أسامة الأزهري- دمشق:

من يشاهد حفل تخرج المدرسة الباكستانية في #دمشق، يدرك تماما أن أولى آثار الحرب السلبية على المجتمع بدأت تظهر بشكل واضح، حيث يتجاوز قسط الطالب السنوي أكثر من مليوني #ليرة_سورية، في المقابل بات حوالي ثلاثة ملايين طفل سوري بحاجة “ماسة” إلى التعليم، وفق تقديرات منظمة ” #يونيسيف” وتراجعت مستويات التعليم بنسبة 97%.

في حين ارتفعت ظاهرة عمالة الأطفال وتسربهم من مقاعد الدارسة، بهدف مساعدة أسرهم على تأمين نفقات العيش مما سيترك آثاراً خطيرة على مستقبلهم وما يحملونه من قيم اجتماعية وأخلاقية ستنعكس على تربية أبنائهم مستقبلاً.

يقول الخبير الاجتماعي زياد سيفو في حديث لموقع#الحل_السوري: ” إن المجتمع السوري تحول إلى طبقتين، غنية قليلة، وفقيرة كبيرة، واختفاء الطبقة الوسطى، هذا الأمر يفقد التنمية أهم حواملها الاجتماعية، كما أدت #هجرة_العمالة المحلية المؤهلة والكوادر العلمية إلى الخارج إلى خسارة البلاد للكثير من العقول والأدمغة التي فضلت #الهجرة للبحث عن فرص أفضل للعمل والحياة وبما يتناسب ومقدراتهم ومؤهلاتهم”.

مصادر الكسب الجديدة

سادت مصادر جديدة للكسب في المجتمع السوري حيث ظهرت “مهن جديدة” لم تكن معروفة في المجتمع، وسادت ثقافة الكسب غير المشروع وتفشت حالات #الفساد_الإداري و #الرشوة والمحسوبيات داخل المجتمع مع وجود ما يبررها من وجهة نظرهم بسبب تدني قدراتهم الشرائية وتزايد مصاعب الحياة، أضف إلى ذلك المهن التي لم تعد خفية على احد من “تعفيش” وخطف للأشخاص والسيارات والسطو على المحال التجارية.

وفي هذا الصدد يقول الخبير الاقتصادي هيثم عباس لموقع #الحل_السوري: “ظهرت داخل المجتمع طرق غريبة ومستهجنة للكسب داخل المجتمع السوري كالالتحاق بالجماعات المسلحة سعياً وراء المعاش والسطوة وانتشار السرقة والنهب العشوائي وغير العشوائي وتجارة المواد غير المشروعة والتهريب واستنزاف مقدرات وثروات الشعب والمتاجرة بها بأبخس الأثمان”.

ثقافة المولات:

على عكس ما كان متوقعا منذ 2011، فإن ظاهرة المولات التجارية لم تنحسر وإنما تزايدت يوماً تلو الآخر، وتتزايد الخيارات أمام المستهلك السوري من الدرجة الأولى وهم قلة بالطبع إلا أنهم باتوا يملكون كميات ضخمة ومخيفة من الأموال تدفعهم للعزوف عن الأسواق الشعبية والتوجه إلى المولات، لتتحول هذه الظاهرة إلى موضوع مثير للجدل بين مؤيد متحمس، وبين معارض متسائل عن القيمة والجدوى، الهوس الاستهلاكي غير المبرر المنتشر لدى أبناء تلك الطبقة يدفعهم دون تردد لشراء ليتر ماء من ماركة “إيفيان الفرنسية” بـ 2000 ليرة سورية.

في حين يضطر قسم كبير من أبناء #سوريا لاستعمال أقراص تنقية المياه لشرب مياه لاتصلح للاستعمال البشري بأحسن الأحوال، لينفق أبناء البلد أموالهم في اقتناء أشياء قد يقتنوا مثيلاً لها بأسعار أقل فقط لأنها ليست من ماركة عالمية، وكما أنها تعزّز الفروق الطبقية، وتفتح أبواب للتفاخر الاجتماعي الضار، وسوى ذلك من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن هذه الظاهرة.

إجازات استيراد.. لناس وناس

في حين، كشف مصدر في #وزارة_الاقتصاد_والتجارة_الخارجية التابعة لحكومة النظام بأن الوزارة تمتنع عن منح إجازات وموافقات #استيراد وفق برامج الاستيراد المعتمدة للمواد الأولية ومستلزمات الإنتاج وللمواد الأساسية الغذائية والدوائية والمواد والسلع الأخرى التي تلبي احتياجات شركات التوزيع والوكالات الوطنية.

في المقابل يتم منح اجازات استيراد لرجال أعمال لهم علاقات مع مسؤولين في الدولة منهم محمد حمشو، وسامر الدبس وطلال قلعجي، وكامل السحار.

المؤيدون عندما يخرجون من صمتهم!!

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأصوات عرف عنها أنها “مؤيدة للنظام السوري بشكل أعمى ولكل ما يقوم به النظام من خطوات من شأنها تضيق الخناق على المواطن البسيط” إلا أن صورة “قنينة المياه” بسعرها الخيالي، جعلتهم ينطقون، للمرة الأولى خارج المألوف، حيث ذكرت إحدى مذيعات التلفزيون السوري “رين الميلع” والمعروف عنها التطرف في التأييد للنظام على صفحتها الشخصية في موقع “فيسبوك”: “صرلكن كم يوم عم تنشرو صورة قنينة المي اللي حقها 2000 ليرة.. حبيباتي هي مو النا.. مو لعامة الشعب اللي راتبو ما بيوصل لل30 الف وهو رب اسرة ناتع عيلة فيها خمس ست ولاد”

وتابعت “هي القنينة متل البنطلون اللي حقو 100 الف.. والبوط اللي حقو 80 الف ومشوار الفورسيزن ب اربعين الف والسهرة بشي محل بمدري اديش والسيارة الوطنية اللي حقها سبعة مليون.. لا بقا تنشرو صور هيك شغلات.. حتى العتب مو النا… مو النا.. متل كتير كتير شغلات بهالبلد.. مو النا”.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.