كتب مايكل بيترو مقالاً نشرته السي بي سي بتاريخ 14 تشرين الثاني 2016، أشار فيه إلى أن الضحايا السوريين من المعارضة والمدنيين “سوف يجدون أنفسهم وحيدين ومعزولين كما كانوا في بداية الثورة السورية”.

ابتدأ بيترو بالقول: “في اليوم الذي انتخب فيه الأمريكيون دونالد #ترامب رئيساً، خاضت القوات الحكومية السورية طريقها إلى المشارف الجنوبية الغربية لمدينة #حلب”.

من وجهة نظر الكاتب، فإن هذين الحدثين مرتبطان، فحلب هي إحدى “أبهى المدن السورية، سحقت بالقتال بين القوات المتنافسة، وكذلك من قبل الغارات الجوية التي نفذتها قوات الحكومة السورية بقيادة #بشار_ الأسد وحلفائه الروس، أما #داعش أو ما يسمى الدولة الإسلامية، فيطوف أفرادها بعيداً عن المدينة وغالباً لا يتأثرون بالقنابل الروسية أو السورية”.

ترامب جعل من الأمر واضحاً حسب الكاتب فليس لديه الرغبة في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين في سوريا، وقال إنه كان يمكن لأمريكا أن تبدو بصورة أفضل بكثير لو لم تقدم الدعم للمعارضة السورية.

وبحسب المقال فأن “أكثر المتورطين بأعمال القتل وسفك الدماء في سوريا هم الأسد وحلفائه، من ضمنهم روسيا و #إيران وميليشيات حزب الله اللبناني.. تصدّرت داعش عناوين كثيرة بسبب عمليات قتل مسجلة على أشرطة فيديو، لكن أغلب حالات الوفاة في سوريا حدثت بسبب الأسد، كما أن معظم اللاجئين السوريين قد فرّوا بسبب الأسد”.

على خلاف داعش، لا تنشر قوات الأسد عمليات القتل والسفك. لكن لكل من ينتابه الشك بتورط الأسد وقواته ما عليه سوى مراجعة صور آلاف الجثث التي تحمل آثار التعذيب والتي قام بتهريبها  “القيصر”، وهو مصور حكومي سابق للطب الشرعي عمل في اثنين من المستشفيات العسكرية السورية في دمشق، يورد الكاتب.

ويؤكد الكاتب أن الأسد قد أطلق العنان، فهو يدرك الآن أن ليس هناك ما يخشاه من أمريكا. الدعم الأمريكي للمعارضة السورية سيتوقف، فحسب قول ترامب: “نحن لا نعرف من هم الثوار”،  ويجد في هذا ورقة رابحة لتقديم نوع من التعاون مع روسيا ضد داعش، وتعزيز قوّة بوتين المتنامية في الشرق الأوسط. وعندها سيجد ضحايا المعارضة السورية والمدنيين أنفسهم وحيدين ومعزولين كما كانوا من قبل.

ويؤكد المقال أن دعم أمريكا للمعارضة السورية وإرادتها في مواجهة الأسد كانت فاترة دائماً. فقد قال الرئيس باراك #أوباما أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا خط أحمر بالنسبة له، لكن قوله هذا ضعف عندما استخدمت قوات الأسد غاز السارين وقتل حوالي 1400 من النساء والرجال والأطفال السوريين عام 2013، وفق الكاتب..  قامت أمريكا بتدريب وتسليح عدد صغير فقط من الثوار السوريين. لكنها لم تقصف مواقع لقوات الأسد، ولم تؤسس منطقة حظر جوي لتحمي المدنيين السوريين من الغارات الجوية الروسية والسورية.

دعت المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري #كلينتون إلى مساعدة أكثر للثوار السوريين ذلك عندما كانت وزيرة للخارجية. أما خلال حملتها الانتخابية فقالت أنها ستسعى لإنشاء ملاجئ آمنة ولفرض منطقة حظر جوي في سوريا. مما جعل بعض السوريين “يتمنون فوز كلينتون علها تجلب بعض الراحة لهم من معذبهم الأعظم الأسد الذي يبدو من المؤكد الآن أنه سوف يبقى”.

فيصل العظم (مدير المجلس الكندي السوري في مونتريال) يقول في حديثه إلى السي بي سي: “هذا اللقيط الموجود لدينا في دمشق هو أكثر ابن حرام حظاً في العالم “، ويضيف: “خلال السنوات الثمانية لحكم أوباما، عبر الأسد الخطوط الحمراء واحداً تلو الآخر بدون أية عواقب. والآن يحصل على ورقة ترامب، من المحتمل أنه الزعيم الغربي الأقرب لفلاديمير بوتين”.

منذ خمس سنوات، قال العظم إنه الشخص الأكثر تفاؤلاً في العالم. كان يعتقد أن تراصف الديمقراطيين السوريين والحكومات الغربية معاً من شأنه إجبار الأسد على التخلي عن السلطة.، أما الآن فالعظم الذي يدير مؤسسة خيرية تشغّل مدرسة لتعليم اللاجئين السوريين في #تركيا، وقد استنتج أن لا أحد من خارج سوريا سوف يساعد أهلها. لكنه ما يزال غير مصدقٍ بأن الثورة السورية قد ماتت .فيقول: “طالما هناك شخص واحد في الشارع يناهض وكل هذا العنف حوله، سواء كان عنف داعش أو القصف بالبراميل التي تسقط على رؤوسهم، فإن الثورة لم تنته إذاً”.

ويضيف: “لأنها معجزة، لا يمكن لأي إنسان عادي طبيعي أن يتحمل ويقاوم هذا العنف كثيراً، أما السوريون ما زالوا يقاومون. لكن هذا ليس الربيع العربي الذي كنا نحلم به من خمسة سنوات. والثمن الذي دفعه السوريون لا يُصدّق”. . ومع ترامب رئيساً لأمريكا “فإن هذا السعر يُرجح أن يرتفع قليلاً” يختتم الكاتب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.