جوان علي – الهول

فيما يستمر توافد اللاجئين العراقيين إلى مخيم #الهول (42 كلم جنوبي شرقي #الحسكة) هرباً من المعارك الدائرة في الموصل وريفها، يعاني هؤلاء من سوء الطبابة و خدمات الصرف الصحي رغم وجود المرضى والأطفال، في الوقت الذي تشتكي فيه إدارة المخيم من قلة المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية، فيما باشرت اعمال التوسيع داخل المخيم تمهيدا لاستقبال اعداد إضافية خلال الفترة القادمة.

أحمد العواد من اللاجئين الجدد في المخيم أفاد الحل السوري “غالبية الناس الذين وصلوا سلكوا طرق التهريب بحيث دفع سكان المناطق القريبة من الحدود السورية 200 دولار عن كل شخص، فيما دفع سكان المناطق البعيدة نسبيا مبلغ 400 دولار عن الشخص، أنا شخصياً لم أدفع شيئا واضطررت إلى المشي على قدمي كحال غالبية الفقراء، واضررت إلى ترك والديَ خلفي ذلك أنهما لا يستطيعان المشي ابداً ولا إمكانية لنقلهما بواسطة السيارات بسبب إجراءات داعش الأمنية”.

العواد أشار إلى “وجود مغامرة كبيرة في إقدام المدنيين على الخروج عبر طرق التهريب، ذلك أن المهرب معرض لقطع الرأس فوراً إذا ما تعرض للاعتقال، عدا المصير المجهول للمدنيين الخارجين معه، كما توجد الكثير من الألغام على أطراف المدن وعلى امتداد الطريق وصولاً إلى الحدود السورية، ولكن لا مفر أمام الناس سوى المغامرة، والكثير من الناس باعت كل ما تملك أملاً في الوصول إلى الحدود السورية”.

اللاجئ سعد الجابر(من أهالي الذيبان) قال للحل السوري، “غالبية من كانوا من الموظفين أو المنتسبين سابقاً إلى أجهزة الدولة العراقية خرجوا في البداية من الموصل ومن الأقضية التابعة لها خشية من عمليات الإعدام والقصاص التي تمت بحق العديد قبلهم، ولكن حالياً ومع انطلاق عملية الموصل تكاد أقضية وبلدات مثل البعاج والذيبان والقرى القريبة من شنغال تصبح خالية تماما؛ خشية من العمليات العسكرية وهربا من سيطرة داعش”.

الجابر أردف قائلاً ” قضينا 7 أيام على حاجز رجم صليبه (الفاصل بين مناطق #داعش ومناطق #الإدارة_الذاتية) قبل السماح لنا بالدخول ومن ثم الوصول إلى هنا”، منوهاً إلى “وجود الآلاف يفترشون العراء هناك تحت رحمة قصف داعش لحين السماح لهم بالعبور من الحاجز” وفق قوله.

غزوان حازم من أهالي (قضاء البعاج غرب الموصل) قال للحل السوري “أوضاع المخيم جيدة من حيث الطعام والماء كما أنه قد تم توزيع السلات الغذائية اليوم، لكننا نعاني من نقص في البطانيات والأغطية كما أنه لم يتم توزيع أية ملابس شتوية حتى الآن رغم تغيير الطقس وبرودته منذ مدة “.

من جانبها أكدت بيريفان حسين (مديرة العلاقات في مخيم الهول) “وصول حوالي 1500 لاجئ عراقي منذ بدء حملة الموصل خلال الأسبوع الماضي” مشيرة إلى” قلة الخدمات التي تقدمها المنظمات الإنسانية الدولية، ذلك أن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لم تباشر العمل في المخيم إلا خلال الأسبوع الماضي، في حين بدء توافد اللاجئين إلى المخيم منذ عدة أشهر دون أن تقدم أية مساعدة حينها، في حين اقتصرت المساعدة المحدودة من جانب ثلاث منظمات فقط هي منظمة روجافا للإغاثة والـ ARD ومنظمة الـ ميرسي كور”.

وأوضحت حسين أن غالبية اللاجئين يصلون عبر حاجز رجم الصليبه ( شمالي شرقي الشدادي) بعد خضوعهم إلى عمليات تفتيش دقيقة من قبل العناصر الأمنية والعسكرية هناك، ولم يصدف حتى الآن أن تم اكتشاف أحد من عناصر داعش من بين الداخلين إلى المخيم”.

وقد باشرت أليات تحت إشراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتجهيز أرضية المخيم وتعبيدها بالحجر المكسر تمهيدا لنصب خيم جديدة فيها بحسب ما أكده أحمد يوسف (سائق لأحد الشاحنات) بالقول “منذ صباح اليوم ونحن نقوم بنقل حمولات من الحجر المكسر إلى المخيم تمهيد الفرش أرضيته ونصب خيم جديدة”.

وكان التحالف الدولي لمحاربة داعش قد اطلق قبل أربعة أيام، عملية للسيطرة على مدينة الموصل وإخراج تنظيم الدولة منها، حيث بدأ الهجوم من ثلاثة اتجاهات ( الشرق والشمال والجنوب) في حين لا تزال الجهة الغربية من المدينة والتي تقابل الحدود السورية مفتوحة أمام مقاتلي داعش للانتقال إلى المناطق السورية، التي تستقبل الالاف من اللاجئين هرباً من المعارك ومن سيطرة داعش.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.