كيف أدخل مقاتلو الدولة الإسلامية حبوب منع الحمل لتزويد سباياهم بها؟

ما موقف زوجات المقاتلين من هؤلاء السبايا؟

 

فتحت النيويورك تايمز المجال أمام القراء لتوجيه أسئلة إلى مراسلها روكميني كاليماشي، الذي قام بالكتابة عن الدولة الإسلامية واستخدامها لأساليب تحديد النسل الحديثة، لتمكنهم من الاستمرار في ممارسة عمليات اغتصابهم لسباياهم. ذلك على موقع الصحيفة الالكتروني الأسبوع الماضي.

كاليماشي، الذي كتب على نطاق واسع حول التطرف الإسلامي والدولة الإسلامية المعروفة أيضاً بـ #داعش، انضم إلى ليما ستاك وماتثيو باربر، حيث ستاك هو مراسل التايمز الذي قضى سنوات عديدة في تغطية أحداث الشرق الأوسط من القاهرة، وباربر هو طالب دكتوراه في جامعة شيكاغو والمدير التنفيذي لمنطمة Yazda التي تساعد ضحايا نظام الدولة الإسلامية الذين وقعوا أسرى الاستعباد الجنسي.

سأل أحدهم: الشيء الذي أثر في حقاً وصدمني كان قيام والدة أحد مقاتلي داعش بمساعدته في الحصول على وسائل منع الحمل. هل من النادر بالنسبة للمقاتلين تعمل عائلاتهم معهم؟

أجاب كاليماشي وفق الجريدة، إن غالبية المعتدين كانوا من المقاتلين السوريين والعراقيين، وهم يعيشون مع عائلاتهم. وإن الفتيات الإيزيديات أخبروه أنهن تعرضن لمعاملة سيئة من قبل زوجات المقاتلين، حيث ذكرت إحداهن أنها كانت تضطر لاستئذان الزوجة من أجل شرب كأس الماء. والزوجات اللاتي تزوجن عن طيب خاطر كنّ يستشطن غيظاً من العلاقة الجنسية لأزواجهن مع السبايا، فكنّ يقسون عليهنّ بأي طريقة ممكنة. وقال ماتثيو بربر إنه يعرف مجاهداً جلب الفتاة إلى منزل عائلته التي تضايقت منها (بمن فيها والدته) لأنهم يرون الأيزيديين كشيء (نتن) من شأنه تنجيس المنزل. ما استدعى منهم عدم الاكتفاء بإجبارها اعتناق الإسلام، إنما باصطحابها إلى المحكمة الشرعية لداعش أيضاً.

وتسأل أخرى: “يبدو لي أن خطر التعرض للاغتصاب أو / السبي ينبغي أن يشكل حجة قوية لدعم طلبات اللجوء إلى الولايات المتحدة من النساء المنتمين إلى المناطق الموبوءة بداعش. هل هناك أي إجراء يُتخذ في هذا الصدد؟ ”

أجاب ليا مستاك، إن الولايات المتحدة اتخذت عدداً محدوداً من طالبي اللجوء من المناطق المتضررة من الدولة الإسلامية، ذلك بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو العرقية أو حتى مدى الأذى الذي واجهوه خلال النزاع.

أما باربر قال إن ألمانيا استوعبت العدد الأكبر للأيزيديين المشتتين. وإن الحكومة الألمانية اتخذت برنامجاً لأخذ الفتيات المستعبدات الناجيات لتلقّي العلاج في ألمانيا. ومع ذلك تجد الكثير منهن الصعوبة في التكيف في ألمانيا.

وأضاف أنه ينبغي أن يكون هناك تركيز على حل المشاكل في العراق، بحيث يشعر الأيزيديون أن لديهم أمل في مستقبل فعّال في سنجار.

وفي سؤال آخر تساءل القارئ عن الشعب الإيزيدي، وعن صلتهم بأكراد شمال العراق والإقليم؟

أجاب باربر إن الأيزيديين سكان أصليين يتحدثون بالكردية، ويمارسون العديد من المعتقدات والممارسات الدينية المحلية القديمة، فضلاً عن تقاليد أخرى اقتبسوها عن تقاليد الشرق الأدنى الرئيسية.

أما إحدى القارئات فتساءلت عما إذا كان هناك تواطؤ إيزيدي مع داعش لخلق صناعة الاغتصاب هذه؟ وعن نظرة أفراد العائلة الأيزيدية إلى أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم وزوجاتهم الذين وقعوا ضحايا السبي؟ هل ما زالوا مقبولين ضمن عائلاتهم ومجتمعهم؟

أجابها كاليماشي إنه لم يصادف أي قصة تواطؤ أيزيدي في العنف، وأن كل النساء اللاتي قابلتهن عملياً كنّ مذهولات من تصرف السلطات الكردية التي كانت سابقاً مسيطرة ومسؤولة عن الأمن العسكري على جبل سنجار. يدّعي الأيزيديون أن البيشمركة الكردية تخلت عن الجبل بشكل أساسي قبل أن تهاجمهم داعش في 3 آب من العام 2014.

وأضاف إن أحد “أبطال المقاومة” الإيزيديين ادّعى أنه رأى ضابط بيشمركة يهجر سيارته البيك آب الصغيرة المزودة برشاش مضاد للطائرات، ويترك المفاتيح في مكانهم. فركض الأيزيدي إلى السيارة، وقادها إلى الطريق المتعرج. وقال هذا “البطل” في مقابلة أنه لم يكن لديه فكرة عن استخدام الرشاش، لكنه استطاع مع أشخاص أيزيديين آخرين من توجيهه نحو حشود داعش المتدفقة وفتح النار. وأضاف أن في سنجار اليوم نصباً تذكارياً لهذا البطل على ذات الطريق المتعرج.

وأضاف باربر في هذا الصدد أن الطائفة الأيزيدية أجبرت على التكيف بعد تلك الأزمة، فأصدرت القيادة الدينية الأيزيدية مراسيم رسمية مفادها أن تُقبل النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب مرة أخرى في المجتمع كما ضمن الطائفة الأيزيدية، وألا يتم وصمهم بأي من أساليب العنف ضدهم كونهم لم يكنّ مسئولات عما حصل، حيث يُنفى في المجتمع الأيزيدي أي من قام بممارسة الجنس مع من هم من غير طائفتهم.

لكن وصمة العار ما تزال مشكلة رئيسية. فالعديد من النساء اللاتي قابلناهن تعرّضن للإيذاء بالكلام من قبل الأقرباء الذين يلومونهن على عمليات الاغتصاب الجماعية.

السؤال الأهم كان من أين حصل مقاتلو داعش على الكميات الهائلة من عقاقير منع الحمل لإعطائها لتلك الشابات؟

أجاب باربر أنها كانت موجودة مسبقاً في مستشفيات في #الموصل وتل أعفر وأماكن أخرى خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية. لكنه من المحتمل أنهم يتلقون تجهيزاتهم المستمرة عن طريق #تركيا.

أضاف آخر متسائلاً هل تعتقد أنه من المقبول أخلاقياً أن يتم تسليح هؤلاء النساء ليقوموا بتسميم مغتصبيهن، وأعضاء آخرين من داعش أو مؤيديهم؟

ليجيب باربر أنه لو كان ذلك ممكنناً لكان بالإمكان إنقاذهم.

وتتساءل أخرى عن أنواع الدعم النفسي متوفر للنساء اللاتي هربن من آسريهن؟

أجاب باربر أن منظمة Yazda   تفعل ما بوسعها لتوفير الدعم النفسي والمعنوي للنساء والفتيات اللاتي أُنقذن من أسر الدولة الإسلامية، في الوقت الذي اشتكت فيه المنظمة من الإمكانيات المحدودة المتعلقة بموظفيها ذوي المهارات المناسبة. وأضاف إن منظمات أخرى تفعل ما بوسعها أيضاً من أجلهن، لكن عموماً، المنطقة بأكملها  بحاجة لأطباء ومعالجين نفسيين. أطباء الفحص السريري في هذا المجال غائبين إلى حد كبير في #العراق وإقليم كردستان.

علاوة على ذلك، هناك الكثير ممن هم بحاجة للرعاية النفسية، ليس فقط من أفلتن من السبي، إنما كامل الجالية الأيزيدية المرحّلة من العراق بحاجة للمساعدة والدعم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة