حمزة فراتي

لم تكتمل فرحة مدنيي ريف #دير_الزور الشرقي (خط الشامية) القابعين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية #قسد في خط الجزيرة شرقي نهر الفرات بخروج مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية #داعش من مناطقهم وتحقيق حلم العودة إلى منازلهم، فقوات النظام والقوات المساندة تمنع عودتهم حتى الآن، بحجة تأمين المنطقة من مخلفات التنظيم من جنب وتهديدات فلول الأخير الذي مايزال يشكل قلقاً لتلك المناطق من جنب آخر.

يقول الحاج أبو خالد (من بلدة سعلو نازح في مدينة البصيرة الخاضعة لسيطرة قسد) في حديث لموقع الحل، إننا لانزال ننتظر الفرج بالعودة إلى منازلنا والتي يفصلنا عنها النهر فقط، حيث تمنعنا قوات النظام من ذلك، “بسبب أن العوائل التي ليس لديها شبان يمنع عودتها في الوقت الراهن” وفق قوله.

وأضاف الحاج، إن تعداد العوائل التي سُمح لها بالرجوع إلى البلدة خلال الشهر الجاري بلغ نحو32 عائلة، ولازال العدد في تزايد ولفت إلى أن الشرط الأساسي للعودة حالياً، هو أن يتقدم أحد أبناء العائلة بطلب للعودة شريطة أن يكون منتمياً إلى الدفاع الوطني.

وعن أوضاعهم الحالية في مدينة البصيرة يتابع قائلاً “إننا نعيش في منزل صغير مع ثلاث عوائل نازحة أيضاً، نعاني من مسألة الازدحام لكن مقارنة مع الحياة في مخيمات النزوح نحن بألف نعمة، لكن نخشى أن يطول الحال بنا أكثر” على حد تعبيره.

فيما اتهم خالد العيسى (مهندس من مدينة الميادين ونازح في مدينة الشحيل) اللجنة المسؤولة عن إعادة أهالي الميادين إلى مدينتهم، بأنها السبب الرئيسي في عدم رجوع الأهالي لمنازلهم، “فهم المستفيد الأكبر من السرقات التي تحصل في المدينة، فهؤلاء لهم علاقات وطيدة مع قيادات الدفاع الوطني في المدينة والمسؤولة عن غالبية عمليات السرقة بشكل علني، فالمدعوة نسرين محمود الضويحي هي من اللجنة المسؤولة (وعضو قيادة الشعبة ومسؤول المنظمات و اللجان الشعبية) تربطها علاقة وثيقة بوائل الضويحي المسوؤل العام عن مليشيات الدفاع الوطني بالمدينة، حيث قام الأخير بإرسال أثاث لمنزلها الكائن في حي القصور بمدينة دير الزور، في الوقت الذي يمنع فيه المدنيون الذي سمح لهم بزيارة منازلهم من إخراج أي شيء حتى وإن كان صغيراً” على حد وصفه.

يتابع العيسى، لقد عاد جميع الموظفين تقريباً وعدد لا بأس به من المدنيين من سكان الريف الواقع ما بين دير الزور وحي الشهداء (البلعوم) إلى مدنهم و قُراهم وكذلك الريف الواقع ما بين العشارة والبو كمال ، حيث تم تشغيل أحد الأفران بداخل مدينة البو كمال ومحطة الري أيضاً، و بدأت المرافق الحكومية و الخدمية بالعودة الى العمل تدريجياً.

فيما لايزال سكان مدينة الميادين إضافة لسكان مدينة العشارة و القورية ومحكان ممنوعين من العودة، رغم أن قوات النظام دخلت هذه المدن قبل البوكمال بنحو شهرين وأن مدينة الميادين أكثر المدن تضرراً نتيجة السرقة العلنية، على حد تعبيره.

ولفت العيسى إلى أن المدنيين الذين سمح لهم بزيارة منازلهم تم ذلك بموجب موافقة أمنية من اللجنة المسؤولة، وعبر باص حكومي، حيث يمنع المدنيين من الدخول بسياراتهم الخاصة، على حد قوله.

وتحدث العيسى عن معاناته مع أفراد عائلته، بأنه لايملك مصدر رزق ثابت في الوقت الحالي حيث يعمل بعض الأحيان في تعبئة الخضار والفواكه في سوق المدينة، ليؤمن وجبة طعام تسد رمق أطفال وزوجته، فهم يأملون بالعودة إلى منزلهم والخلاص من الغرفة الصغيرة التي يقطنونها الآن.

من جهته، قال أحمد السليمان، أحد النازحين العائدين من مخيم السد إلى بلدة الجرذي في ريف دير الزور الشرقي والخاضعة لسيطرة #قسد، في حديث لموقع الحل “لا أعلم ماذا نقول، إننا ننزح من مأساة إلى أخرى، هربنا في بداية المعارك إلى العراء والجوع، واليوم هربنا من العراء والبرد والخيام إلى بلدة الجرذي المقابلة تماماً لمدينتي القورية حيث يفصلهما النهر، والآن تمنعنا قوات النظام من الرجوع إليها، لأسباب واهية، لكي تستمر عمليات السرقة والتعفيش التي يقومون بها”.

وتابع “إن الوضع في بلدة درنج سيء للغاية أيضاً، فلا خدمات فيها من كهرباء وماء، ويضطر بعضهم للسير عدة كيلومترات للحصول على ماء للشرب والغسيل من النهر”، لافتاً إلى أنّ “هناك معاناة إضافية كبيرة وهي عدم وجود نقاط طبية أو صيدليات، حيث يضطر الأهالي لنقل المريض إلى مشافي مدينة #الحسكة من أجل العلاج”.

وحال مريم الخليفة (من سكان مدينة العشارة ونازحة مع عائلتها في قرية الطيانة الخاضعة لسيطرة قسد أيضاً) لايختلف عن سابقيها، حيث تقف مريم على ضفة النهر وترى منزلها في الطرف المقابل وقد أصبح مقراً للمليشيات الموالية للنظام، فهي زوجة لمقاتل سابق في الجيش الحر قٌتل أثناء دخول تنظيم #داعش للمنطقة.

تقول مريم “لا يسعني الرجوع إلى المدينة حتى وإن سمحوا لي بذلك، فلن أغامر وأعرض نفسي وبناتي للتهلكة، فهذا النظام لاعهد له ولا ميثاق، فقد كتب علينا أن نكمل بقية حياتنا نازحين بداخل بلدنا إلى أن يصلنا الفرج” تختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.