منار حدّاد – دمشق:

لا يختلف الشتاء القادم الذي يتحضّر لدخول #سوريا عمّا سبقه، إلا بازدياد الوضع سوءاً، فالتحضيرات لهذا الفصل شديد البرودة تزداد سوءاً شتاءاً بعد شتاء، بسبب نقص الموارد، وانخفاض القدرة الاقتصادية للسوريين، إضافة إلى ارتفاع تكاليف مواجهة الشتاء والتدفئة بداية من #الكهرباء المقطوعة معظم الوقت، مروراً بـ #الوقود الذي تضاعفت أسعاره خلال سنوات الحرب، وليس نهايةً عند انخفاض مخزون #الخشب الخاص بالتدفئة بسبب التحطيب الجائر.

 

المازوت.. حلم الشتاء المفقود

رصد موقع ” #الحل_السوري” مسار ارتفاع سعر المازوت، منذ عام 2010، وحتى آخر ارتفاع شهدته مادة المازوت في 16/ 6 من العام الحالي.

كمية الارتفاع تاريخ الارتفاع
من 7.5 ليرة إلى 25 ليرة. خريف عام 2010
من 25 ليرة إلى 60 ليرة منتصف عام 2013
من 60 ليرة إلى 80 ليرة. 2/10/2014
من 80 ليرة إلى 125 ليرة 17/1/2014
من 125 ليرة إلى 135 ليرة 16/11/2015
من 135 ليرة إلى 180 ليرة 6/6/2016

 

“مديرية محروقات دمشق” قرّرت بيع عدد محدود من العائلات المقيمة في #دمشق كمية 200 ليتر من المازوت بمبلغ 200 ليرة، حيث قال مدير فرع محروقات دمشق سيباي عزير: “إن عدد الطلبات المقدّمة إلى مراكز التسجيل للحصول على مادة المازوت بلغت 49.437 طلباًخلال العام الجاري، وتم التزويع إلى حوالي 95% من هذه الطلبات.

حاول عماد التسجيل 4 مرّات في العام الفائت دون جدوى، يقول عماد الذي يعيش في حي الزاهرة القديمة بدمشق لـ “موقع الحل” إنه حاول التسجيل عدّة مرات على 200 ليتر من المازوت العام الماضي لكنه لم يتمكّن، لأن التسجيل الذي تشرف عليه لجان الحي يقوم على الواسطة والمحسوبية بين السكّان”.

وأضاف عماد أن المديرية وزعت كمية لا بأس بها لكن آلية التوزيع لم تكن عادلة، موضحاً أنه يتطلّب التسجيل المبكّر جداً إضافة إلى معارف مع لجان التوزيع حتى تضمن وصول الـ 200 ليتر التي لا تكفي أصلاً إلى لأسابيعٍ معدودةٍ من الشتاء حسب قوله.

التدفئة على المازوت 200 ألف ليرة

لكنَّ علمية توزيع 200 ليتر من المازوت لا تضمن تأمين مستلزمات الشتاء من المحروقات لعدّةِ أسبابٍ، يأتي على رأسها عدم كفاية التوزيع لكميّة العائلات السورية، أي أن اعتراف “فرع #محروقات_دمشق بأن نسبة التوزيع العام الماضي تمت لأقل من 50 ألف عائلة يجزم أن التزيع لم يغطي سوى أقل من ربع احتياجات سكّان العاصمة، كما أن لم يغطي احتياجات المحافظات الأخرى.

ويُضاف إلى ذلك أن متوسط احتياج العائلة السورية من المازوت خلال 5 أشهر من فصل الشتاء يتراوح بين 800 – 1000 ليتر، أي أن الكمية التي توزّعها مديرية المحروقات بدمشق لا تكفي إلى لربع فصل الشتاء أو أقل من ذلك.

من جهةٍ أخرى فإن 1000 ليتر من المازوت يبلغ ثمنه 200 ألف ليرة، وهو رقم يفوق قدرة العائلات السورية ذوي الدخل المحدود، لذلك ف غالباً ما يحاول السوريون في الداخل البحث عن طرقٍ بديلة

اشترت شذى العام الماضي 1100 ليتراً من المازوت حتى تمكّنت من سد احتياجاتها من الوقود خلال شتاء العام الماضي.

تقول شذى التي تعمل مدرّسة لغة عربية في دمشق لـ “الحل السوري” إنها وفّرت الكثير راتبها وراتب زوجها وراتب انبتها التي تعمل في أحد الفنادق لتتمكّن من شراء كمية المازوت هذه، موضحةً أن شراء كميات كافية من المازوت للشتاء هو أمر غير متاح إلا للطبقة المرتاحة اقتصادياً من المواطنين السوريين.

وتبيّن شذى أنها لن تتمكّن من تكرار الأمر هذا الشتاء، لأنها لم تستطع توفير أي شيء من راتبها أو راتب زوجها، بسبب غلاء الأسعار وانخفاض قيمة الليرة، إضافة إلى أن سعر المازوت ارتفع بشكلٍ ملموس، إضافة إلى أن توفيره بكمية كافية لفصل الشتاء بات أمراً صعباً للغاية، حيث بات ثمن 1000 ليتر من المازوت 200 ألف ليرة سورية.

الحطب يلحق المازوت

دخل الحطب على خط المنافسة كثاني مصدراً للتدفئة في البيوت السورية، عقب الارتفاع الألوى لمادة المازوت في عام 2012، هذا الواقع زاد الضغط على الأخشاب التي لم تكن مُستخدمة بكثافة بين السوريين، ما أدى في نهاية المطاف لارتفاع أسعار الحطب عشرة أضعاف، وبات لا يقل تكلفةً عن المازوت، غير أن الحطب نشّط مهنة التحطيب الجائر وحوّل الحراج السوري إلى غابات جرداء.

ورصد “موقع الحل” أسعار أبرز أنواع الحطب هذا الشتاء، مقارنة مع أسعاره في عام 2012، حيث ارتفع ثمن الطن الواحد من حطب الجوز الممتاز في الاشتعال، من 9 آلاف ليرة في عام 2012 إلى 55 ألف ليرة هذا الشتاء، في حين بلع سعر الطن الواحد من حطب الزيتون لذي يستمر طويلاً في الاشتعال في عام 2012 نحو 8 آلاف ليرة، بينما بلغ سعره اليوم ما بين 45 – 50 ألف ليرة، أما حطب سنديان فارتفع ثمن الطن الواحد من 8 آلاف إلى 45 ألف ليرة أيضاً، وذلك في سوق كراج الست بمدينة دمشق.

وتُقدّر احتياجات الأسرة الواحدة من الحطب للتدفئة والحمّامات ما يتراوح بين 3 – 4 طن خلال فصل الشتاء، أي أن تكلفة التدفئة على الحطب خلال هذا الفصل باتت تتراوح بين 130 – 170 ألف ليرة، وهذا المبلغ راح يعادل تكلفة التدفئة على الوقود.

الغاز أبرز البدائل

وفي وقتٍ باتت تكاليف التدفئة على المازوت والحطب مرتفعة، إضافةً إلى أن الكهرباء لا يمكن الاعتماد عليها بسبب ازداياد نسبة التقنين في فصل الشتاء، فإن التدفئة على مدفئة الغاز رغم مخاطرها باتت الحل الأكثر واقعية، ولا سيما أن #الغاز متوفر في معظم مناطق سوريا باستثناء المحاصرة، ومن الممكن الحصول على جرّة غاز بمبلغ 3 آلاف #ليرة، وهي تكفي للستخدام الوسطي لمدّة تتراوح بين 7 – 10 أيام.

وأدى زيادة الطلب على التدفئة بالغاز، لزيادة أسعار مدافئها بحسب ما رصد موقع الحل، حيث ارتفعت المدفئة متوسطة الحجم من 7 آلاف ليرة قبل الحرب إلى 45 ألف ليرة اليوم في سوق الكهرباء بدمشق، بينما ارتفع ثمن المدفئة الكبيرة من 12 ألف إلى 60 ألف ليرة هذا الشتاء.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.