عبدالله الحسين – دمشق

تعيش العاصمة دمشق هذه الأيام أزمة خانقة في مياه الشرب الرئيسية هي الأشد مقارنة بالأزمات المشابهة خلال الخمس سنوات الماضية، نظراً للتقنين المتعمد من قبل مؤسسة المياه التابعة للنظام.

 

اضطرت غالبية أحياء #دمشق إلى الاستعانة بصهاريج المياه المتنقلة إلى التزود بالمياه بعد أن وصلت ساعات انقطاع المياه لأربعة أيام متواصلة في ركن الدين التي كانت مضرباً للمثل في غزارة مياهها، حيث كانت غالبية المنازل لا تضطر إلى تركيب خزان للمياه حيث أن انقطاع المياه شيء طارئ جدا ويكاد لا يحدث.

عبء اقتصادي وأزمات صحية منتظرة

تقول أم علاء من منطقة أسد الدين في ركن الدين: “بات مصروف التزود بالمياه مرهق جداً فإلى جانب الغلاء العام لكل البضائع وسبل الحياة أصبح للمياه مصروفاً خاصاً بعد أن وصل سعر المتر المكعب الواحد من المياه نحو 5 آلاف ليرة فيما هو سعره من المؤسسة نحو 5 ليرات فقط، ولا يوجد لدينا خيار ثان”، فيما شكى المواطن سامح من عدم صلاحية المياه التي يتم التزود بها من الصهاريج المتنقلة للاستخدام البشري وقال “تشكل المياه المنقولة عبر الصهاريج عاملا مهما لنقل الأمراض مثل الكوليرا والإسهال والزحار والتهاب الكبد A والتيفوئيد وشلل الأطفال”.

فيما حذر الدكتور عبد الهادي م من خطورة استخدام هذه المياه وقال: “تتفشى #الأمراض المتعلقة بالماء عندما يشرب الناس مياه ملوثة أو يتناولون طعاماً تم إعداده بمياه ملوثة، ومن بين الأمراض الشائعة التي يحملها الماء التيفوئيد، والكوليرا، والزحار، والنزلات المعوية، والالتهاب الكبدي الوبائي. وتنشأ هذه الأمراض عندما تدخل الإخراجات البشرية والحيوانية إمدادات المياه وتلوثها”.

المسؤول الحزبي.. متنبئ جوي!

بحسب تسريبات من داخل مؤسسة مياه دمشق وريفها، فقد أكد أحد موظفي المؤسسة أن هذه الحالة تم فرضها “لزيادة الضغط والخناق على أحياء دمشق”، حيث أن كمية المخزون من المياه لا يتطلب هذا النوع من التقنين و “المسؤول الحزبي في المؤسسة أصدر تعليماته بتطبيق التقنين بأقصى درجاته بذريعة الخوف من تدني مستويات الهطول للشتاء الحالي”!!

وقال المصدر نفسه إن هذه الحالة ليست الأولى من نوعها ولكنها التعليمات الأقصى والأشد حيث يقوم هذا المسؤول بالإشراف على عملية التقنين على مدار الساعة هو أو ينيب عنه أحد أعوانه، وللأسف تم استدعاء أحد الزملاء من قبل فرع الأمن العسكري بسبب عدم تقيده بنظام التقنين الذي تم وضعه من قبل هذا المسؤول.

 العطش يصيب غالبية الأحياء

تشهد أحياء الميدان (أبو حبل – مصطبة – ميدان وسطاني- البوابة – جزماتية) وكفرسوسة وباب سريجة والزاهرة والتضامن ونهر عيشة، حيث لا تكاد مياه الشرب تصل الى سكان تلك الأحياء ، وفي حال وصولها فإنها تترافق مع انقطاع في التيار الكهربائي كي لا يتمكن سكان الاحياء تلك من تشغيل (المحركات الكهربائية) لتساعدهم على تأمين حاجتهم من #المياه، فيما تستخدم العوائل التي يكون أحد أفرادها متطوعا في اللجان الشعبية المحركات الكبيرة “الحرامي” والممنوعة من قبل البلدية وبالتالي لا يتمكن باقي الأهالي من تأمين حتى مياه الشرب.

واضطر #الأطفال في تلك الأحياء لنقل المياه بالبيدونات والأواني البلاستيكية من منطقة تشهد عجز لأخرى أقل عجزاً لكي يسدّو بها بعضاً من حاجتهم الكبيرة من المياه.

سياسة التضييق تلك التي يتبعها النظام على المدنيين مازالت مستمرة بكافة الوسائل في المناطق التي يسيطر عليها وذلك لإشغال الناس بهموم حياتهم اليومية ومنعهم من التفكير بأي نشاط مناهض له.

 أحياء مستثناة من الأزمات

أكد مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي في دمشق وريفها حسام حريدين أن المؤسسة بدأت ضخ المياه من الآبار الاحتياطية إلى عدد من المناطق التي شهدت انقطاعات للمياه مثل #المزة (86)، مبينا أن كمية المياه التي يتم ضخها يومياً بدمشق تفوق الـ250 ألف متر مكعب ويتم تأمين المياه حسب وضع كل منطقة من المناطق.

ولفت حريدين إلى وجود خسائر يومية للمياه نتيجة “تعطل المضخات والاعتداء الارهابي على الخط الرئيسي لنهر بردى، ما أدى إلى زيادة ساعات تقنين المياه ونقص في التزويد”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.