في حادثة لم تحصل منذ 20 عاما، تراجعت الأسهم العالمية واقترب اليورو من التكافؤ مع الدولار الأميركي، حيث استحوذ الخوف من حدوث ركود عالمي في الأسواق، ولكن ما الأسباب التي أدت إلى انخفاض اليورو مقابل الدولار. وهل يستمر الانخفاض، أو يبقى هذا الانخفاض ثابتا لأجل غير مسمى؟

ضربة قوية لليورو والذهب

منذ أمس الاثنين، وحتى اليوم الثلاثاء، هوى اليورو الأوروبي لأدنى مستوى في 20 عاما، واقترب بشدة من مستوى التعادل مع الدولار، بفعل مخاوف بأن أزمة طاقة ستدفع المنطقة إلى ركود.

وكان اليورو على أعتاب الوصول إلى دولار واحد للمرة الأولى منذ عام 2002، بعد أن ارتفع مؤشر الدولار، بنسبة 0.4 بالمئة ليظل عند أقوى مستوى له منذ عام 2002، وسط مخاوف من أن أزمة الطاقة قد تدفع أوروبا إلى الركود، بينما يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تشديد سياسته لكبح التضخم.

وحامت أسعار اليورو حول 1.004 مقابل كل دولار أميركي، منخفضا بنحو 12 بالمئة منذ بداية العام، في حين يقول المحللون، إن سلسلة من الارتفاعات الشديدة لأسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إلى جانب تباطؤ النمو الاقتصادي ستواصل الضغط على اليورو، بينما سيتوجه المستثمرون نحو الدولار الأميركي كملاذ آمن.

وفي المقابل، سجل الذهب أدنى مستوى له في تسعة أشهر اليوم الثلاثاء، حيث أدى ارتفاع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى في 20 عاما إلى خنق الطلب على السبائك، حيث سجل أدنى مستوياته منذ 30 أيلول (سبتمبر) عند 1722.36 دولارا.

لماذا هبط اليورو؟

على مدى الأشهر السابقة، يحاول الاتحاد الأوروبي، الذي تلقى ما يقرب من 40 بالمئة من غازه عبر خطوط الأنابيب الروسية قبل الحرب، تقليل اعتماده على النفط والغاز الروسيين. حيث وفي الوقت نفسه، قلصت روسيا إمدادات الغاز إلى بعض دول الاتحاد الأوروبي وقطعت مؤخرا التدفق في خط أنابيب “نورد ستريم” إلى ألمانيا بنسبة 60 بالمئة.

وتفسيرا لهبوط اليورو بشكل كبير أمام الدولار الأميركي، قال الخبير الاقتصادي، ماجد الحمصي، لـ”الحل نت”، إن أزمة الطاقة تأتي جنبا إلى جنب مع التباطؤ الاقتصادي، الذي ألقى بظلال من الشكوك حول ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي قادرا على تشديد السياسة بشكل مناسب لخفض التضخم. فقد أعلن البنك المركزي الأوروبي أنه سيرفع أسعار الفائدة هذا الشهر للمرة الأولى منذ 2011، حيث يبلغ معدل التضخم في منطقة اليورو 8.6 بالمئة.

وأوضح الحمصي، أن التوقعات تشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي بعيد جدا عن عكس المنحنى، وأن الهبوط الصعب أمر لا مفر منه، خصوصا، وأن ألمانيا سجلت أول عجز تجاري لها في السلع منذ عام 1991 الأسبوع الماضي، حيث أدت أسعار الوقود والفوضى العامة في سلسلة التوريد إلى زيادة كبيرة في أسعار الواردات.

كما أن استراتيجيو العملات الأجنبية في بنك “ساكسو”، لفتوا إلى أن ارتفاع أسعار السلع والصادرات الألمانية، يجعل من الصعب تخيل أن الميزان التجاري يمكن أن يتحسن بشكل كبير في الأشهر القليلة المقبلة، نظرا للتباطؤ المتوقع في اقتصاد منطقة اليورو.

سعر اليورو أمام الليرة السورية

الدولار الأميركي، وخلال معاملات اليوم الثلاثاء، ارتفع مقابل معظم عملات مجموعة العشر، مما دفع الجنيه الإسترليني للهبوط بنسبة 0.2 بالمئة إلى أدنى مستوى في عامين، بينما ارتفع الدولار بنسبة 1 بالمئة تقريبا مقابل الوون الكوري الجنوبي.

وفي سوريا، سجل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية ارتفاعا جزئيا في عموم المحافظات السورية، وخصوصا لدى السوق الموازية غير الرسمية (السوداء).

ووصل سعر صرف الدولار في دمشق وحلب، شراء 3960 ليرة، وسعر مبيع يبلغ 3995 ليرة للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3990 و3995 ليرة، في حين أن البنوك، وأغلب شركات الصرافة بدأت السبت الفائت عطلة عيد الأضحى، والتي تمتد حتى يوم 14 تموز/يوليو 2022.

انخفض سعر اليورو اليوم في سوريا خلال تداولات السوق السوداء، عند مستوى 4018 ليرة للشراء، و4059 ليرة للبيع، وبقي سعر الجنيه الاسترليني عند مستوى 4743 ليرة للشراء، و4795 ليرة للبيع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة