الحل (تقرير) – يعاني #المرضى السوريون في تركيا، من سلسلة عقبات تواجههم خلال رحلتهم للبحث عن علاجهم، ما يجعل “المرض” للسوري في #تركيا مشكلة كبيرة، ترهقه حتّى يتمكّن من الحصول على العلاج المناسب.

وتتجلّى عقبات #العلاج، التي تواجه السوريين في البلد الجار المستضيف، في عدّة مصاعب تبدأ من رفض المستشفيات التركية استقبال السوريين الذين لا يملكون وثائق، وحصر العلاج “المجّاني” بحاملي بطاقة الحماية المؤقّتة، ولا تنتهي عند حاجز اللغة والسماسرة وصعوبة إجراء العمليات الجراحية المعقّدة.

المستشفيات مجانية لفئات معيّنة من السوريين

ينقسم السوريون في تركيا إلى أربعة أقسام، وهم حملة “إقامة العمل” الذين يعملون في شركات ومرخّصة وهؤلاء عددهم قليل بسبب عدم رضا معظم الشركات منح إقامة العمل للسوريين، وحاجتها لوجود مدة في جواز السفر والإقامة السياحية.

أما القسم الثاني، فهم حملة #الإقامة السياحة ويجدّدونها مرّة كل عامين، في حين أن القسم الثالث هم من حملة “بطاقة الحماية المؤقّتة” المعروفة اختصاراً باسم “كيملك”، بينما القسم الرابع يعيشون في تركيا ولا يحملون أي وثائق.

بالعودة إلى الجانب الطبي لهذه الفئات الأربع، يتبيّن أن الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقّتة، وحاملو “إقامات العمل” هم وحدهم لهم الحق بالحصول على الرعاية الطبية المجانية حيث يحصل، في حين أن الحاصلين على الإقامات السياحية والذين يعيشون دون وثائق لا رعاية طبية مجانية لهم سواء في المستشفيات العامة أو المراكز الطبية التركية.

الشاب السوري (إيهاب) ١٩ سنة، كسرت ساقه نتيجة حادث سير، واتجه إلى (مستشفى الحسكي) في حي الفاتح وسط اسطنبول حاملاً إقامته السياحية، فتم رفض استقباله بشكلٍ مجّاني علماً أن المستشفى عمومي (تابع للدولة).

قال إيهاب لموقع (الحل) “أحمل الإقامة السياحية لأنّها الحل الوحيد أمامي لقوننة وجودي في البلاد ولكنّني كسوري لست سائحاً بل أعمل براتب متواضع”.

وأوضح أنّه اضطر إلى استخراج الإقامة السياحية لعدم قدرته على الحصول على “الكيملك” في اسطنبول.

إلّا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوضح خلال اجتماع هيئة القرار المركزي في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، عقد يوم الخميس الفائت أنّه يتم دراسة لمساهمة السوريين في الخدمة الصحية، أي أنّه من الممكن أن يكون هناك دفع تكاليف العلاج في المستشفيات الحكومية التركية بشكلٍ جزئي.

مواعيد طويلة في المستشفيات العامة والخاصة مكلفة

ينحصر الإجراء المجّاني غالباً في الحالات الإسعافية والعلاجية الروتينية، إلّا أن إجراء العمليات الجراحية المعقّدة، ولا سيما في المستشفيات الخاصة تُعتبر مكلفة لدرجة كبيرة.

احتاجت (أم رائد) وهي سورية تعيش في اسطنبول لعملية جراحية في كليتها، عجزت المراكز الطبية السورية عن تقديمها بسبب حاجتها إلى مستشفى، كما أنَّ المستشفيات الحكومية بحاجة إلى حجز موعد يحتاج إلى فترة انتظار طويلة، وقد تأتي مع عدم الموافقة في بعض المستشفيات بسبب الضغط عليها.

وأوضحت (أم رائد) أنها لم تكن قادرة على الانتظار فاضطرت إلى اللجوء للمستشفيات الخاصة، وهناك طُلب منها مبلغ ١٢ ألف ليرة تركية، وهو ما لم تكن تملكه.

وأردفت أنّها اضطرت في نهاية المطاف إلى استدانة #المبلغ من بعض أقاربها من أجل إجراء هذا العمل الجراحي.

مراكز السوريينحلول غير مرضية

أسّست مجموعة من المنظمات السورية مراكز طبية في مدينة اسطنبول، أغلبيتها في منطقة الفاتح المكتظة بالسوريين.

وتتكوّن هذه المباني التي عاينها موقع (الحل) من بناء طابقي، في كل طابق يوجد مجموعة عيادات داخلها أطبّاء، وفي أقبية هذه المباني يوجد مراكز تصوير وتحاليل مختلفة.

وتعمل هذه المراكز على معالجة الأمراض متوسّطة التفاقم، كما أنّها تقوم بإجراء فحوصات وتحاليل لتقييم حالة المريض، مقابل ٥٠ ليرة تركية للمعاينة، ومبالغ إضافية للفحوصات والتحاليل.

وبحسب طبيب سوري رفض الكشف عن هويته، فإن هذه المراكز تقدّم كشفاً طبّياً فقط، وفي حال كانت مشكلة المريض تُحل بالأدوية فيتم وصف الأدوية المناسبة له، أما إذا كانت تحتاج إلى عمل جراحي فإن المراكز هذه لا تجري العمل الجراحي وإنما تنسّق بين المريض وبين مستشفى تركي لإجرائها في هذه المستشفى بشكلٍ مأجور، الأمر الذي يجعل كثير من السوريين غير قادرين على إجراء هذه العمليات واللجوء لطرق أخرى مجانية.

ويُعتبر حاجز اللغة، واستخدام المصطلحات الطبية المعقّدة من أكبر الحواجز، التي تقف أمام المرضى السوريين في تركيا من أجل شرح مشكلاتهم للأطباء الأتراك.

وتتعقّد هذه المشكلة، مع أهمّية استخدام المصطلحات الدقيقة، وتقديم شرح مفصّل للطبيب عن هذه الأعراض، وهو ما يجعل معظم المرضى مضطرين لطلب مساعدة من مترجمين (بالأجرة) داخل المستشفيات، ولا سيما مع عدم وجود ناطقين بالعربية في هذه المشافي.

وبحسب ما رصد موقع (الحل) فإن معظم المستشفيات تضم مترجمين يعملون مع المرضى بشكلٍ مأجور، حيث يتقاضى المترجم الواحد نحو ١٥٠ ليرة تركيا مقابل جلسة الترجمة الواحدة.

وتشير تقارير رسمية تركية، إلى أن عدد السوريين في تركيا تجاوز الـ 3.6 مليوناً، فيحين تقدر تقارير إعلامية أعدادهم بأكثر من 4 ملايين، ويتوزعون على ولايات تركية أبرزها إسطنبول، وهاتاي، وكلس، وغازي عنتاب، وأورفا.

إعداد: أحمد حاج حمدو – تحرير: مهدي الناصر

الصورة من الإنترنت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.