خاص (الحل) – «المادة غير متوفرة حالياً» هي الجملة التي قالها أخيراً موظف شركة المحروقات في فرع مدينة دمشق، بعد أن تواصل معه أحد المواطنين مراراً وتكراراً، من أجل تسجيل اسمه للحصول على مخصصاته من مادة المازوت وفق البطاقة الذكية.

ونقل المواطن أحمد ياسين لمراسلة موقع الحل أنه كان «يتصل كثيراً، ولم يرد أحد على الهاتف» فتوجه بنفسه إلى مقر الشركة، وسجل طلبه، لكن الموظف قال له بشكل صريح «لا تعذب حالك.. المادة مالها موجودة وكتار قبلك سجلوا من شهور وما حصّلوا شي».

ووفق نظام البطاقة الذكية، يحق لكل عائلة مسجلة 400 ليتر من المازوت سنوياً، ويمكن أن تحصّلها العائلة بدفعتين، مئتين بمئتين، لكن هذه الكمية غير مؤمنة، ولم تحصلها أي من عوائل دمشق طيلة السنة الماضية.

وقال ياسين «سجلت على حصتي في فصل الشتاء، ولم أحصل سوى على 200 ليتر، ووعدوني أن يعطوني ما تبقى لي خلال فصل الصيف، بحجة أن الطلب يخف والضغط يكون اقل، وها قد جاء فصل الصيف، ولم يستجب لمطلبي أحد».

واستطلعت مراسلتنا آراء عدد من العوائل، إذ أكدوا جميعهم عدم الحصول على مخصصاتهم كاملة، وبعضهم لم يحصل على ليتر واحد هذا الموسم.

وتشاهد مراسلة موقع الحل سيارات المازوت تجول في المدينة، لكنها تفرغ حمولتها في المطاعم والمعامل والورشات، إذ تبيع المازوت هناك بالسعر الحر الذي قد يصل سعر الليتر فيه إلى 600 ليرة، أي أربع أضعاف قيمة المازوت المدعوم.

وتعاني البلاد من أزمة محروقات خانقة منذ ما يزيد عن ستة أشهر، تناوبت فيها المواد المطلوبة من المازوت إلى الغاز وأخيراً البنزين.

وتحاول الأسر السورية أن تحصل على حصتها من أجل تأمينها لفصل الشتاء، إذ يخشى الجميع من برد قارس وتقنين طويل للكهرباء، وبالتالي سيكون المازوت هو الوسيلة الوحيدة للتدفئة.

وفي سياق الشكاوي، اشتكى أيضاً عدد من مزارعي صحنايا وبساتين داريا والمعضمية عدم حصولهم على أي ليتر من مخصصاتهم الزراعية، رغم الوعود المتكررة من محافظة ريف دمشق وشركة المحروقات.
وقال أحد المواطنين «لا يبدو أننا سنحصل على شيء، والجميع يتبع معنا سياسة دبّر راسك».

إعداد: رحاب عنجوري – تحرير: مالك الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.