أوروبا في مهمة أساسية تتعلق بالبعثات الدبلوماسية السورية في العواصم الأوروبية، في مسعى لتبادل بعثات جديدة.

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، لـ “الحل نت”، إن دمشق لم تُعلن عن زيارة الوزير إلى أوسلو، كونه توجه للعاصمة النرويجية في مهمة مختلفة، تتمثل بالحصول على موافقات لبعثات دبلوماسية سورية جديدة.
“الشيباني التقى وسيلتقي وزراء الخارجية الأوروبيين، بهدف تجهيز موافقات لتبادل السفراء والشخصيات الدبلوماسية الجديدة، بعد أن خضعوا لتدريب بسيط، لكن الدول الأوروبية طلبت حلولا لبعثات النظام المخلوع كون معظمهم لن يعودوا إلى سوريا”.
مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية لـ “الحل نت”
وأضاف المصدر، أن الشيباني عرض تعاوناً تجارياً خاصا مع كل دولة على حدا، أي أنه يمكن تتم صفقات تجارية مع هذه الدول، مقابل القبول باعتماد سفراء جدد لدمشق.
حول مصير السفراء من عهد النظام المخلوع، قال المصدر إن هناك خياران، إما أن يتقدموا بطلبات لجوء في تلك البلدان أو أن تتم إعادتهم إلى سوريا، مشيرا إلى أن ذلك يتعلق بالدول المستضيفة وقوانينها.
ما العقبات أمام الشيباني؟
تتمثل التحديات في مهمة الشيباني الأوروبية، في قدرته على إقناع الحكومات بتغيير البعثات الدبلوماسية السورية واعتماد سفراء جدد، من دون وجود خبرة سابقة، إذ إن تعيين السفراء يخضع لعدة شروط وبروتوكولات تتعلق بالقوانين المحلية والدولية.

ويتمثل أحد أهم الشروط بأن يكون المرشح لتولي منصب السفير بأن يكون موظفا في السلك الدبلوماسي السوري، وله خبرة طويلة في وزارة الخارجية أو في البعثات السورية بالخارج، وأن يتدرج في المسميات الوظيفية، بدءا من “سكرتير ثالث” وصولا إلى قنصل ومن ثم سفير.
إذ إن وزارة الخارجية السورية لا تمتلك خبرات سابقة في السلك الدبلوماسي، لكن الشيباني يعمل على تقديم عروض للحصول على قبول الدول الغربية، بهدف استبدال البعثات السورية.
ويعمل الشيباني في هذه المهمة قبل اتخاذ قرار استبدال أي بعثة أو سفير في أي دولة، كونه يتوجب على الحكومة السورية إرسال طلب رسمي إلى الدولة المضيفة للحصول على موافقة مبدئية على الشخص المعين، حسب البروتوكول الدولي، قبل صدور مرسوم جمهوري بتسمية السفير.
ما فرص نجاح دمشق؟
الدبلوماسي السابق، بشار الحاج علي، قال إن العرف أن تجري عملية تعيين السفراء بقرار من رئيس الجمهورية، بناءً على ترشيح وزارة الخارجية والمغتربين. لكن بعد 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، ومع تولي إدارة جديدة برئاسة أحمد الشرع، أصبحت الآلية مرتبطة بترميم المؤسسة الدبلوماسية وإعادة هيكلتها وفق معايير الكفاءة والتمثيل الوطني، بعيداً عن التعيينات الأمنية التي كانت سائدة في عهد النظام السابق.

فيما يخص الأسس التي تعتمد عليها الدول في قبول سفراء جدد، أوضح الحاج علي، في حديث لـ “الحل نت”، أن الدول المضيفة تعتمد على معايير رئيسية أهمها الخلفية المهنية والأخلاقية للمرشح، ومدى تمثيله الشرعي للسلطة القائمة، إضافة إلى التوافق مع سياسات الدولة المضيفة. وأضاف: “لكن في حالات الانتقال السياسي، تلعب الثقة بالمشروع السياسي الجديد دورًا محوريًا في قبول السفراء.”
حول إمكانية قبول الدول الأوروبية، قال الدبلوماسي السابق إنها غالبا لا تقبل سفراء لا يتمتعون بخبرة كافية، إذ إنها تُعطي أهمية كبرى للمهنية، لا سيما في مرحلة دقيقة كتلك التي تمر بها سوريا.
“لكن في إطار دعم عملية التحوّل، قد تُظهر بعض العواصم مرونة محدودة، بشرط ألا يكون المرشح موضع شبهة أو فاقدًا للمشروعية الأخلاقية، بمعنى عدم التورط في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي أو حقوق الإنسان، والتمتع بسمعة مهنية وسلوكية تتفق مع المعايير الأخلاقية المعترف بها دوليًا. ولابد من الإشارة أن المسألة سياسية أكثر مما هي مهنية.”
الدبلوماسي السابق، بشار الحاج علي
أما بما يخص الدبلوماسيين المنشقين عن النظام المخلوع، يرى الحاج علي أنه “ربما ما تزال هناك تحفظات داخل بعض الدوائر على توظيف الدبلوماسيين المنشقين، بدافع الحذر السياسي أو الخشية من حساسيات داخلية.”
وأضاف أنه من غير المنطقي تجاهل هذه الكفاءات، خاصة أنهم أثبتوا التزامًا بالعمل الوطني، ويمتلكون خبرات وشبكة علاقات يمكن أن تُسهم بفعالية في استعادة موقع سوريا الدبلوماسي دوليًا.
- انعكاسات فورية.. كيف تأثرت الأسواق السورية بعد تصعيد طهران وتل أبيب؟
- الشيباني إلى لبنان الشهر الحالي.. ما أبرز الملفات؟
- جماعة “الحوثي” تجبر التجار على دفع مبالغ مالية ضخمة للاحتفال بـ”يوم الولاية”
- وزير المالية يكشف خطة تحسين الواقع المعيشي للسوريين.. ماذا تشمل؟
- هل يشكل التصعيد الإيراني الإسرائيلي تهديدًا لمسار التعافي في سوريا؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

الشيباني إلى لبنان الشهر الحالي.. ما أبرز الملفات؟

بعد دعوة الشيباني لموسكو.. أميركا: الوجود الروسي في سوريا يشكل خطراً

الشيباني في قطر وهذه الدول تدعم دمشق وتحذر من التدخلات الخارجية

الشيباني: اتفاق مع سلام لإنهاء معاناة السوريين الموقوفين في سجن رومية
الأكثر قراءة

وزير الخارجية السوري: تفاهمات جديدة مع قطر تشمل التعاون المصرفي والصحي وتوريد الغاز

واشنطن تقلّص وجودها العسكري في سوريا وتحتفظ بقاعدة واحدة.. تفاصيل

هل بات طرد المقاتلين الأجانب شرطاً لإعمار سوريا؟

مواطنون: فرحة العيد منقوصة في دمشق

منحة “الشرع” بمناسبة الأضحى.. دعم اجتماعي أم عبء اقتصادي جديد؟

مناسبة للتعبئة والتحشيد.. كيف غيّرت جماعة “الحوثي” أجواء عيد الأضحى في اليمن؟
المزيد من مقالات حول سياسة

إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات لليوم الثالث على التوالي: هل تستمر المواجهة؟

كاتس يتوعد خامنئي بـ “حرق” طهران: إسرائيل تخطّط لتغيير النظام؟

الدمار يتسع.. التفاصيل الدقيقة لـ “ليلة النار” بين إسرائيل وإيران

العملية الإسرائيلية على إيران: هل تعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط؟

أقوى رجال إيران تساقطوا بليلة واحدة.. هؤلاء أبرز قتلى “الأسد الصاعد” وبدلائهم!

تهديدات إيرانية نارية لإسرائيل: طهران ستكتب نهاية القصة؟

إسرائيل تضرب قلب إيران النووي وتغتال قادة بارزين.. تفاصيل عملية “الأسد الصاعد”
