وكالات (الحل) – كشفت صحيفة Sobesedink الروسية في مقالٍ لها عن حال المرتزقة الروس في سوريا، مسلطة الضوء على معيشتهم و”معاناتهم”. ففي حديث للصحيفة، يوضح أحد المحاربين القدامى، والذي كان مسروراً بخروجه من سوريا، واصفاً حال المرتزقة الروس في سوريا بقوله: “أجر جيد، طعام سيء، وفساد. تلك هو حال المرتزقة الروس في سوريا”.

حيث نشرت الصحيفة المذكورة مقابلة أجرتها مع مقاتل سابق، كان قد عاد لتوه من سوريا بعد أن عمل كعميل عسكري خاص “مرتزق”. فأليكساندر، ليس اسمه الحقيقي، كان ضابط مدفعية روسي سابق ذو خبرة قتالية. وكان قد وافق على الذهاب لسوريا متلهفاً لفك رهنه وذلك من خلال صديق لصديقه، كان عائداً لتوه من العمل بعقد عمل عسكري في سوريا. وفي حديثه إلى الصحيفة المذكورة، يقول أليكساندر: “أنت توقع عقداً، لكن الجميع يفهمون بأنها مجرد ورقة لا قيمة لها”. مضيفاً: “بالنسبة لعقدي، فلم يكن عليه حتى ختم، فقط توقيع. عقد LLC، شركة ذات مسؤولية محدودة، أو شيء كهذا وقّع في جزر فيرجن مع شركة تحمل اسم لست أذكره حتى. لأنه إذا ما حصل شيء فمن المستحيل إيجادها. حملتني الطائرة إلى سوريا في شهر آذار وقضيت الأشهر الستة التالية وسط سوريا، شمال مدينة تدمر، أي عملياً قضيته في الصحراء”.

أما عن أجر اليكساندر، فقد كان 200 ألف روبل شهرياً، أي ما يعادل 3100 دولار أمريكي. حيث يعتبر مبلغاً تافهاً مقارنة بأجور المقاتلين الخاصين الأمريكيين الذين يحصلون على 23 ألف دولار أمريكي في الشهر، أو ما يزيد عن ربع مليون دولار سنوياً. إلا أن الحصول على مبلغ 200 ألف روبل يبدو فرصةً ثمينة لا تعوّض لشخص معتاد على الحصول على أجور منخفضة ويعيش في ظروف معيشية سيئة, تلك التي يواجهها الجنود الروس. “ربما يحصل الناس في موسكو على هذا النوع من الأجور من خلال العمل في المكاتب، ولكن بالنسبة لغالبية هؤلاء الذين يذهبون لـ “شن الحروب” فهذا مبلغ ضخم بشكل لا يصدق”، يوضّح أليكساندر.

ويضيف: “الأجور جيدة، لكن التجهيزات لا. والتجهيزات عادة ما تكون ممتلكاتك الخاصة التي جلبتها من روسيا. ليس هناك هواتف محمولة. يمكنك بالتأكيد الحصول على هاتف محلي، ولكن بعد عدة فضائح تسبب بها مقاتلون من خلال التقاط الصور في المواقع السرية ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت المراقبة حازمة أكثر من أجل عدم كشف لمعلومات. فمن السهل جداً إرسالك إلى بيتك بدون أن يدفعوا لك ولا روبل واحد حتى”. وعن الطعام، يقول أليكساندر: “ناهيك عن رداءة الطعام. معلبات وأرز ومعكرونة. كانوا ينزلون بضعة سلات غذائية للمجموعة لمدة شهر وكنا نأكل منهم شيئاً فشيئاً”.

وبالنسبة لأليكساندر ورفاقه، فمن حسن حظهم أن تم “سحق” المعارضة المسلحة التي تحارب النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين. وإن لم يكن سحقاً تاماً، لكن لم يبق هناك قتال عنيف في سوريا. فقد انتهت العملية العسكرية في سوريا بشكل رسمي. لكن المناوشات وعمليات إطلاق النار هي أمر شائع. وفي الحقيقة، فإن أحد أسباب استمرار التمرد هو الفساد. حيث يستذكر أليكساندر قائلاً: “كانت عملتنا الرئيسية هناك تأتينا من خلال الذخيرة. كنا نبيع عشرة إلى خمسة عشر خرطوش إلى سمسار مقابل الحصول على عدة علب سجائر أو كحول أو بعض الأمتعة”.

وفي النهاية، عاد أليكساندر إلى بيته بعد ستة أشهر، غنيٌّ بعض الشيء، عقله وجسده سليمان وبالرغم من ذلك يشعر بالاشمئزاز وخيبة الأمل. “أديتُ مهمتي الشخصية. عُدت إلى بيتي وأنا ما أزال على قيد الحياة. لم أشارك بالأعمال القذرة الواضحة والتي تبقى تلاحق فاعلها في الكوابيس لبقية حياته.

فككت الرهن، والذي كان السبب الرئيسي لذهابي إلى سوريا، وبقيت محتفظاً بمكانتي الجيدة بين القادة. إنهم يعاودون الاتصال بي ثانية، لكنني سوف لن أذهب مجدداً. حصلت على ما يكفيني. البلاد بعد الحرب أسواً حتى مما كانت عليه أثنائها”.

تحرير : رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.