حمزة فراتي

ركز طيران #التحالف_الدولي في محاربته لتنظيم الدولة الإسلامية #داعش على ضرب مصادر التمويل التي يعتمد عليها الأخير ويعدها عصباً وأساساً يستند إليه، حيث تعد تجارة النفط من المصادر الأساسية التي يجني منها التنظيم ملايين الدولارات ويستخدمها في نشاطاته العسكرية والمدنية، والتي يدفع منها دخولاً شهريةً مرتفعة لمقاتليه، حيث أصبحت جميع الحقول والمنشآت النفطية التي يسيطر عليها الهدف الأول لطيران التحالف الدولي.

منذ أن تشكل التحالف وبدأ بطلعاته الجوية على مناطق سيطرة التنظيم بدير الزور، افتتحها بتدمير معظم مصافي النفط الكهربائية المنتشرة ببادية ريف #دير_الزور، حيث كافة تلك المصافي أصبحت أملاكاً للتنظيم الذي بدأ بالاستيلاء عليها منذ بداية سيطرته على المنطقة، كون أغلبها كانت تعود لفصائل معارضة له كجبهة النصرة و #أحرار_الشام ، بحسب إفادة محمد النايف من ريف دير الزور(مهندس نفط سابق في حقل العمر) لموقع الحل، مشيراً إلى أهمية تلك المصافي التي تعد الأساس في عملية تكرير النفط وفرزه.

السيطرة على الحقول

يتابع المصدر، أن التنظيم يسيطر على كافة حقول #النفط و #الغاز بدير الزور، والتي يبلغ تعدادها 8 متمثلة بحقل العمر النفطي (شركة الفرات النفطية) 15 كم شرقي بلدة البصيرة، وحقل التنك الواقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، وحقل الورد الواقع بالقرب من قرية الدوير بالريف الشرقي أيضاً، إضافة لحقل التيم 10 كم بالقرب من مدينة موحسن جنوب مدينة دير الزور، وحقل الجفرة 25 كم شرق مدينة دير الزور، ومعمل غاز كونيكو، ومحطة نفط الخراطة 20 كم غرب مدينة دير الزور، ومحطة T2 وهي محطة تقع على خط النفط العراقي السوري، مبيناً أن منتوج هذه الحقول كان يشكل أكثر من الثلث أي النسبة الأكبر مما تنتجه كافة الحقول والمنشآت التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، على حد قوله.

تأثير القصف على إنتاج الحقول وانعكاسه على المنطقة

أضاف النايف، بأن الاستهداف المتكرر لطيران التحالف الدولي إضافة للطيران الحربي الروسي للمنشآت والحقول النفطية بدير الزور أدى إلى تراجع ملحوظ في مقدرة التنظيم على إنتاج النفط، إذ تراجع الإنتاج بنسبة (35) % عمّا كان قبل القصف، وخصوصاً في حقول: “العمر، التنك” النفطيين اللذان بلغ إنتاجهما (13 و 11) ألف برميل يومياً على التوالي، وانخفض إلى (9 و 7.5) آلاف برميل، وفي فترة اشتداد القصف الجوي إلى (5.5 و 4) آلاف برميل.

كما أحدثت ضربات الطيران الحربي ضرراً في بعض مفاصل حقول النفط والغاز (التنك، الورد، العمر، كونيكو)، خصوصاً حقل العمر النفطي، ومعمل غاز كونيكو، ولا يتوفر لدى التنظيم الخبرات اللازمة لإصلاح الضرر الذي سببته الغارات.

كما تراجع أيضاً مستوى العمل في تكرير النفط، مما انعكس سلباً على المستوى المعيشي للسكان العاملين في قطاع النفط، وأدى إلى ارتفاع في أسعار المشتقات النفطية في مناطق سيطرة التنظيم وخارجها، ما جعل التنظيم ينقل كميات من النفط العراقي إلى الأراضي السورية لتغطية احتياجات السوق المحلي في مناطق سيطرته في سوريا، على حد قوله.

البدائل التي اتبعها التنظيم

وأوضح صالح خليفة (من سكان ريف ديرالزور) لموقع الحل ، أن التنظيم استطاع أن يتلافى النقص بإنتاج النفط نتيجة القصف المتكرر بإيجاد حلول وبدائل عدة منها رفع الضرائب حيث توفّر منظومة الضرائب والرسوم المفروضة على السكان، وقطاع الأعمال التجارية غير النفطية، مجالاً واسعاً لتعويض فاقد الإيرادات في قطاع النفط، حيث عمل التنظيم على رفع الرسوم الجمركية المفروضة على شحنات العبور ورفع نسبة الضرائب الأخرى بما فيها ضريبة الزكاة إلى نسبة (10)% تحت ذريعة ظرف الحروب التي يخوضها التنظيم.

كما قام بتخفيض الرواتب، حيث عمل على خفض الإنفاق على مقاتليه وعائلاتهم، إذ استثنى أسطوانات الغاز من المعونات التي يقدمها لمقاتليه، بالإضافة لتخفيض مستحقاتهم المالية الشهرية، حيث أصبح راتب المقاتل الأعزب 50 دولاراً أمريكياً بينما المتزوج 100 دولار فقط.

وبحث التنظيم عن موارد جديدة من خلال تقديم بعض الخدمات كطرح الأفران للاستثمار، أو محاولة السيطرة على طرق بديلة لتسهل تحركات التنظيم، كمحاولته السيطرة على مدينة دير الزور، على حد قوله.

مدى تأثير ضربات التحالف على التنظيم

ركزت ضربات التحالف على تقويض الموارد النفطية للتنظيم، لكن دون أن تؤثر على موارده غير النفطية، والتي يمكنه من خلالها تعويض جزء مما يفقده جراء استهداف قطاع النفط، كما “لا يجدي فرض العقوبات الاقتصادية على الأطراف والجهات التي تتعامل معه دون أن تكون هذه الأطراف ملتزمة بجدية بعدم التعامل، ولطالما لايزال التنظيم يتحكم بموارد اقتصادية متنوعة وغنية فإنه قادر على التعويض والاستمرار في دعم أنشطته العسكرية والمدنية” يختتم المصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.