(الحل) – لمع نجم #سامر_فوز في السنوات الأخيرة، ليصبح أحد أهم #رجال_الأعمال في سوريا، ونال لقب «رامي مخلوف الجديد» بين أوساط السوريين بشكل عام.

يرتبط الفوز ارتباطاً وثيقاً بالسلطات السورية، الذي أعطاه امتيازات كثيرة في معظم المجالات #الاقتصادية، وأصبح أحد أهم جسور السلطة السورية التجارية، لتجاوز #العقوبات الغربية المفروضة عليه.

من رجل أعمال فئة ثالثة إلى حوت اقتصادي!

في ثمانينات القرن الماضي، بعد أحداث الإخوان المسلين، قام (زهير فوز) الذي كان يحظى بصداقة مميزة مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، بتأسيس شركة الفوز للعقارات والسلع الغذائية، تم توسعت الشركة لتشمل مجالات إضافية كالسياحة والنقل.

تراجع دور الشركة التي تأسست عام 1988 بعد وفاة (زهير الفوز)، وبعد وصول بشار الأسد الى سدة الحكم، وظهور نخبة اقتصادية جديدة قوية مثل «رامي مخلوف» وغيره من الشخصيات، التي هيمنت على القطاع #الاقتصادي في سوريا، لم يكن للفوز أي شيء يذكر.

تسلم (سامر فوز)، وهو من مواليد 1973، شركة والده وقام بتوسيع تجارة العائلة من خلال استيراد معدات زراعية وإسمنت إلَّا أن تجارتها لم تنمو كثيراً، إذ عبَّر عن ذلك بتصريح لصحيفة (وول ستريت جورنال) قال فيه “كنا نحن رجال الأعمال من الفئة الثانية أو الثالثة”.

إلا أن الحال تبدل مع بعد انطلاق الثورة السورية في 2011، ليصبح الفوز في السنوات الأخيرة أحد أهم رجال الأعمال الصاعدين في #سوريا وليطلق عليه عدة القاب منها “رامي مخلوف الجديد”.

استفاد الفوز من اقتصاد #الحرب والأزمات، ومن دعم الحكومة السورية له ليكون أحد أهم قنواتها #التجارية، إذ دخل بقوة في معظم النشاط الاقتصادي في البلاد كالعقارات والسياحة والتجارة والمواد الغذائية والصناعات الهندسية وصناعة التعدين وإدارة المنشآت السياحية وغيرها.

وسيطر على جزء كبير من النشاط الاقتصادي في البلاد، وهذا ما كان لا يتم دون رعاية مباشرة من الحلقة الضيقة في السلطات السورية، التي عملت في السنوات الأخيرة على صناعة رجال أعمال للقيام بأدوار تساعده في تمويل بقائه بعيداً عن العقوبات.

4 سنوات من العمل دون منافسة أو عقوبات!

لم يواجه الفوز منافسة من النخب الاقتصادية في البلاد جراء الأزمة، وأصبح أحد أهم رجال الأعمال الصاعدين في سوريا.

ودخل الفوز معظم المجالات #الاستثمارية منذ عام 2014 كالعقارات والصناعة والسياحة والتجارة والمواد الغذائية وغيرها، نتيجة عدم وجود منافسة من العديد من رجال الأعمال الذين اتخذوا موقفاً معارضاً للحكومة السورية، أو ممن وقفوا على الحياد وقامت الحكومة بتقييد أعمالهم.

بالإضافة إلى غياب اسم «الفوز» عن قوائم العقوبات الغربية التي فرضت على رجال الاعمال الذين دعموا الحكومة السورية في سنوات الحرب، طيلة السنوات الماضية إلى أن شملته العقوبات هذا العام 2019.

وعن ذلك، قال الفوز لصحيفة وول ستريت جورنال “عملت 4 أعوام بلا منافسة على الإطلاق”.

امبراطورية سامر الفوز الاقتصادية تتعدى سوريا إلى دول عربية وغربية

بنى «الفوز» خلال سنوات الحرب إمبراطورية مالية امتدت تشابكاتها إلى أكثر من 30 شركة في العالم، وشملت معظم المجالات في قطاع الأعمال، إذ تركزت استثمارات شركاته بمشاريع كبيرة في سوريا وتركيا والإمارات وإيطاليا، وغيرها.

وأطلق الفوز استثمارات في تجارة توريد القمح وصناعة معدات البناء، لتتوسع استثماراته بشكل أكبر، شاملة خطوط طيران وتجارة السكر والكابلات الكهربائية وتجارة الأدوية، ومصانع المياه والقرى السياحية الدولية.

كما أن الفوز هو أكبر المستثمرين في مشروع (ماروتا سيتي) عن طريق شركته (أمان الشام)، إذ حصل على استثمار بناء ثلاث ناطحات سحاب باسم “لاند مارك”، وخمسة مجمعات سكنية بمساحة 60 ألف متر مربع، بكلفةٍ تصل إلى 312 مليون دولار أمريكي.

ويملك الفوز أيضاً مصنع (إعمار) لصهر الحديد في مدينة حسياء الصناعية في ريف حمص، وسيؤمن المعمل الذي انطلق في شباط الماضي، مادة الحديد “البيلت”.

وللفوز شركات لصناعة الأجهزة الكهربائية وتوكيلات باستيراد #السيارات والاليات المختلفة والادوية والمواد الغذائية، وشركة ايمار للإنتاج الفني، وقناة لنا التلفزيونية، ويدعم العديد من المواقع الالكترونية، بالإضافة إلى عدة مشاريع سياحية منها (نادي الشرق العريق) بدمشق.

وفي أواخر 2018 استحوذ الفوز على 1.18% من إجمالي أسهم بنك “البركة- سورية” و7.63% في بنك “سورية الدولي الإسلامي”، الذين يعتبران من أكبر المصارف الخاصة في سوريا.

وخارج سوريا، يمتلك استثمارات في #تركيا، وهي معمل لتصنيع المياه المعدنية تحت اسم Mecidyia في ولاية أرزروم، ومستودعات وصوامع تخزينية سعة 150000 طن في هاتاي، واستثمار في منجم #الذهب في جنوب أنقرة.

وكذلك استثمارات في مجال القطاع الفندقي في تركيا، حيث يعمل على انشاء فندق 5 نجوم في منطقة بودروم، ومجمعات سكنية 4 نجوم في اسطنبول، فضلاً عن نشاطات استثمارية في مجالات عدة.

وفي الإمارات العربية المتحدة، يستثمر الفوز شركات عدّة في دبي، في مجال استيراد وتصدير المواد الغذائية لدول عدة، كما يملك شركات لاستيراد وتصدير البضائع والسلع في روسيا ولبنان.

وكشفت تسريبات (وثائق بنما) أن الفوز يمتلك شركة “أمان المحدودة للطيران”، وهي شركة طيران خاصة تنشط في مطارات تركيا وبريطانيا وإيطاليا.

الاستحواذ على أملاك غريواتي وحميشو والقداح وشراء فندق الفورسيزونز

استغل «الفوز» في السنوات الأخيرة مشاكل، ومصائب العديد من رجال الأعمال الذين ابتعدوا عن سوريا ليقوم بشراء أصولاً يملكونها بأسعار مخفضة، ومن أهم هؤلاء رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية السابق (عماد غريواتي)، الذي اتهمته وسائل إعلام رسمية تابعة للحكومة السورية بـ«الخيانة» بعد انتقاله إلى الإمارات، حيث تخلى عن جميع أصوله للفوز ومنها شركة صناعة السيارات الكورية الجنوبية “كيا” وذلك بعد محاولات لميليشيا مسلحة من نهب معمل للكابلات يملكه غريواتي.

واستحوذ الفوز أيضا على أملاك رجل الأعمال (موفق القداح)، الذي كان على علاقة فاترة بالنظام ومنها مطعم (أوريون كلوب) كما سيطر على أصول وممتلكات (عماد حميشو)، ومنها معملين مختصين في المعادن.

وتمكن من شراء حصة الأمير السعودي (الوليد بن طلال) في فندق الفور سيزونز بدمشق في آذار عام 2018 بصفقة ضخمة خلال فترة احتجازه في إطار حملة مكافحة #الفساد، التي قادها ولي العهد السعودي الأمير (محمد بن سلمان).

وتقيم في الفورسيزونز بدمشق بعثة الأمم المتحدة في سوريا، حيث تدفع المنظمة الدولية 26 ألف دولار يومياً مقابل إقامتها في الفندق الضخم، الذي تعتبره المكان الأكثر أمناً في دمشق.

العقوبات الغربية على الفوز

فرض الاتحاد الأوروبي في 21 كانون الثاني الماضي، عقوبات على الفوز و14 فرداً وكياناً لاستفادتهم من علاقتهم مع الحكومة السورية، من أجل مصلحتهم #المالية وتمويل الحكومة السورية، من خلال مشاريع مشتركة معه لتطوير أراض تمت مصادرتها من أشخاص نازحي منطقة (الماروتا سيتي).

ورد الفوز على #العقوبات الأوروبية قائلاً إن العقوبات بسبب استثماراته في مجالات لا علاقة لها بشؤون السلطات السورية العسكرية، وإنما لها بالمعونات الإنسانية والسلع الغذائية، التي يقوم بتوزيعها.

كما فرضت وزارة الخزانة #الأمريكية في حزيران الماضي عقوبات على (سامر الفوز) متهمة إياه وأقارب له وكيانات بتقديم المساعدة أو الدعم المالي أو التكنولوجي والخدمات للحكومة السورية.

وقالت وكيلة وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، (سيغال ماندلكر)، إن “الفوز وأقاربه وإمبراطوريته التجارية استفادوا من فظائع الصراع السوري لتكوين مؤسسة مدرة للربح”.

الفوز… الوسيط الأهم في تجاوز العقوبات المفروضة على السلطة السورية

لعب سامر فوز دوراً مهماً في الحد من تأثير العقوبات #الأوروبية والأمريكية المفروضة على السلطات السورية باعتباره واجهة مالية له مستفيداً من عدم إدراجه على لائحة #العقوبات.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن الفوز استفاد من شبكة علاقاته التجارية في تأمين احتياجات الحكومة السورية من السلع الغذائية والقمح والنفط وغيرها.

وأشارت صحيفة (ذا ناشيونال) في تقرير لها نشرته منذ أيام إلى أن بيانات التتبع الخاصة بشركات نقل النفط الإيراني تشير إلى شبكة من الشركات الغامضة مقرها لبنان، تقوم بطريقة غير مشروعة في البحر المتوسط على تجاوز العقوبات المفروضة على النفط الإيراني ونقله إلى سوريا، على الرغم من عدم وجود إشارة مباشرة تربط هذه الشركات بشحنات النفط المكتشفة.

وأوضح التقرير أن تحليل البيانات يشير إلى أن الذي يدير هذه الشبكة هو سامر فوز.

وعلى الرغم من فرض عقوبات على الفوز للحد من نشاطه إلا أن من المتوقع زيادة دوره في السنوات المقبلة وخاصة في مرحلة #إعادة_الإعمار.

شركات سامر فوز

_ رئيس مجلس ادارة مجموعة الفوز القابضة.

– الرئيس التنفيذي لـ “مجموعة أمان القابضة” والشركات المتفرعة عنها وهي:

1- شركة فوز للتجارة.

2- شركة المهيمن للنقل والمقاولات.

3- شركة صروح الإعمار.

4- شريك في فندق فور سيزونز منذ 2018.

5- شريك مؤسس في شركة م ي ن ا للسكر الكريستال.

6- مالك تلفزيون لنا.

7- مالك شركة ايمار الشام للإنتاج الفني.

8- مالك نادي الشرق.

9- مؤسس جمعية الفوز الخيرية.

10- شريك مؤسس في شركة الحياة السهلة ويمتلك 40% من أسهمها.

11- شريك مؤسس في شركة نجم الاستثمار ويمتلك 50% من أسهمها.

12- شريك مؤسس في شركة أمان للإسمنت ويمتلك 1% من أسهمها.

13- رئيس مجلس الإدارة في شركة أساس للحديد في سوريا.

 

إعداد وتحرير: نوار محمود

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.