“ريجيم الكيتو” كيف يساهم بحرق الدهون بسرعة وفعالية

“ريجيم الكيتو” كيف يساهم بحرق الدهون بسرعة وفعالية

(الحل) – الكيتو دايت أو “ريجيم الكربوهيدرات” هو من أنواع الحميات التي لاقت صدى كبيرًا في الفترة الأخيرة، لما تحققه لمتّبعيها من خسارة كبيرة في الوزن دون حرمان الجسم من الطعام أو تجويعه.

لطالما انتشر اعتقاد خاطئ بأن الدهون بشكل عام مضرة بالصحة، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن الدهون الصحية مفيدة للجسم، فهي تسهم في استقرار نسب هرمون الأنسولين، وتزيد معدلات حرق الدهون مع شعور متزايد بالشبع.

فما هي الأطعمة المسموحة والممنوعة بريجيم الكيتو؟ وماذا يمكن أن يرافقه من آثار جانبية؟ أسئلة وجهناها لأخصائية التغذية ريم حبال.

كيف يعمل ريجيم الكيتو

توضح أخصائية التغذية ريم أن الفكرة التي يُبنى عليها هذا النوع من الريجيم مبنية  على الاعتماد بشكل أساسي على نسب عالية جدًا من الدهون الصحية في نظامنا الغذائي بما يشكل نحو 65% إلى 75% منه، إضافة إلى البروتين بنسبة تتراوح بين 15% إلى 20%، أما الـ 5% المتبقية فستكون من النشويات، أي أقل من 50 غرام يوميًا.

وتبيّن الأخصائية ريم أن المصدر المفضل للجسم من الطاقة يكون عادة السكر الأولي بأنواعه “الغلوكوز والفركتوز والسكروز”، إذ أن الجسم يولّد الطاقة منه بطريقة سهلة وسريعة كما يستخدمها بسهولة، ولكن عندما ننقطع عن السكريات والنشويات يفقد الجسم المصدر السريع للطاقة، فيبدأ الكبد بإنتاج “الأجسام الكيتونية” والتي تتكون من جزيئات الكيتون، وهي تعتبر مصدرًا آخر للطاقة بديل للغلوكوز.

وعندما نتبع هذه الحمية يستخدم الجسم الدهون كمصدر للطاقة بدل السكريات، وهو ما يتطلب منه طاقة أكبر وبالتالي حرق كمية أكبر من الدهون، إذ عندما نجوّع الجسم للسكريات يدخل الجسم بمرحلة إنتاج الطاقة من جزيئات الكيتون أو من مصادر أخرى غير السكر، وعادة ما يميل الجسم لاستخراجها من الدهون المخزنة، فإذا كان البرنامج الغذائي الذي نتبعه منتظمًا وصحيحًا ومتناسبًا مع احتياجاتنا يأخذ الجسم الطاقة من الدهون المخزنة به حصرًا، وهو ما يؤدي لفقدان الوزن الزائد.

محاذير عند اتباع ريجيم الكيتو

ورغم فعاليته تؤكد الأخصائية ريم أننا لا يمكن اتباع ريجيم الكيتو كنظام حياة، وعادة ما ينصح الخبراء بالالتزام به لمدة لا تتجاوز الستة أشهر كحد أقصى، فبعد مرور بعض الوقت يتوقف ظهور نتائج على الجسم لأنه يكون قد تعود على فكرة استخدام الدهون كمصدر طاقة فيمتنع بالتالي عن حرق هذه الدهون.

كما أن اتباع هذه الحمية لفترة طويلة يؤدي إلى إرهاق كبير للجسم، لما يتشكل من عبء على الكلى التي ستضطر للعمل لوقت طويل نظرًا لوجود نسب بروتين عالية جدًا في الجسم، بالإضافة إلى العبء الكبير المترتب على الكبد لأنه هو الذي ينتج الدهون بشكل مستمر.

الدهون الصحية

وفيما يخص الدهون التي  يجب أن نتناولها في ريجيم الكيتو حتى نحصل على فوائده، توضح الأخصائية ريم أننا يجب الاعتماد على الدهون الصحية، وليس جميع أنواع الدهون كما يعتقد البعض.

فعلى سبيل المثال نلجأ في هذا الريجيم لتناول المكسرات كسناك صحي بدل الخضار والفواكه، ويُنصح بتناول الأفوكادو والذي يمكن إضافته إلى وجبة الفطور بحيث يمكن تناوله مع البيض، أو إلى وجبة الغداء مع السمك.

كما يمكن استخدام الحلاوة الطحينية الخالية من السكر عن طريق إضافتها إلى الفول وبعض البقوليات المسموحة، وأيضًا استخدام السمن في هذا النوع من الريجيم يكون صحيًا للغاية، والمقصود هنا السمن الذي يمكن الحصول عليه من مصدر حيواني وليس السمن النباتي أو المهدرج، كما يمكن استبدال السمن بالزبدة وزيت الزيتون وزيت جوز الهند بكميات معقولة وهو ما سيعطي نتائج جيدة للجسم.

أنواع اللحوم الموصى بها

وتؤكد الأخصائية ريم أنه عند تناول اللحوم، علينا أن نختار منها ما يمثل مصدر بروتين عالي الامتصاص وقليل بالكوليسترول، مثل لحوم الأسماك والدجاج وذلك بدل اللحوم الحمراء والتي يمكن تناولها ولكن ليس بشكل مستمر، إذ أنها قد تؤدي إلى نسب كوليسترول مرتفعة، وتنصح الأخصائية ريم بأخذ لحم العجل بدل لحم الخروف لوجود نسب دهون أقل فيه، كما تلفت إلى ضرورة الانتباه إلى نسبة حمض اليوريك التي تكون مرتفعة عند بعض الأشخاص، نتيجة تناول اللحم الأحمر على المدى البعيد.

أما بالنسبة لكمية اللحوم التي يمكن للشخص تناولها تبيّن أخصائية التغذية أن ذلك يعتمد على الحالة الصحية للشخص، إذ يُفضل استشارة طبيب وأخصائي تغذية عند اللجوء إلى هذا النوع من الحميات، لافتة إلى أنها قد لا تناسب جميع الأشخاص ويجب عمل بعض التحاليل قبل البدء بها.

نصائح للأشخاص الذين يودون اتباع ريجيم الكيتو

أولًا: عدم أخذ كميات مبالغ فيها من البروتين لأن ذلك سيتسبب بتحويله إلى سكر، لذلك يفضل أن يتم تناول البروتينات بنسبة لا تتجاوز 20٪ وهي ما يقدر بـ 60 إلى 70 غرام في اليوم، وأن يتم الاعتماد على بروتينات تحتوي دهون صحية مثل السلمون والبيض والسردين فهذه المواد تحتوي على دهون وبروتين في نفس الوقت.

ثانيًا: أن لا نأخذ الدهون من مصادر غير صحية مثل الدهون المهدرجة والسمن النباتي.

ثالثًا: الانتباه لأن لا تكون كمية الكربوهيدرات عالية لأن ذلك من شأنه تخريب الغاية الأساسية من استخدام هذه الحمية والمتمثلة بزيادة نسبة الدهون في طعامنا على حساب الكربوهيدرات.

رابعًا: لا يجوز أن نلغي الملح من طعامنا نهائيًا وخاصة في بداية الحمية، لأن الجسم سيتعرض لخلل في توازن الأملاح، وهو ما سيؤدي إلى حدوث تعب وإرهاق بالإضافة لصداع ودوار.

خامسًا: شرب كميات كافية من الماء، لأن الجسم يتخلص من الماء بشكل أسرع في هذه الحمية، لذلك يجب تعويض الماء بشكل دائم.

إعداد نينار خليفة – تحرير سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.