نشرت صحيفة بلومبيرغ مقالاً للكاتب آندرو باردن تناول فيه الهجمة الثلاثية على #سوريا في ردّ دولي على استخدام الأسد للسلاح الكيميائي فكتب:

بعد ساعات من سقوط أكثر من 100 صاروخ كروز على سوريا، ظهر الرئيس الأسد عبر بوابات قصره مرتدياً بدله سوداء وربطة عنق. وفي تصريحاته الأولى بعد الهجوم على بلاده قال: “هذا العدوان لن يؤدي إلا إلى زيادة تصميم سوريا”.

ويرى المقال أنه وبالرغم من تدمير الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا مواقع عسكرية ومراكز بحوث مرتبطة بالأسلحة الكيميائية، إلا أنه لم يؤدي إلى تدمير قدرة الأسد على شن الحرب، كما أنه لم يستهدف المقاتلين الروس والإيرانيين وحزب الله الذين يدعمونه.

وقد أكد الهجوم أن قوات الناتو لن تتسامح مع استخدام السلاح الكيميائي، لكنه أيضاُ أكد أن الأسد في موقع آمن كما أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من خلال قولها: “الضربة لم تكن من أجل تغيير النظام”.

ويرى الكاتب أنه ما لم يتخذ التحالف خطوة جادة من حيث زيادة عدد الضربات وتوسيع حجمها فإنها لن تجدي في وضع حد للأسد، ولا مؤشرات على حدوث ذلك الآن. فهو بحكم المنتصر في حربه ويمكن لداعميه في التحالف الثلاثي العودة لمتابعة أهدافهم السياسية.

ويضيف أن طبيب العيون السابق الذي حكمت عائلته سوريا لنصف قرن قد ترأس الحرب التي أدت إلى مقتل حوالي 50000 شخص وأجبرت الملايين على ترك منازلهم، وهو حر طليق يواصل السير في قصره الرئاسي.

وبحسب الفريق الإخباري للصحيفة في واشنطن، فإن المدمرة الأمريكية وينستون تشرشل انطلقت بقوة نحو البحر المتوسط لتنضم إلى المدمرة دونالد كوك والمحملتان بما يصل إلى 90 صاروخاً من نوع توماهوك، وهو السلاح الرئيسي المستخدم في ضربات يوم الجمعة، إلا أنه لم تطلق أية سفينة منهما رصاصة واحدة. إنما كانتا جزءاً من خطة تهدف لتشتيت سوريا وحليفتها روسيا.

وبحسب المقال، استنكر بوتين الضربات واصفاً إياها بالعمل العدواني، لكنه لم يشير إلى أية نية بالرد المحتمل. كما لم تصرح وزارة الدفاع الروسية عن وقوع أية إصابات سواء في سوريا أو روسيا أو أية أضرار جسيمة وقعت. وبالنسبة لبوتين، لم تكن النتائج سيئة، خاصة وأن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و #فرنسا قد أشارت إلى أنهم وصلوا إلى حدود طموحاتهم العسكرية في سوريا حتى الآن _ على الأقل .

وبحسب المقال، أصرت ماي على أنها كانت محقة في توجيه ضربة جوية ضد منشآت السلاح الكيميائي السوري بدون الحصول على تأييد أعضاء البرلمان، حيث اتهمها المعارضون بأنها تعمل بتوجيهات من الرئيس دونالد #ترامب. ما اضطرها لمواجهة معارضيها في البرلمان.

وأفادت الصحيفة أن هجمة يوم الجمعة تضمنت الاستخدام الأول لصاروخ كروز الجديد الذي أطلقته شركة لوكهيد مارتن المتميز بانخفاض مساحة مقطعه العرضي ما يجعله صعب الكشف عبر الرادار، وهو مصمم لاختراق أراضي العدو لمسافة 200 ميل.

وأكد المقال أن الأسهم ارتفعت في الأسواق العربية مع تلاشي خطر المواجهة العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا.

وأخيراً.. عندما أعلن ترامب إتمام المهمة يوم السبت، أثار بذلك مقارنات مع ما صرّح به جورج دبليو بوش عندما سخر منه الكثير في أيار من العام 2003 بشأن حرب العراق. حيث تحدث من على سطح حاملة طائرات معلناً نهاية العمليات العسكرية الأمريكية في العراق بعد شهرين من غزوها. واليوم، وبعد خمسة عشر عاماً من ذلك الإعلان، لا يزال الجيش الأمريكي موجوداً في العراق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.