صحيفة فرنسية: الحرب السرية بين فرنسا وإيران تظهر للعلن

صحيفة فرنسية: الحرب السرية بين فرنسا وإيران تظهر للعلن

نشرت صحيفة الأوبزرفاتور الفرنسية تقريراً عن الحرب السرية المحتدمة منذ شهور بين باريس وطهران، والتي بدأت تتوضح معالمها اليوم. حيث يكشف التقرير عن تمكن السلطات الفرنسية من تفكيك خلية إيرانية وتجميد الأصول المالية لعدة أشخاص يترأسهم “جاسوس طهران في أوربا” المدعو أسد الله أسدي الذي خطط لهجومٍ إرهابي في مدينة فيلبينت بالقرب من باريس في شهر حزيران الماضي والذي كان سيذهب ضحيته المئات من الأبرياء.

حيث تم تجميد الأصول المالية لكل من أسد الله أسدي وسعيد هاشمي موغادام بالإضافة لبعض من يعمل في وزارة المخابرات الإيرانية. في الوقت الذي صرح فيه مصدر دبلوماسي فرنسي بأن وزارة المخابرات الإيرانية تقف وراء العمل الإرهابي الذي تم إحباطه في الثلاثين من شهر حزيران الماضي والذي استهدف تجمع للمعارضة الإيرانية في المدينة المذكورة.
ويبين التقرير بأن السلطات البلجيكية قد قامت، بناءاً على معلومات قدمها لها جهاز الموساد الإسرائيلي، بتوقيف سيارة مرسيدس في الثلاثين من شهر حزيران الماضي. وقد كان في داخلها زوجان بلجيكيان من أصول إيرانية، حيث تم ضبط مواد قوية الانفجار من نوع TATP مع صاعقة تفجير في حقيبة السيدة. ليعترف الرجل وزوجته فيما بعد بأن هدفهما كان تفجير مقر اجتماع لمجموعة معارضة إيرانية تدعى “مجاهدو الشعب” في مدينة فيلبينت.

وقد كان من المفترض أن يحضر هذا الاجتماع مجموعة من الشخصيات الهامة من ضمنها بيرنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي السابق واستيفان هاربر رئيس الوزراء الكندي السابق ورودولف جولياني عمدة مدينة نيويورك السابق والمحامي الحالي لدونالد ترامب. وقد كان الغرض من هذا الاجتماع التحضير لمظاهرات استنكار للجولة الأوربية للرئيس الإيراني روحاني والتي تبدأ في اليوم التالي للاجتماع. وأضاف الزوجان بأن المواد المتفجرة قد أعطيت لهما في صباح اليوم ذاته في لوكسمبورغ من قبل أسد الله أسدي، وهو دبلوماسي في السفارة الإيرانية في فيينا.

وبذلك تم تعميم المعلومة على كافة أجهزة المخابرات الأوربية التي تعمل على مكافحة التجسس والتي تعتبر فيينا ومنذ زمنٍ طويل مركزاً للتجسس الإيراني في أوربا وتعتبر كذلك أسد الله أسدي زعيم العمليات السرية الإيرانية في القارة العجوز. ليتم بعد بضعة أيام القبض على أسدي الذي كان في إجازة في ألمانيا. وباءت كل محاولات طهران بإطلاق سراح أسدي بحجة الحصانة الدبلوماسية بالفشل. فقد اعتبر القضاء الألماني أن أسدي لم يعد محمياً عندما تم اعتقاله في بلد لم يكن معتمداً فيه كدبلوماسي. وبذلك وافقت ألمانيا يوم الاثنين الماضي على تسليمه إلى بلجيكا حيث يجب محاكمته بجرم محاولة الهجوم الإرهابي على مدينة فيلبينت الفرنسية.

ويكشف التقرير بأن السلطات الفرنسية قد نفّذت عملية يوم الثلاثاء في الثاني من شهر تشرين الأول الحالي, في إطار مكافحة الإرهاب، في مدينة غراند سنيث في شمال البلاد ضد جمعية شيعية تدعى مركز زهرة فرنسا. حيث تؤكد الأوبزرفاتور بأن هذه العملية على صلة مباشرة بالعمل الإرهابي الذي تم إحباطه في مدينة فيلبينت قرب باريس. وقد تم اعتقال أحد عشر شخصاً ضمن هذه العملية التي وصفتها السلطات الفرنسية بأنها جزء من مكافحة الإرهاب معتبرة أنشطة مركز زهرة باريس داعمة لعدة منظمات إرهابية تعمل لصالح حركات تدعو إلى أفكار تناقض قيم الجمهورية الفرنسية.

وتختم الأوبزرفاتور تقريرها بالقول بأن هذه القضية تأتي اليوم في أسوء توقيت حيث تحاول فرنسا إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بعد أن انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية منها. حيث برر دونالد ترامب انسحابه بأن تنفيذ هذا الاتفاق سيمنح إيران المليارات من الدولارات مما يمكنها من رعاية الإرهاب في العالم. وهي حجة لها وزنها اليوم!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.