تقف الحكومة في سوريا بكافة مؤسساتها عاجزة أمام فوضى الأسعار التي تعاني منها الأسواق السورية، فضلا عن الغلاء الفاحش الذي شمل كافة السلع الأساسية والمواد الغذائية، لا سيما مع قدوم شهر رمضان.

حلول ترقيعية

وفي ظل عجز حكومة دمشق عن ضبط أسعار المواد الأساسية، ولجوئها إلى “الحلول الترقيعية“، أعلنت المؤسسة السورية للتجارة، أنها ستوفر العديد من المواد الأساسية في صالاتها بأسعار منافسة للسوق، وذلك خلال شهر رمضان المقبل.

وأوضح المدير العام للسورية للتجارة زياد هزاع، أن المؤسسة أضافت مادة البرغل وبسعر 4 آلاف ليرة سورية للكيلو الواحد.

وقال في تصريحات نقلتها صفحة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الثلاثاء، إن: “الصالات ستوفر تشكيلة سلعية متنوعة في رمضان وبأسعار تنافسية من المنتج والمزارع مباشرة الى المستهلك وبدون وجود حلقات وسيطة ومنها الفروج المجمد وبقية انواع اللحوم والخضار ..إضافة الى وجود تشكيلة اضافية من السلل الغذائية على مستوى الفروع الرئيسية“.

وبحسب ما أكد معاون المدير العام للسورية للتجارة الياس ماشطة ، فسيتم بيع مادة البرغل عن طريق البطاقة الذكية وبموجب رسالة، موضحا أن عدد البطاقات المسجلة لدى السورية للتجارة  تجاوز الـ 4 ملايين و 70 ألف عائلة .

قد يهمك: زيادة جديدة على الرسوم المالية في سوريا

وقال في تصريحات لموقع “سيريانديز” المحلي، إن “المؤسسة أنهت كامل العقود المتفق عليها بشأن البطاطا، وتم توزيعها في الصالات ليبدأ بيعها، بسعر قدره 2000 ليرة سورية و بهامش ربح قدره 100 ليرة“.

واشار ماشطة في  إلى أن “التحضيرات لشهر رمضان المبارك تشمل أيضا زيادة كميات الزيت المباعة عبر الرسائل” حسب قوله.

وتطلق حكومة دمشق هذه الوعود بينما تشهد الأسواق ارتفاعا غير مسبوق بكافة أسعار السلع والمواد الغذائية.

ارتفاع أسعار البرغل

وسجلت الأسواق أسعار غير مسبوقة لمادة البرغل، حيث وصل سعر الكيلو الواحد إلى خمسة آلاف ليرة سورية، متأثرا بتداعيات الغزر الروسي لأوكرانيا.

ويرى أنس قلعه جي وهو صاحب متجر لبيع المواد الغذائية في حلب، أن غياب الرقابة الحقيقية والتدخل الحكومي الإيجابي في الأسواق، جعل أمر الاحتكار والتحكم بالأسعار أمر غاية في السهولة.

وقال قلعه جي في اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “كل تاجر يعمل على مزاجه، لا رقابة ولا تدخل حكومي إيجابي، هذه هي البيئة المناسبة لنشر فوضى الأسواق، لا سيما في ظل تأثر بعض المواد فعلا بالحرب، لكن الحرب أصبحت شماعة لنقص كل شيء“.

 ويضيف: “أذهب يوميا إلى أسواق الجملة، البضاعة مختفية، يبدو أن بعض التجار لجأوا إلى التخزين مع اقتراب شهر رمضان، وفي حال استمرار الوضع هكذا، بالتأكيد سيكون هناك قفزة جديدة للأسعار في رمضان“.

تأثيرات الغزو الروسي لأوكرانيا على اقتصاد سوريا

ووصلت أصداء الحرب التي شنتها روسيا، بقوة إلى الاقتصادي السوري، لاسيما وأن دمشق ربطت اقتصاد البلاد وموارده الحيوية بروسيا من خلال بيعها وتسليمها ما تبقى من سيادتها على الأرض، فضلا من بيع للموانئ الحيوية والتي كانت تمتلكها سوريا، بعد إبرام عشرات الاتفاقيات التي تعتبر مجحفة بحق الشعب السوري كبيع الموارد الطبيعية للروس، ومنحهم أحقية استخراج النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية بعقود تصل لعشرات السنين.

وفي ظل العقوبات التي تتلاحق على روسيا من قبل الدول الأوروبية ودول أخرى، ستزيد هذه العقوبات من عزلة حكومة دمشق وسيزيد الوضع الاقتصادي سوءا في سوريا، حيث أن الفتات الذي كان يدعم به الروس حكومة دمشق من أموال ومواد أساسية مقابل ما باعته حكومة دمشق لها، سيجف أكثر بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبعيدا عن الغزو الروسي لأوكرانيا، شهد العام الحالي وخاصة بعد إلغاء الدعم في مطلع شباط/فبراير الماضي، ازديادا جنونيا في أسعار المواد في سوريا، ترافق مع فقدان بعضها بشكل جزئي أو كامل من السوق، كمادة الزيت.

اقرأ أيضا: أسعار خاصة للبندورة في دمشق.. ما الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.