في مقال لـ (جنيفر كافاريلا) نُشر في موقع (CNN  ) بتاريخ 26 شباط / فبراير 2016، ورد أن داعش لا تمثل الخطر الأكبر في المنطقة، حيث تم التركيز عليها وإهمال المجموعة التي تشكل التهديد الأكبر، والتي تمثل فرعاً من فروع القاعدة في المنطقة. كتبت كافاريلا في المقال: “بالكاد يمر يوم خالٍ من أخبار تتحدث عن التقدم الذي تحرزه الحرب ضد داعش في كل من #سوريا و #العراق، حيث قامت القوات المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وخلال الأشهر الأخيرة بتأمين الكثير من الحدود السورية التركية، واستعادة مدينة الرمادي، وصد تدفّق المقاتلين والإمدادات إلى عواصم المجموعة الإرهابية في كل من الرقة والموصل”.

لكن زخم تقدمهم لا يقارن بفوزهم وفق الكاتبة، كما أن الولايات المتحدة سقطت في العديد من الفخاخ الأكثر فتكاً في سوريا والعراق التي تم وضعها من قبل القاعدة .

 

وأشارت الكاتبة إلى أن جبهة النُصرة _ فرع القاعدة في سوريا _ هي أكثر خطورة من داعش، وبينما تشترك المجموعتان بهدف تأسيس دولة الخلافة العالمية، فإنهما تستخدمان وسائل مختلفة لإنجاز هدفهما.

وذكرت أنه ربما تكون داعش هي الأكثر تواجداً في العناوين البارزة، لكن تواجدها هذا في العناوين الرئيسية التي تتحدث عن مدن سوريا والعراق _ مع عدم الحاجة للحديث عن هجماتها الشرسة على الأهداف الغربية _ جعل من القوات الأمريكية العسكرية في تلك البلدان تركز بؤرة جهودها عليها.

وبحسب مقالها: “يلعب تنظيم القاعدة، في هذه الأثناء، لعبةً طويلة بشكل هادئ.. تركيز أمريكا في مكان آخر لعب سمح لجماعة القاعدة باستغلال الوقت للخروج عن نقطة تسليط الضوء والاستعداد للعودة إلى ساحة الأحداث العالمية عندما تُهزم داعش”.

وتضيف: “بينما تحكم داعش المناطق التي تسيطر عليها بأسلوب عديم الرحمة، تعمل جبهة النصرة على تعزيز العلاقات المحلية وبناء قدراتها وإمكانياتها التي تنتوي استخدامها ضد الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل، وإن جبهة النصرة قادرة وفاعلة، توفّر الدعم للمعارضة التي تحارب ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بطرق توازن من خلالها نتائج المعركة غير المتكافئة”.

وأشارت الكاتبة في مقالها إلى أن جبهة النصرة تستفيد من مساهمتها في المعركة لخلق علاقات مع المجتمع المدني والسكان المدنيين والمجموعات المعارضة السورية الأخرى. وتسيطر من ثم على تلك العلاقات لكي تحقق الهيمنة. وتستهدف المجموعات المدعومة من قبل الولايات المتحدة بشكل مباشر، وتهزمهم إذا ما أُتيحت لها الفرصة، لتضمن بذلك أن القوات المعارضة المعتدلة لن تجد لها موطئ قدم في سوريا الجديدة، وأن جبهة النصرة سوف تستخدم الشرعية التي حصلت عليها في محاربتها إلى جانب المعارضة لتحويل لمجتمع السوري بحيث يقبل بتنظيم القاعدة.. إن المجموعة تعمل على إنشاء هيكل الحكومة مثل المحاكم والخدمات الاجتماعية وتستخدم ذلك لتحويل وجهات النظر الدينية للمجموعات المعارضة السورية والسكان المدنيين.

كما ذكرت أن المجموعة تحكم  أجزاءً من سوريا بصيغة قانون ديني مشابه لذلك المُستخدم من قبل داعش، النساء في كل من الرقة التي تحكمها داعش، وإدلب التي تحكمها المعارضة، تُجبر على ارتداء البرقع، وفي الوقت نفسه، يتم تحضير جيل جديد من المقاتلين لشن حرب مستقبلية ضد الغرب من خلال معسكرات التدريب العسكرية والدينية للأطفال.

وأضافت أن جبهة النصرة أكثر تكيفاً أيضاً من داعش، فهي تتعمد ألا تسيطر على الأراضي، ما يجعل أمر استهدافها صعباً، حيث لا يمكن أن تتم مهاجمتها بشكل مباشر  بدون تدمير مجموعات المعارضة السورية الأكثر اعتدالاً التي انغرست معهم. وقد أمنت سلامة نفسها من الانتفاضات العشائرية بفضل الدعم المحلي.

وتؤكد الكاتبة أن فشل الولايات المتحدة ليس في إدراك جبهة النصرة كتهديد فقط، إنما سياساتها في سوريا تقود إلى دعمهم وتوفير المجندين لهم عن غير قصد.

وتشير إلى أن انصياع أمريكا للحملة الجوية الروسية في سوريا يسمح لروسيا بإيذاء المجموعات المعارضة الفعالة التي تواجه ضغطاً متزامناً من جبهة النصرة وداعش. وفي غضون ذلك، تدعم الولايات المتحدة العملية الدبلوماسية والتي تتلاعب من خلالها روسيا بشكل واضح لصالح النظام. تستخدم روسيا المفاوضات لوقف الأعمال العدائية من أجل قيادة الولايات المتحدة إلى تعيين المجموعات المعارضة السورية السائدة كـ “إرهابيين” وبذلك يتمكن الأسد من مواصلة استهدافهم.

وترى أنه ما يزال لدى الولايات المتحدة حلفاء محتملين ضد كل من جبهة النصرة وداعش. لكن استهداف روسيا للمعارضة سوف يدفع بهذه المجموعات إلى أيدي القاعدة، ليس لأنهم يرغبون بفعل ذلك، لكن لأنه ليس لديهم مكان آخر ينعطفون إليه للحصول على المساعدة.

وتختتم مقالها بقولها: “يتوجب على صنّاع السياسة الأمريكيين التصرف بسرعة للحفاظ على المجموعات المعارضة التي سوف تكون حاسمة في تأمين سوريا المستقبلية والتي لن تكون إمارة إسلامية للقاعدة . ولكي نحقق ذلك، يجب علينا أن نتخلى عن تركيزنا على داعش والاعتراف أن جبهة النصرة هي التهديد الأكبر”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة