كيف يتواصل المدنيون في دير الزور؟ من يفتح الخطوط ومن يقطعها؟

كيف يتواصل المدنيون في دير الزور؟ من يفتح الخطوط ومن يقطعها؟

حمزة فراتي
لاتزال الاتصالات الأرضية متوقفة عن العمل بين أجزاء محافظة #دير_الزور المقسمة بين تنظيم الدولة الإسلامية #داعش من جهة، وبين قوات النظام من جهة أخرى، فمعظم المقاسم المسيرة لعمل تلك الاتصالات، قد أُخرجت عن الخدمة، إما نتيجة قصف قد تعرضت له، أو لإيقافها وتحديد عملها ضمن مناطق معينة لأسباب أمنية.

الاتصالات في أحياء النظام بالمدينة

 تقوم مؤسسة البريد والاتصالات بقطع الهواتف الأرضية بشكل يومي ولساعات طويلة ضمن أحياء سيطرة النظام، حيث تعمل الهواتف الأرضية ضمن أحياء #الجورة و #القصور و #الموظفين و #هرابش فقط، ولا تعمل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة التنظيم، وكذلك لا تعمل بين مناطق سيطرة النظام بدير الزور وبين المحافظات الأخرى، فهي توقف عمل الصفر بالهواتف الأرضية، بحسب رائد العيسى من سكان حي الجورة بدير الزور وموظف سابق في البريد.

حيث أشار أيضاً إلى أن مشكلة الاتصالات اللاسلكية توقفت لفترات طويلة عن العمل بما تجاوز سنتين، وذلك خلال فترة سيطرة التنظيم على طريق #دمشق #دير_الزور، حيث يقوم الأخير دائماً بقطع الكبل الضوئي الممتد على طول الطريق في منطقة الشولا ويرفض التفاوض مع النظام لإصلاحه، ما دفع بالأخير إلى إيجاد حلول بديلة حيث قام بتركيب صحون فضائية فوق بريد الجورة لإعادة تشغيل خطوط الجوالات والإنترنت للجوالات وذلك عن طريق الربط الفضائي من القمر الصناعي الروسي أكسبريس، على حد قوله .

الاتصالات في أحياء سيطرة التنظيم بالمدينة

يقول الناشط معتز خالد (من أحياء سيطرة التنظيم بالمدينة) لموقع الحل، إن الاتصالات الأرضية مقطوعةٌ منذ أكثر من عامين، “ولا نستطيع من خلالها التواصل مع باقي أحياء المدينة، وخاصة أحياء سيطرة النظام لأن كافة المقاسم مدمرة نتيجة تعرضها للقصف، وأحياناً نستطيع التقاط شبكة الإنترنت (2 جي) على الأجهزة الخليوية من أبراج الاتصالات المجاورة لنا في أحياء سيطرة النظام، ولكنها بطيئة، فالتنظيم يعتقل كل شخص يقوم باستخدام شبكة الاتصالات النظامية بتهمة التواصل معهم، فنستعيض عنها بالأنترنت الفضائي، والذي جعله التنظيم خلال الفترة الأخيرة مورد رزق له، حيث يشتكي الأهالي من ارتفاع كلفة هذا النوع من الاتصالات، فكلّ 100 ميغا بمئة #ليرة_سورية، و200 ميغا ب450 ليرة، وعلى الرغم من ارتفاع هذه التسعيرة، فإن حوالي 90% من الأهالي يستخدمونها لأنها وسيلة التواصل الوحيدة مع أبنائهم أو أقاربهم في الخارج، إلى جانب ذلك يفرض التنظيم رقابةً مشدّدةً على مستخدمي الإنترنت”.

ولفت المصدر إلى أن التنظيم يقوم بمنع مرتادي المقاهي سواء من العامة أو من عناصره من استخدام الفايبر والتويتر والفيس بوك، سوى تطبيق الواتس آب، وأي مخالف يعرض نفسه للمسائلة والمحاسبة، كما حدث مع شاب من حي العمال أعدمه التنظيم بتهمة التخابر، بعد اعتقاله من قبل الأمنين في المقهى بداخل الحي نفسه، أثناء تصفحه حساب الفيس بوك، وفتحه لصفحة موالية للنظام.

الاتصالات في مناطق سيطرة التنظيم بالريف

الاتصالات الأرضية في مناطق سيطرة التنظيم بريف دير الزور الشرقي، غالبيتها تعمل بشكل نظامي، لكن كل مقسم مخصص لمنطقته فقط والمنطقة القريبة منها، فقرية البوليل يستطيع سكانها الاتصال بالهاتف الأرضي على مدينة #موحسن القريبة منهم بينما لا يستطيعون الاتصال على مدينة الميادين، لأن التنظيم حدد عمل كل مقسم بالقرية أو المدينة التي يكون بها، والمناطق القريبة جداً منه، بحسب أسامة الخليف ( من سكان الريف الشرقي)، “التنظيم يراقب الاتصالات الأرضية، كون البريد الرئيسي في المنطقة تحت إشراف عناصره الأمنين”.

وأضاف إن “بعض الأهالي يستخدمون شبكة الاتصالات النظامية للتواصل مع أقربائهم في الخارج، كون البعض لا يملكون مالاً كافياً يخولهم التواصل عبر المقهى، ولكن يتم ذلك سراً بعيداً عن أعين عناصر التنظيم حيث تتوافر تغطية ضعيفة في مناطق معينة بالبادية إذ يستطيع الشخص إرسال واستقبال رسائل نصية، أو يتكمن من إجراء مكالمة صوتية بصعوبة بالغة، وقد يكون عرضة لقصف من قبل طيران #التحالف_الدولي، كما حدث مع شاب من قرية الزباري حيث تم استهدافه من قبل الأخير، أثناء تواجده في منطقة مرتفعة بالبادية القريبة من قريته، أثناء قيامه وزوجته بإجراء مكالمة صوتية مع قريب لهم بالخارج، حيث يعتقد التحالف أنهم عناصر من التنظيم” على حد تعبيره.

خطوط عراقية بديلة عن الاتصالات السورية في مدينة البوكمال

يقول عمران فجر من مدينة البوكمال لموقع الحل، إن قسماً من أهالي المدينة ونسبة معينة من ريفها، يستخدمون الخطوط العراقية بعد توقف الاتصالات الأرضية واللاسلكية عن المنطقة، حيث خصصت مراكز معنية ببيع وتفعيل تلك الخطوط التابعة للتنظيم، حيث وصل سعر الخط الواحد إلى 3500 ليرة سورية، ولكن يتم أخذ معلومات وبيانات من يقوم بشراء أي خط، من قبل أمنيي التنظيم، حيث تتم دراسة مفصلة عن ذلك الشخص، الأمر الذي دفع بنسبة لابأس بها من أهالي المنطقة من الامتناع عن استخدامها والاستعاضة عنها بمقاهي الإنترنت المتواجدة في المدينة والتي تقتصر على مكالمات واتس آب فقط. يختتم المصدر.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.