(دمشق) – أيام مضت على بدء العام الدراسي الجديد في سوريا، والذي يتزامن مع مطلع أيلول، إذ يتوجه عشرات الآلاف من الأطفال واليافعين إلى مدارسهم.

في تمام السابعة والنصف من صباح كل يوم، تعجّ شوارع العاصمة باللونين الأزرق والزهري، وهي الألوان الرئيسية لتلاميذ المرحلة الابتدائية، ويعود الازدحام في دمشق في ساعات الذورة ظهراً، مع انصراف الطلاب إلى منازلهم.

لكن معاناة الأهل لا تقف عند الازدحام وطرق وصول الطلاب من وإلى المدرس، بل تتعدى ذلك كلفة تسجيل الطالب إذا أراد تعليماً جيداً، فهي تتراوح بين 500 ألف ليرة سورية وتصل إلى المليون، في حال رغب الأهل أن يتلقى ابنهم تعليماً يشمل بعض المعايير النموذجية، مثل وجود قاعة للعب، ونظافة وأمان، وتعلم اللغتين الانكليزية والفرنسية.

أما إذا توجه الأهل نحو المدارس الحكومية، فعليهم أن يتكفلوا بإعادة تعليم ابنهم كل ما يتلقاه في المدرسة، ولا يوجد في المدارس الحكومية تعليم جيد للغات، أو مساحات مخصصة للإبداع والفنون.
ويقع الأهل في حيرة بين الواقع المادي المرير، وبين ضرورة تعليم ابنهم بشكل جيد، وبكل الأحوال، لا يمكن لمعظم العوائل السورية تحمل نفقات المدارس الخاصة.

أما بالنسبة للملابس، فيتراوح متوسط سعر اللباس المدرس من 4 وحتى 10 آلاف ليرة مدرسية، بحسب نوعية القماش وطريقة تفصيل البدلة. أما الحقائب فوسطيا سعر الحقيبة حوالي 3000 ليرة سورية.

وتبقى أخيراً مستلزمات القرطاسية، من أقلام ودفاتر وعدة هندسية وألوان، إذ قد تتجاوز تكاليف القرطاسية مبلغ 10 آلاف ليرة سورية، ناهيك عن المصروف اليومي للتلميذ إذ ما رغب بشراء قطعة بسكويت أو علبة عصير.

وتتضاعف هذه المصاريف فيما لو كان في العائلة أكثر من ابن او ابنة داخل المدرسة، ويُضاف إليها أجور النقل والمواصلات التي تتراوح أيضاً بين 200 و400 الف ليرة بحسب المسافة بين المدرسة والمنزل.
ويعد التعليم عبئاً إضافياً يُضاف على أعباء العائلة التي تعاني غلاء المعيشة وانخفاض قيمة الرواتب مع انخفاض قيمة الليرة السورية.

كما يُعاني الكثير من أهالي الغوطتين الشرقية والغربية والمناطق الساخنة سابقاً من صعوبة إيجاد مدارس قريبة إلى منازلهم بعد دمار آلاف المنشآت التعليمية جراء المعارك والقصف.

إعداد: رحاب عنجوري – تحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.