سابقة تاريخية وضربة موجعة لإيران وحلفائها… «الحرس الثوري» منظمة إرهابية

سابقة تاريخية وضربة موجعة لإيران وحلفائها… «الحرس الثوري» منظمة إرهابية

رصد (الحل) – صنفت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الإثنين، الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية، في واقعة هي الأولى من نوعها، تعتبر فيها واشنطن جيش دولة أخرى منظمة إرهابية.

يعد الحرس الثوري، عماد القوات المسلحة الإيرانية النظامية، وقد تأسس بعد الثورة الإسلامية بقيادة الخميني، ليصبح اليوم ذراع طهران على المستوى الإقليمي.

ويمهد القرار الأمريكي الجديد الطريق أمام فرض عقوبات على جهات تتعاون مع الحرس الثوري الإيراني في الشرق الأوسط، أو التي تتعامل معه عسكرياً أو اقتصادياً.

و للوقوف على تبعات القرار الاقتصادية، تواصل موقع «الحل» مع الصحفي والخبير الاقتصادي سمير الطويل، الذي قال: «إنه منذ فترة والنظام يفاوض مصر لتمرير عَبارات عبر قناة السويس لسوريا، حاملة مشتقات نفطية إيرانية للنظام الذي يواجه أزمة بالمشتقات النفطية نتيجة العقوبات الأمريكية على إيران».

وتابع «الطويل» بالاضافة إلى أن «الأسطول البحري الأمريكي يفرض شبه حصار على المرافئ السورية حيث يمنع كل السفن الإيرانية من دخول المرافئ السورية، بغض النظر عن نوع حمولتها، وكان قد صرح سابقا أن أي سفينة إيرانية متجهة إلى سوريا ستكون هدفا لأمريكا».

وأوضح «الطويل» أن المشكلة «ستبرز إما في مضيق هرمز أو الخليج العربي، إذ من المحتمل أن تنشب مواجهة بين دول الخليج وأمريكا من جهة، وبين إيران من جهة أخرى، خاصة بعد تصريحات من مسؤولين إيرانيين أمس، تقول بأن الجيش الأمريكي هو هدف لإيران في المضيق في حال تم تطبيق القرار».

وأضاف الخبير الاقتصادي أن «القرار قد يؤثر على إمدادات النفط والغاز القادمة من دول الخليج إلى دول أوروبا». مشيراً إلى أن كل هذا من شأنه أن «يؤدي إلى خفض الإمدادات العسكرية الاقتصادية الإيرانية إلى سوريا، إلا عن طريق العراق، مع التأثير بشكل سلبي على الخط الائتماني الإيراني السوري، بالإضافة إلى أن النقل الجوي مكلف أكثر من النقل البحري والبري، ناهيك عن أن عملية النقل عن طريق العراق غير آمنة».

وفيما يخص رجال الاعمال يرى «الطويل» أن «هؤلاء لطالما نجحوا في إيجاد وسائل للالتفاف على العقوبات الأمريكية والقرارات الدولية، مما يجعل ملاحقتهم ومحاسبتهم أصعب».

أما عن مدى تأثير القرار على حزب الله اللبناني، قال «الطويل» إنه «لن يتأثر بالقرار الأمريكي، كونه مصنف على قوائم الإرهاب أساساً، حاله كحال إيران المتكيفة مع العقوبات الأمريكية منذ سنين، عبر إيجاد طرق ملتوية للالتفاف عليها».

ويمول الحرس الثوري حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وعشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب في سوريا، إضافة إلى الحشد الشعبي في العراق.

وانسحبت أمريكا منذ عام تقريباً من الاتفاق النووي الإيراني، وازداد تدهور العلاقات منذ ذلك الحين، مع استمرار ضغط إدارة الرئيس دونالد ترامب على النظام في طهران، وعلى حلفاء إيران في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله.

وصنفت بريطانيا من جهتها في شهر شباط/فبراير الماضي حزب الله اللبناني كجماعة إرهابية، لتحذو حذو أمريكا.

وتفاقم الوضع الاقتصادي الإيراني خلال الصيف الماضي بعد إنهاء الاتفاق النووي، وشهد الشارع الإيراني مظاهرات غاضبة تستنكر إنفاق طهران ملايين الدولارات لدعم مناصريها في بعض الدول العربية بدلاً من تنمية بلدهم.

وساهم الدعم الإيراني في استمرار نظام الأسد في سوريا، إذ استمرت طهران في تمويل العمليات العسكرية ضد الشعب السوري عبر رجال أعمال سوريين، بات معظمهم اليوم على القوائم السوداء، فَشُلَّت تحركاتهم الإقليمية.

وسيؤدي تصنيف الحرس الثوري الإيراني رسمياً كجماعة إرهابية حتماً إلى زيادة الضغوطات على النظام في طهران، لكنها لن تقتصر على ذلك، وستمتد بشكل طبيعي إلى الجهات العسكري والسياسية التي تحصل على دعمها من إيران بهدف تنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة، وفق محليين.

 

إعداد وتحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.