الحل (ريف حلب)

عاشت مدينة الباب ،شمال شرق حلب، يوم الخميس الماضي حالة من الذعر والفلتان الأمني جراء تجدد الصراع ما بين جهازي الشرطة العسكرية والمدنية المدعومين من تركيا.
وخيّم على السكان المحليين مساء الخميس حالة من القلق والتهديد المباشر على حياتهم نتيجة خلاف لم تكن أسبابه الحقيقة إلا ذلك الصراع الخفي على النفوذ بين الجهازين المفترض أن يعملان معاً على استتباب الأمن في المدينة بدلاً من تقويضه.
مصدر خاص من داخل مدينة الباب كشف لموقع (الحل) أن الخلاف بدأ جراء قيام أحد عناصر الشرطة العسكرية ويدعى محمد خليل الحمصي بمخالفة مرورية مساء الخميس، خلال فترة الذروة من الازدحام المروري وعودة المواطنين إلى منازلهم قبيل فترة الإفطار، ما دفع بأحد عناصر الشرطة المدنية إلى تحرير مخالفة مرورية له، فما كان من الحمصي إلا أن أشهر سلاحه وبدأ بإطلاق النار في الهواء متوعداً جهاز الشرطة بدفع الثمن جراء ما وصفه بـ “التطاول” لكن سرعان ما حضرت دورة تابعة للشرطة المدنية وقامت باعتقال صاحب المخالفة.

وبدلاً من قيام الشرطة العسكرية بمحاسبة عنصرها على تهديده أمن المواطنيين، توجه أحد القادة في جهاز الشرطة العسكرية ويدعى النقيب أبو اسكندر وهاجم أحد مقرات الشرطة المدنية مطالباً الأخيرة باطلاق سراح العنصر على الفور.
فما كان أمام جهاز الشرطة إلا القيام بالقاء القبض على النقيب.

ورداً على اعتقال أبو اسكندر سارعت  الشرطة العسكرية إلى الانتشار في المدينة واعتقال 7 عناصر من الشرطة المدنية ومحاصرة مقر احتجاز النقيب التهديد باستهداف مقرات الشرطة المدنية باستخدام الأسلحة الثقيلة.
من جانبها ردت الشرطة المدنية بإعلانها حالة الاستنفار أيضاً وهددت بفتح حرب ضد جهاز الشرطة العسكرية.

وبعد ساعات من انتشار الذعر والخوف بين أوساط السكان قامت مجموعة من الفصائل العسكرية المحلية بالتدخل مباشرة لفض الخلاف منعاً من تطوره. كما قامت مجموعة من الوجاهات المحلية بالتوسط بين الطرفين لفض الخلاف وتم على إثرها إطلاق سراح المحتجزين لدى الطرفين. لكن المصدر رجح أن تكون تركيا قد فرضت على الجهازين أوامر تقضي بفض الخلاف فوراً.

يذكر أن تركيا قد أسست جهازي الشرطة العسكرية والمدنية في مدينة الباب عام 2017  للقيام بضبط أمن المدينة ومنع انتشار فوضى سلاح الفصائل المحلية بالإضافة لمنع تنفيذ الجماعات التكفيرية لهجماتها المتتالية باستخدام المفخخات والدراجات النارية.

إعداد فراس العلي تحرير سالم ناصيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.