ما “سر” بقاء السوريين على قيد الحياة رغم الغلاء الفاحش؟.. تعرف على أهم موارد “البسطاء” خلال الحرب

ما “سر” بقاء السوريين على قيد الحياة رغم الغلاء الفاحش؟.. تعرف على أهم موارد “البسطاء” خلال الحرب

فتحي أبو سهيل- دمشق:

ربما تكشف طوابير المواطنين التي تصطف شهرياً على أبواب #شركات_الصرافة، عن أحد أسباب بقاء آلاف الأسر السورية على قيد الحياة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية إلى هذا الحد، وقد تكشف سياسات المركزي الأخيرة أيضاً، حجم اعتماد السوريين على ذلك.

 

وبعد ارتفاع سعر صرف #الدولار مع جميع الاسعار والمستلزمات إلى مستويات خيالية، اضافة إلى رفع #حكومة_النظام أسعار خدماتها أيضاً، وسط ثبات راتب الموظفين عند حدود “غير منطقية”، بات الحديث عن صمود الشعب السوري شيئاً يشبه “المعجزة” على حد تعبير البعض.

لولاه لمت جوعاً!

يكشف عن تلك “المعجزة”، او ماوصفه كثيرون “بسر البقاء على قيد الحياة، أبو عدنان وهو نازح من #دوما إلى #دمشق، ويستأجر منزلاً في العشوائيات بـ 30 الف ليرة شهرياً، ويقول “لولا الحوالة الشهرية التي يرسلها لي ابني من #ألمانيا وهي 100 #يورو، لا يمكنني العيش نهائياً انا وزوجتي وابنتي فالبحصة بتسند جرة”.

ويتابع “لا أعتمد على مايمكن ان احصل عليه من عملي الحر كدهان، ويكون هذا المبلغ الشهري هو ملاذي الآمن ولولاه لمت من الجوع” على حد تعبيره.

رغم أن المبلغ المرسل إلى أبو عدنا يعتبر مبلغاً قليلاً وقد لايساوي وفقاً لأسعار السوق أكثر من 55 ألف ليرة سورية، إلا أن الملبغ الذي يحصل عليه من عمله مع راتب ابنته الذي يصل إلى 25 الف ليرة، قد يجعل المبلغ كافياً نوعاً ما.

أبو همام 57 عاماً، يقول إن “ابنه في #الامارات، يرسل له شهرياً ماساوي 1500 #درهم، وهو مايساوي حوالي 120 ألف ليرة سورية”، مؤكداً ان “هذا المبلغ يعتبر المبلغ الرئيسي لبقائه على قيد الحياة، لكنه ليس كافياً لوحده”.

ويتابع “لولا أن اثنين من أولادي يعملان، لايمكنني أن اعيش بهذا المبلغ وخاصة أن أحدهم يدرس في الجامعة ويحتاج إلى نفقات كبيرة جداً”.

تجار صغار

من التقاهم موقع #الحل_السوري، يعتمدون على تحويل العملات عبر القنوات الرسمية، لكن هناك الكثير من السوريين وخاصة في المناطق الساخنة، يعتمدون على الحوالات التي ترسل عبر قنوات #السوق_السوداء، والتي لا يمكن إحصاء حجم الأموال المنقولة إليهم.

وبات الكثير من السوريين يعتمدون على #تحويل_الأموال عبر أشخاص إما يسلمون الطرف الأخر المبلغ المحول بالعملة الصعبة، أو وفقاً لسعره في السوق السوداء، وهكذا يكون منصفاً أكثر من السعر الذي يقدمه المصرف المركزي والذي كان في الغالب أدنى من السوق، باستثناء الفترة الحالية.

المركزي يلاحق المواطنين

بعد ان استشعر المصرف المركزي حجم الاموال التي يخسرها كمرابح نتيجة توجه السوريين نحو السوق السوداء للتحويل، قام برفع سعر الحوالات في شركات الصرافة بعد أن خفّض سعر #الدولار في السوق الموازي، مادفع الكثير من المواطنين للجوء نحو تحويل الأموال عبر شركات الصرافة وقبضها بالليرة السورية، ثم شراء القطع الأجنبي من السوداء واعادة بيعها لتحقيق نسبة معينة من الارباح، وتعتبر هذه التجارة رائجة حالياً لمواطنين بسطاء فقدوا أعمالهم خلال الحرب، فحجم العملات التي يتم التجارة بيها يكون ضئيل ولا يتعدى مئات الدولارات شهرياً.

وسجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء 470 ليرة سورية، بينما حدد المركزي سعر صرف الحوالات بـ 495 ليرة، وسعر صرف الدولار بحوالي 470 ليرة.

مدخول اضافي خلال دقائق

وكانت هذه الطريقة أسلوباً آخراً يزيد من مدخول السوريين في هذه الظروف الصعبة، حيث قال الخبير الاقتصادي زاهر أبو فاضل في حديث لموقع #الحل_السوري إن “كثيراً من السوريين ونتيجة الحال الاقتصادي المتردي، قاموا باللجوء إلى المتاجرة بكميات قليلة جداً من الأموال قد يحصلوا من خلالها على مدخول اضافي خلال دقائق”.

وتابع “سابقاً، وقبل انخفاض سعر الصرف، كان العديد من المواطنين يصطفون أمام شركات الصرافة لشراء الدولارات، ومن ثم بيعها في السوق السوداء التي سجلت أسعاراً مرتفعة جداً، وكانت تلك العملية تحقق ربحاً معيناً لهؤلاء الذينخسروا أعمالهم نتيجة الحرب”.

وأردف “بعد أن خفض المركزي سعر الصرف في السوق السوداء، وجد هؤلاء طريقة أخرى لكسب رزقهم بأسلوب قانوني، وهو قبض حوالات عبر شركات الصرافة بسعر مرتفع ومن ثم بيعها في السوق السوداء”.

16 مليون دولار يومياً! والمركزي يحذر البسطاء

لكن المصرف المركزي يحاول جاهداً عدم ترك أي مجال لهؤلاء البسطاء، متجاهلاً التجار الكبار، حيث حذر من معاقبة كل من يقوم بشراء قطع أجنبي بمبالغ استلمها بموجب حوالات شخصية، بغرض تحقيق الربح من فرق السعر، مؤكداً “ان قيمة الغرامة ستفوق بكثير أي أرباح محققة من تلك العملية”.

لكن تحذير المركزي لن يجدي نفعاً، طالما من يريد تحقيق الربح قادر على التوجه نحو السوق السوداء لشراء مايريد، وتبقى تهديداته محصورة بمن يستلم الحوالة من شركات الصرافة بسعر 495 ثم يشتري الدولار من ذات المنفذ بسعر 470 ليرة.

ووفقاً لبيانات المصرف المركزي عام 2014، فإن “قيمة التحويلات المالية وصلت ما يقارب8 ملايين دولار يومياً، أي ما مجموعه سنوياً 288 مليار دولار”، إلا أن الخبير الاقتصادي زاهر أبو فاضل يرى بأن “المبلغ ارتفع الضعف خلال رمضان الحالي كموسم ترتفع فيه حجم التحويلات من الخارج حتى العيد، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الحولات في شركات الصرافة مقارنة مع السوق الموازي”.

أساليب أخرى

وعدا عن التحويلات الخارجية، والعمل في بيع وشراء القطع الأجنبي، يعتمد الكثير من السوريين على ما يأتيهم من مساعدات عبر المنظمات الدولية، كالسلسل الغذائية شبه الدورية، من خلال التسجيل مع أكثر من جهة لضمان الحصول على السلل بشكل شهري تقريباً.

وأيضاً، هناك مبالغ مالية توزعها “#الأونروا” كل ثلاثة أشهر لكل فرد من عائلة ربها لاجئ فلسطيني، ولو كانت زوجته سورية، وهنا قد تعود فائدة المبلغ الذي وصل مؤخراً إلى 22 ألف ليرة سورية للفرد الواحد، على عائلة الزوجة.

ومن أساليب العيش التي يتبعها السوريون في ظل الوضع الاقتصادي الصعب،هي العمل ورديتين أو ثلاث في اليوم الواحد وخاصة بعد ماشهده السوق من نقص في اليد العاملة، في حين أجبر بعض أفراد العائلة السورية على العمل أثناء الدراسة لتأمين قوت يومهم، بينما اتجه آخرون لابتكار اساليب بسطية أخرى، كالتجارة من المنزل بالأثاث المستعمل أو الالبسة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة