سارة العمر

بادرت عدد من المنظمات الإنسانية الدولية لدعم دورات تدريبية تهدف لتهيئة كوادر طبية للعمل في مناطق سيطرة المعارضة السورية، لتعويض النقص الكبير في الكوادر الطبية، وتعد مدرسة التمريض التي افتتحت مؤخراً في ريف #حلب إحدى أبرز هذه المبادرات.

 

يشير الأستاذ محمود كرمان وهو أحد أعضاء الهيئة التدريسية  لموقع الحل السوري إلى “أنّ الهدف من تأسيس المدرسة هو تأهيل وتدريب ممرضي الخبرة و الطلاب الجدد لرفدهم بالمشافي و المستوصفات وتغطية النقص في أعداد الأطباء والمسعفين في المنطقة”.

ويوضح كرمان أن “التدريس فيها  يتم وفق منهاج مدروس وبحصص نظرية وعملية.. لدينا كادر تدريسي مؤلف من 10 مدّرسين  للمواد النظرية، و3 مدربين للمواد العملية التي تتم في المخبر وفي المستوصفات والنقاط الطبية المحيطة التي يتدربون فيها على حالات رضية حقيقية”.

ويضيف “يحصل الطلاب الذين يتجاوزون امتحاناتهم النظرية والعملية على شهادة مساعد ممرض، نعمل بجد وبخبرات عالية ونأمل بأن يتطور نظام العمل في المدرسة لتصبح معهداً نظامياً لتدريس التمريض وأن نخرج ممرضين بشهادة دولية عوضاً عن شهادة مساعد الممرض”.

واشترطت المدرسة في قبولها للطلاب الذين بلغت أعدادهم نحو 50 متدرباً، حصولهم على الشهادة الثانوية العلمية، وأن لا تتجاوز أعمارهم الـ 32 عاماً، كما تم اختيارهم ممن يتمتعون بلياقة بدنية تساعدهم في ظروف العمل الصعبة، ويمتلك بعضهم خبرات بسيطة سابقة بالتمريض.

يسكن عمر وهو أحد المتدربين في المدرسة في السكن الطلابي التابع لها والمؤلف من مبنيين أحدهما للمتدربين الذكور والآخر للإناث، يقول إن “المنهاج الدراسي المعتمد كان مفاجئاً له، والتدريب أكثر جديّة مما توقع، ندرس التشريح والفيزيولوجيا، ونأخذ  دروساً في مخبر المدرسة وفي المشافي المجاورة التي نتنقل إليها بالسيارة التابعة للمدرسة”. ويوضح عمر أن دافعه للالتحاق بالمدرسة هو “تقديم المساعدة لأبناء قريته الذين يصابون ويقتلون دون أن يجدو من يسعفهم ويداوي جراحهم، أتمنى أن أتخرج من هنا وأكون مؤهلاُ لمساعدتهم”.

يذكر أن نحو 15 ألف طبيب يمثلون أكثر من نصف مجموع الأطباء في #سوريا أجبروا على الفرار من البلاد خوفاً على أنفسهم وعائلاتهم، وأدى استمرار قصف المستشفيات والمراكز الصحية إلى تدمير البنية التحتية الطبية، إضافة لعمليات القتل والاعتقال التي تعرض لها عمال الرعاية الصحية من أطباء وصيادلة وممرضين على مدى السنوات الأربع الماضية.

وتبعاً لأرقام صادرة عن #أطباء_بلا_حدود  فإن أطباء حلب الذي كان يقدّر قبل بدء النزاع بنحو 2,500 طبيب، تبقى منهم أقل من مئة طبيب يعملون في المستشفيات التي لا زالت تقدم خدماتها في المدينة، أما الآخرون فقد  فروا ونزحوا داخل البلاد وخارجها أو تعرضوا للخطف أو القتل. وهو ما دفع الكثير من المنظمات الانسانية والاغاثية لافتتاح ودعم مراكز ونقاط طبية تساهم في تقديم العون والرعاية الطبية للسوريين في مناطق القصف والمناطق المحاصرة .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.