البلعوس

ليلى زين الدين

هدد أحد رجال الدين في السويداء رئيس النظام السوري بشار الأسد بالرد في حال التعدي على “كرامة أهالي الجبل”، بعد بضعة أيامٍ من هدم عددٍ من مشايخ المنطقة حاجز المخابرات الجوية في بلدة المزرعة.

وتحدث الشيخ وحيد البلعوس في تسجيلٍ مصور نشره ناشطون على الفيس بوك عن عددٍ من الأحداث التي شهدتها المحافظة، وتخاذل النظام خلالها في الدفاع عن أهالي الجبل، وكان أبرزها حادثة بلدة داما التي وقعت بين سكان السويداء والبدو وعنها قال البلعوس: “خضنا معركة داما 42 شخصاً.. الدولة خانتنا.. وقوّسوا بظهرنا”.

وأتى كلام البلعوس بحضور عدد من المشايخ الملتفين حوله، وبحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز حمود الحناوي وعضو مجلس الشعب عبد الله الأطرش (محسوب على السلطة).

يحلو للبعض تسمية البلعوس وعدد من مشايخ الجبل  بـ “مشايخ الكرامة”، في حين أسماهم البعض كما قال البلعوس بـ “داعش السويداء”، ليرد على هذا الكلام بالتأكيد أنهم اتهموا بالإرهابيين لأنهم طالبوا بإقالة وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، الذي “أطلق علينا النار في داما وأشعل النار تحتنا في بلدة تعارة”.

وأشار البلعوس إلى قضية قتل المعتقلين تحت التعذيب قائلاً: “يقتل أولادنا وترسل هوياتهم – اسرائيل لم تفعلها – ولا يوجد جثث”، كما أسهب في الحديث عن الفساد متهماً محافظ السويداء والأجهزة الأمنية وأمين فرع الحزب بشكلٍ مباشر ببيع “نفط داعش في السويداء”، ومهاجماً الحواجز الأمنية التي “همّها سرقة أسطوانة غاز أو أخذ رشاوي على صهاريج المازوت”.

واعتبر البلعوس أنه في الوقت الذي اعترف فيه بشار الأسد والمفتي أحمد حسون بإسرائيل هو لم يعترف بها، مؤكداً أنه ومن معه ضد مشروع تقسيم سوريا.

وتساءل البلعوس “أين حامي الأقليات من أحداث جبل السماق في إدلب وفي جبل الشيخ؟”، وفي جرمانا حيث قامت عناصر الفرقة الرابعة “بقتل شخص من أجل سندويشة”، وجرحوا عدداً آخر. وعاد البلعوس إلى حادثة حاجز الجوية مؤكداً أنه لن يسمح لأحد بالتعدي على كرامة أهالي الجبل، مشيراً إلى أنهم قاموا من أجل كرامة الناس، قائلاً: “كرامتنا أبدى من بشار الأسد”.

البلعوس ومن معه واجهوا النظام في أكثر من موقع وكان أبرزها تحرير الموقوفين من أجل سوقهم إلى الخدمة الإلزامية داخل كتيبة عسكرية قرب السويداء قبل ما يقارب العام، و”هبّة عين الزمان” التي جاءت رداً على اعتقال الأمن العسكري لأحد المشايخ، وما تبعها من مطالب بإقالة وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري، وساندوا أهالي المطلوبين للخدمة العسكرية في رفضهم تسليم أبنائهم لدوريات الأمن، إلى جانب أحداث داما وجرين ولبين التي شهدت مواجهات مسلحة بين أبناء الجبل والبدو وبعض الكتائب المحسوبة على “المعارضة”.

ويحذر ناشطون من أن النظام بعد هذا الكلام الصريح للشيخ البلعوس لن يرد إلا “بلغةٍ واحدة وهي الدماء ” كما يقول ناشط فضل عدم ذكر اسمه، مشيراً إلى أن النظام يمكن أن يلجأ إلى “اغتيال الشيخ البلعوس ومن معه أو إشعال السويداء عبر التفجيرات، وإلصاق التهمة بالمعارضة المسلحة ليزيد من سخط الناس على الثورة وإبعادهم عن تأييد موقف المشايخ، لا سيما بعد أن فشلت محاولاته بإذكاء نار الفتنة مع البدو”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.