رجالات طهران يُسيطرون على السلطة والمال.. مَنْ يُنقذ اقتصاد العراق من مافيات إيران؟

رجالات طهران يُسيطرون على السلطة والمال.. مَنْ يُنقذ اقتصاد العراق من مافيات إيران؟

الفترة الجوهرية هذه؛ هي الفترة التي تحاول بها إيران دس رجالاتها إلى منصة إدارة المال في العراق من خلال صناعة رجالات لا يفقهون بالمال ولغة المال، حوّلتهم من رجال بسطاء وفقراء إلى تجّار بحسابات كبيرة لأنهم من ضمن رؤوس ميليشياتها، في عمليةٍ أقل ما يمكن أن نطلق عليها هي (تقويض السيادة المالية العراقية).

—————————————————————-

علي مراد

المال والسلطة، الثنائية المتلازمة التي يتلاعب من خلالها الميليشيات التابعة لإيران بملامح إدارة السياسة و #الاقتصاد_العراقي، ولأن المال هو عصب الحركة بالنسبة لإيران اليوم والتي تقبع تحت الحصار الدولي، فإن أذرعها المتمثلة بالميليشيات تخطو خطوات هائلة نحو تمكين #إيران من كل مفاصل #العراق التي تنتج مالاً يذهب بطريقةٍ أو أخرى إلى إيران للتقليل من تأثير العقوبات عليها.

وفي الوقت الذي لا يستطيع العراق أن يستجمع قواه ويحمي منتجاته المحلية ليبقى صامتاً وشاهداً أمام قتل ثروته السّمكية بالسم، وحرق أراضيه الزراعية وتجريف بساتينه، وإيقاف معامله ومصانعه العتيدة وسرقة مكائنها وأجهزتها العملاقة التي كانت تعمل لسنين طويلة، وإنهاء #الطب و #السياحة، ووصل الأمر أيضاً بطريقة أو أخرى إلى عرقلة انتاج الطاقة الكهربائية وعرقلة إنتاج الغاز الطبيعي،  كل هذا وأكثر نجد الرابح الأول منه هو إيران التي تصدر للعراق حتى الملح، الملح الذي ليس هناك أكثر بياضاً منه في جنوب العراق و #صحراء_السماوة.

وتتسابق المكاتب الاقتصادية الميليشياوية على استنفاذ طاقة العراق المالية والاقتصادية من خلال صفقات لمشاريع فاسدة والسيطرة على المنافذ الحدودية البرية والبحرية و تهريب النفط الخام وتمكين التجار الذين يروّجون ويستوردون #السلع_الإيرانية إلى العراق.

حيث يأخذ الفصيل الميليشياوي قوته ونفوذه من خلال القدرة التي يمكن أن يصنعها لنفسه في تقديم خدماته لإيران من خلال مكاتبه الاقتصادية المنتشرة في كل المدن العراقية، كما وتحصل عملية تدوير أموال كبيرة في العراق من خلال #البنوك والمصارف التي تتضح عائديتها إلى إيران ويصل الأمر إلى تهريب المليارات خارج العراق بكيفيات ووسائل مختلفة.

وقد يدعو الأمر إلى فضول أكبر في معرفة حقيقة ماذا تريد إيران من الاقتصاد العراقي؟ هل تريد أن تحوّل العراق إلى جثّة هامدة أم تريده البقرة الحلوب دوماً؟

في الحقيقة إن إيران لم تبدأ لعبتها الكبيرة بعد، حسب استقراءات عامة في ما تريده إيران من العالم والمنطقة، فتحويل العراق إلى جثة هامدة اقتصادياً ليس من مصلحة إيران، فقد تتبع إيران سياسة اقتصادية ماهرة في استغلال هذه الفترة التي لا يمكن أن تتكرر بالنسبة لها ولأوضاع العراق التي يبدو بها العراق ضعيفاً هزيلاً لا يقوى على إدارة نفسه.

الفترة الجوهرية هذه؛ هي الفترة التي تحاول بها إيران دس رجالاتها إلى منصة إدارة المال في العراق من خلال صناعة رجالات لا يفقهون بالمال ولغة المال، حوّلتهم من رجال بسطاء وفقراء إلى تجّار بحسابات كبيرة لأنهم من ضمن رؤوس ميليشياتها، في عمليةٍ أقل ما يمكن أن نطلق عليها هي (تقويض السيادة المالية العراقية).

وقد تأخذ هذه العملية أهمية كبرى لا تقل شأناً عن دس رجالاتها من الساسة إلى منصة الحكم لتسيطر على السلطة والمال معاً، فالمال هو من يجلب السلطة والسلطة هي من تجلب #المال، وعليه فأن رؤوس #السلطة والمال جعلا من العراق ليس مستقَرّاً فقط للبضائع الإيرانية؛ بل الممر والمنفذ التجاري والمالي الأهم لها.

وحتى (الاقتصاد العسكري) الذي التجأت إليه إيران في المعارك الأخيرة ضد #داعش؛ فإن موقفها من توسيع دائرة الحرب وجذبها لمناطق كبيرة في العراق كان واضحاً من أجل الهيمنة على مبيعات #الأسلحة وابتزاز العراق في قبوله مرغماً على ما تمليه عليه إيران لتوقيع عقود كبيرة، في الوقت الذي كانت فيه البلاد على مقربة من الانهيار التام.

وإلى الآن فأن إيران تبتز العراق بطريقة التلويح إلى عودة داعش والمعارك والفوضى من جديد، وبهذا التلويح تأخذ مكاسبها التي تطمح إليها من خلال رجالاتها وميليشياتها، فيبدو أن إيران لا تلعب النرد؛  بل تعرف اللعبة جيداً ووضعت بيدها أغلب رجال اللعبة لتكون هي الرابح دائماً أمام الخاسر الأول العراق.


هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة