أعلنت اللجنة المركزية في درعا، الجمعة، عن طرح الوفد الروسي خارطة طريق لحل الأزمة بشكلٍ سلمي، وذلك بعد اجتماع عقد في مركز المدينة.

وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة، المحامي “عدنان المسالمة”، أنه عقد اجتماعًا مع وفد روسي برئاسة العماد “أندريه” – المسؤول الروسي الجديد عن مِلَفّ الجَنُوب – مع غياب ممثلين اللجنة الأمنية التابعة للحكومة السورية.

ونتج عن الاجتماع، وفقاً لـ”المسالمة”، خارطة طريق جديدة لحل الأزمة سلميًا، ستظهر يوم الغد السبت 14 أغسطس/آب الجاري.

وأكد “المسالمة”، أن الجانب الروسي يسعى مع كافة الأطراف لإيجاد حلول سلمية، ووقف إطلاق النار.

وكشف مصدر في اللجنة، لـ(الحل نت)، أنّ الاتفاق تم بضغط من دول إقليمية لحل أزمة درعا بطريقة سلمية.

وأضاف المصدر، أنّ خارطة الحل الروسية تشمل بنود تسليم السلاح وتهجير من لا يرغب بالتسوية من المعارضين في درعا، فيما طرحت اللجنة رغبتها بالعودة لبنود اتفاق 2018، وجدّدت رفضها لشرط دخول القوات النظامية إلى أحياء درعا البلد.

وكان عضو اللجنة، “فيصل أبازيد” أشار في خُطْبة الجمعة، إلى أنّ «هناك مشروعان في محافظة درعا أحلاهما مر، الأول مشروع إيراني يسعى لتغيير الدين والعقيدة، وآخر روسي يسعى للسيطرة على الأرض بالاتفاق مع الدول».

وبيّن “الأبازيد”، أن القبول بالمشروع الروسي في رأي اللجنة هو أقل الضرر في الوقت الحالي، مؤكدًا ألّا قدرة لدرعا على المواجهة العسكرية وتغيير الخرائط وموازين القوى.

وصرح “الأبازيد” خلال الخُطْبة، أنّ الجيش السوري والمليشيا الموالية لإيران، لن تعود من درعا بعد 50 يوماً وتظهر مهزومة، كما أنّ السلاح في درعا لن يكفي لمحاربتهم، فالموازين تغيّرت، حسب وصفه.

واعتبر ناشطون، خلال حديثهم لـ(الحل نت)، أنّ حديث “الأبازيد” كان معاكساً لحديثه بداية الأزمة، لا سيما وأنّ خارطة الطريق هي ذات البنود التي اقترحها الجنرال الروسي السابق “أسد الله”، ورفضتها اللجنة المركزية.

وكانت وسائل إعلامية روسية، أعلنت عن مبادرة لوقف التصعيد في محافظة درعا، الجمعة، متحدثة عن وقف العمليات العسكرية من طرف القوات الحكومية استجابة للمبادرة المذكورة.

ويتضمن المقترح الروسي، «وضع آلية لحل سلمي لملف “المسلحين المتحصنين” في أحياء (درعا البلد)، وفق برنامَج زمني محدد».

ويتوزع المقترح الروسي على عدة بنود ونقاط، من ضمنها التزام المقاتلين في درعا البلد بتسليم أسلحتهم، امتثالا لبنود اتفاق المصالحة الذي عقد برعاية روسية في 2018.

كما تنص المبادرة الروسية، على خروج الرافضين للاتفاق نحو مناطق شمال غرب سوريا، إضافة إلى بنود تقنية أخرى تضمن عودة الأمان والاستقرار إلى أحياء البلد التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

واعتبرت الوكالة أن مقترح روسيا، هو آخر الحلول السلمية، مضيفة بأنه خلال الأيام القليلة القادمة، سيتم اعتماد الحل المتاح لملف درعا البلد بشكل كامل.

تشهد درعا البلد وبعض المناطق المحاذية لها حصارًا خانقًا لليوم الـ 50، قُطعت خلاله الماء والكهرباء والمواد الأولية كالطحين والمواد الغذائية عن المناطق المحاصرة، في محاولة من القوات النظامية لبسط سيطرتها على كامل المدينة، بعد رفض اللجنة المركزية اتفاقاً يقضي بتسليم السلاح الخفيف وإعادة دخول المؤسسات العسكرية والمدينة إلى أحياء البلد.

وكانت الأمم المتحدة، وثقت نزوح 18 ألف مدني من مدينة درعا البلد، نتيجة التصعيد العسكري الذي ينتهجه الجيش السوري بمساندة من مليشيات تابعة لإيران، عن طريق قصف المدينة بشكل يومي ومحاولات الاقتحام اليومية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.