القمل يغزو مدارس ريف ديرالزور والعلاج غير متوفر

القمل يغزو مدارس ريف ديرالزور والعلاج غير متوفر

ديرالزور (الحل) – عادت ظاهرة انتشار القمل بكثرة في المدارس الابتدائية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، والمليشيات الموالية له في #ريف ديرالزور الشرقي، بعد أن خف انتشارها خلال السنوات الخمس الماضية، ويعود ذلك لمسببات عدّة وأهمها غياب النظافة عن المرافق العامة في المدارس، وانقطاع المياه لفترات طويلة، إلى جانب عدم توفر العلاج المناسب وغلاء أسعاره في حال توفره.

تقول ميساء المدرِّسة في إحدى المدارس الابتدائية في مدينة #الميادين، لموقع «الحل»، إن «ظاهرة القمل انتشرت بشكل مضاعف خلال الأشهر الثلاث الماضية، حيث تقف إدارة المدرسة عاجزة عن إيجاد حلول سريعة لتلافي إضراره، فتكتفي بإلزام الطالب المصاب بعدم الحضور إلى المدرسة حتى يتخلص من القمل، تجنباً لانتقال العدوى إلى زملائه».

مدرس آخر من بلدة #الطيبة، رفض الكشف عن اسمه، تحدث لموقع «الحل»، قائلاً: إن «انتشار القمل بكثرة في معظم مدراس المنطقة، يعود لعدم توفر المياه في عمومها وانقطاعها إلى الآن منذ قرابة 8 أشهر، فالمراحيض المخصصة للمدراس الابتدائية مليئة بالأوساخ وفضلات التلاميذ، حيث تشكل بيئة ملائمة لانتشار القمل وغيره من الآفات الأخرى» وفق قوله، لافتاً إلى أن «بعض المعلمين فضل الانقطاع عن الدوام لحين إيجاد حلول لهدة المشكلة تجنباً لانتقال العدوى إليهم».

تقول أم محمد 42 عاماً، والدة أحد الأطفال المصابين بالقمل في بلدة #الطوب، لموقع «الحل»، إن «الحصول على بعض الأدوية المضادة بات غاية في الصعوبة، لفقدانها أولاً، والارتفاع الكبير في أسعارها ثانياً إن توفرت»، مشيرة إلى «تجاهل الجهات المعنية لهذا الأمر، وعدم اتخاذها لأيّة إجراءات لمكافحة الظاهرة التي باتت تنتشر في صفوف التلاميذ الصغار بسرعة مخيفة قد تكون لها خطورتها في ظهور أمراض أخرى.

وأضافت أن «أسعار بعض الشامبوهات المستعملة لعلاج القمل ارتفع بشكل كبير، فقد وصل سعر علبة شامبو #سنان إلى 1800 ليرة، بعد أن كان سعرها 150 ليرة، بينما وصل سعر بعض الشامبوهات الأجنبية إلى 6000 ليرة سورية ثمن العلبة الواحدة، حيث يعجز غالبية الأهالي المتواجدين عن شرائها».

بدورها قالت الدكتورة سناء العلو الإخصائية بالأمراض الجلدية من ديرالزور، لموقع «الحل»، إن «الإصابة بالقمل لها علاقة وطيدة بالنظافة، ولا يقصد بها النظافة الشخصية فحسب؛ وإنما على صعيد نظافة المكان ككل (المدرسة بمرافقها كافة)، فكلما قلت النظافة، زاد انتشار الظاهرة وسرعة انتقالها».

وأضافت أن «العلاج لهذه الظاهرة يجب أن يكون طبيعياً قدر المستطاع، لأن المصابين بها أطفال، وغالبيتهم دون سن العاشرة، وذلك من خلال استخدام بعض الزيوت النباتية، على سبيل المثال (زيت الخروع)، حيث يتم تدليك فروة الرأس والشعر بالكامل ويترك يوما كاملاً، لأن من شأن الزيت هنا منع الهواء عن الحشرة، وبالتالى منع وصول الأكسجين لها»، ما يؤدى لاختناقها وموتها، وفى نهاية اليوم، يتم غسل الشعر جيداً بأيّ نوع من الشامبو، وبهذه الطريقة يتم التخلص من القمل تدريجياً».

وأشارت إلى طريقة التخلص من بيض القمل الملتصق بالشعر، حيث «يتم تحضير طبق ماء دافئ ويخلط به معلقة خل كبيرة، ويدلك الشعر بالمحلول ويترك ساعات عدة، لأن محلول الخل يفصل ويذيب بيض الحشرات الملتصق بالشعر، ثم يغسل الشعر ويمشط مرة أخرى بمشط أسنانه ضيقة» وتختتم حديثها لافتاً إلى ضرورة مراقبة فروة رأس وشعر الطفل من حين لآخر حتى الشفاء الكامل من هذه الآفة»، وفق وصفها.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.