نشرة أخبار الخامسة على التلفزيون السوري.. شكلٌ آخر من أشكال «الانتداب»!

نشرة أخبار الخامسة على التلفزيون السوري.. شكلٌ آخر من أشكال «الانتداب»!

دمشق (الحل) – يومياً وفي تمام الخامسة بالتوقيت المحلي للعاصمة دمشق، تطلّ مذيعة أربعينية بشعر أحمر، وتبدو ملامحها أقرب لملامح سكان أوروبا الشرقية، وتلقي التحية باللغة الروسية لتقول «بريفييت» وتعني مرحباً.

ليس معلوماً عدد الأشخاص الذين يتكلّمون ويتقنون ويفهمون اللغة الروسية في سوريا، إلا أنهم بكل تأكيد لا يتجاوزون المئات، وغالبية من يعرف هذه اللغة هم من ضباط الجيش أو بعض الصناعيين والتجار المهتمين بالعلاقات الاقتصادية مع موسكو.

ليست اللغة الروسية باللغة السهلة، ولم تكن إلا منذ سنوات قليلة فقط لغة معروفة أو مُدركة من قبل أحد، إلا أنه ومع دخول القوات الروسية في العام 2015، دخلت معهم حوامل ثقافتهم، وعلمهم، وصورة رئيسهم فلاديمر توتين.

وتلا ذلك فرض تعليم اللغة الروسية في المدارس، وافتتاح قسم خاص في كلية الآداب بجامعة دمشق، يُعنى بتدريس آداب اللغة الروسية بشكل متخصص.

وبالعودة لنشرة الخامسة، إذ لا تبدو أنها موجهة إلى جمهور يُريد أن يعرف ماذا يجري في سوريا من خلال نشرة باللغة الروسية تُعرض على التلفزيون السوري، ولا سيما أنها نشرة قصيرة مدتها لا تتجاوز الثمان دقائق، وتبث في وقت يكون أغلب السوريين يتناولون الغداء أو في وقت “القيلولة”.

يرى مراقبون أن نشرة الخامسة هي رسالة للسوريين أكثر منها وسيلة لنقل المعلومات، والرسالة مفادها أن التلفزيون السوري الرسمي ينقل أيضاً بلغة أجنبية وحيدة (غير الانكليزية) هي اللغة الروسية، وليفهم الشعب السوري هذه الرسالة كيف يشاء!.

إعداد: رحاب عنجوري – تحرير: مالك الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.