كيف علق أهالي الغوطة على إعلان النظام عودتهم الى حياتهم «الطبيعية»؟

كيف علق أهالي الغوطة على إعلان النظام عودتهم الى حياتهم «الطبيعية»؟

ورد مارديني – موقع الحل

حياة جديدة يعيشها سكان الغوطة الشرقية بعد عودة شبكات الكهرباء والماء للعمل، فضلاً عن عودتهم للطبخ والتدفئة على الغاز بدلاً من الحطب، الذي أنهكهم خلال سنوات #الحصار التي فرضها النظام عليهم لمدة ستة أعوام.

أم أحمد من مدينة حمورية في #الغوطة_الشرقية، قالت لموقع الحل إن “الكهرباء نعمة كبيرة فقدناها لسنوات جراء حصار النظام لنا، وعلى الرغم من أنها تأتينا بشكل متقطع، إلا أنها تخفف علينا كثيراً من الأعباء اليومية، فالغسيل اليدوي خلال الحصار أتعبني وسبب لي التهاباً حاداً في الأعصاب، أما الآن فأصبح الغسيل لا يستغرق مني إلا كبسة زر”.
بالمقابل، قالت أم سمير، من بلدة حران العواميد، في منطقة المرج جنوبي الغوطة، لموقع الحل، إن “الكهرباء لم تصل للشارع الذي أسكن فيه، رغم مضي أكثر من ستة أشهر على سيطرة النظام للمنطقة، وأغلب الخدمات تتركز في الشوارع الرئيسية، بعيداً عن قرانا، وأحيائنا”، منوهة أن “العديد من الخدمات لم تصلنا بعد، وما زلت أشعر وكأنني محاصرة، والأصعب أننا نرى التقصير بأعيننا، ولا نستطيع أن نتفوه بحرف، خوفا من الاعتقال”.

من جهته أوضح أبو معتز من مدينة عربين في الغوطة الشرقية، لموقع الحل أن ” توفر المحروقات من جديد شجعني لأخرج سيارتي، التي ركنتها لسنوات في الكراج، وبدأت أنقل بها البضائع للناس الذين قرروا العودة إلى مناطقهم في الغوطة بعد نزوحهم إلى أحياء العاصمة دمشق”، لافتاً إلى أن “سعر ليتر #البنزين في الأسواق 400 ليرة سورية، فيما تخطى سعره خلال حصار النظام للغوطة أكثر من ٤٠٠٠ ليرة سورية، وهذا ما جعل العديد من السكان لركن سيارتهم جانباً، ولحسن الحظ سيارتي خرجت سليمة من الحملة #العسكرية الأخيرة للنظام على مدينتي”.

في حين اشتكى أبو عمار لموقع الحل بأن “البنزين موجود، لكن المال غير موجود لشرائه، بسبب قلة فرص العمل، في ظل سيطرة النظام، وتحكمه بلقمة عيشنا، وحتى إن وزعوا لنا المحروقات بأسعار بسيطة، لا يخلُ الأمر من الإهانات والتفتيش للطوابير التي تنتظر”.

من جانبه أوضح أبو محمد، من مدينة حرستا، في الغوطة الشرقية، لموقع الحل أن “غلاء المحروقات خلال الحصار منعني من زرع بستاني، فقد كان مرتفعاً عن مجرى النهر الذي كان يسقي معظم الأراضي الزراعية في الغوطة، لكنني الآن تمكنت من زراعتها، وسقايتها بمياه نظيفة من البئر الذي حفرته فيها منذ عشرة أعوام”، مشيراً إلى أن “أعطال الكهرباء تمنعني أحياناً من سقاية أرضي، كما أنني تعذبت كثيراً وقدمت العديد من الطلبات حتى وصلتْ الكهرباء لبستاني”.

من جهتها، لفتت أم خالد من مدينة سقبا في الغوطة الشرقية، لموقع الحل، أن “الحطب كان عنصراً أساسياً في حياتنا خلال الحصار، لأن التدفئة والطبخ يعتمدان عليه، وكان يسبب لنا الكثير من التعب لأنه يحتاج لتقطيع، وتنشيف في الشمس كي يتخلص من رطوبته، ويشتعل بسرعة”.

وأضافت “كنت أقضي ساعات لأنتهي من الطبخ، ومع توفر الغاز، أصبح الطبخ أسهل، وأتفنن به كما أريد، دون أن أفكر بكمية الطناجر التي سأفركها بعد أن تتحول إلى اللون الأسود من دخان الحطب”، منوهة أن “العديد من النساء ما زلن يطبخن على الحطب، إلا أن ابني مهاجر في السويد، وكل شهر يرسل لي مبلغاً يساعدنا، وهذا ما يسهل عليّ شراء ما أريده”.
بينما أشارت أم عمر، من بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية أن “الغاز توفر في كل مكان لكنني لم أستطع شرائه بعد لأن الأسعار ما زالت مرتفعة بالنسبة لمردودنا المادي، مما يضطرني للطبخ على الحطب”.
وكانت قوات النظام فرضت حصاراً خانقاً على الغوطة الشرقية، استمر لمدة ستة أعوام، وتمثل، بانقطاع الطرقات وغلاء الأسعار، والتحكم بدخول المواد الغذائية والطبية، فضلاً عن انقطاع شبكات الكهرباء، والمياه والاتصالات، وانتهى الحصار عقب اشتباكات بين الفصائل المعارضة وقوات النظام، أسفرت عن سيطرة الأخير على المنطقة في شهر نيسان الفائت.

الجدير بالذكر أن عدد سكان الغوطة الشرقية خلال الحصار بلغ حوالي 300 ألف مدني، تهجر منهم 67728 مدني بحسب منسقي استجابة شمال سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.