(دير الزور) – يعد محصول #السمسم من المحاصيل الصيفية المهمة في ريف #دير_الزور، إذ يواصل فلاحون في المحافظة زراعته منذ زمن بعيد.

ولحصاد محصول السمسم طقوس ودلالات اجتماعية كثيرة، منها التعاون والألفة بين أفراد العائلة والأصدقاء، ولا يخلو موسم الحصاد من الأهازيج والأمثال الشعبية التي يتم تداولها أثناء الحصاد ومنها:

“يا حصادين السمسم… خلو السمسم ع أجراسه ويلي يهوا وما ياخذ… هيلو السجن على راسه”

إصرار على زراعة السمسم ولو بوسائل بدائية

قال المزارع (عبد الجليل العيسى)، 38 سنة من قرية محيميدة، لموقع (الحل)، إن “زراعة السمسم تتم بالطريقة العشوائية اليدوية، حيث يقوم الفلاح بنثر البذار في التربة بيديه، ثم حرثها بأدوات بسيطة لخلطها مع #التربة، كما أن قسماً آخر يقوم بغمسها إلى عمق معين في التربة على شكل سطور، وهذا يتطلب وقتاً وجداً كبيرين”، بحسب قوله.

وأشار إلى أن “هناك من يزرع السمسم بعد موسم حصاد #القمح في نفس الحقل، لأن السمسم لا يحتاج إلى كميات كبيرة من مياه الري، ولا يتطلب تكلفة كبيرة من حيث الأسمدة أو المبيدات الحشرية، فهو مقاوم للأمراض والإصابات إلى حد كبير، كما أن هناك من يزرع السمسم بعلاً”.

ولفت المزارع العيسى إلى أن “زراعة السمسم تأثرت كثيراً خلال السنوات الخمس الأخيرة، نتيجة لظروف الحرب والنزوح التي عاشتها غالبية قرى وبلدات المحافظة”.

“إلا أن بعض المزارعين لا يزالون متمسكين بزراعته، على الرغم من أن مرود #الفلاح من المحصول يعد قليلاً مقارنة بالربح الذي يجنيه التجار من ذلك، فالأخير يشتري الكيلو الواحد بـ 1500- 1600 ليرة سوريةً، ويقوم ببيعه بـ 3000- 3500 ليرة”، بحسب العيسى.

وبالنسبة لليد العاملة، أشار العيسى إلى أن بعض مزارعي السمسم يشغلون عمالاً، إذ يبلغ أجر العامل في اليوم الواحد 500 ليرة، فيما يكتفي فلاحون آخرون بالاستعانة بأفراد عائلاتهم فقط.

ويحتاج الفلاح إلى 7 عمال بشكل تقريبي لزراعة 10 دونم خلال مدة تتراوح من يومين إلى ثلاثة أيام، وهذه المدة مماثلة لموسم الحصاد أيضاً.

علامات نضج محصول السمسم وشروط حصاده

قال (معاذ الحسين)، 45 سنة مزارع من بلدة الحوايج، لموقع (الحل)، إن “نضوج المحصول مرتبط بمدة نمو الصنف المزروع، والتي تتراوح ما بين 80-100 يوم من الزراعة”.

وأوضح أن “موسم حصاد السمسم يعد مكاناً لتجمع العائلة والأقارب والأصدقاء أيضاً، فهو فرصة للتعاون ومساعدة البعض، ويتم حصاده قلعاً باليد في الصباح الباكر، أو في المساء البارد”.

“ويراعي حصاده، عند تمام النضج من دون تأخير أو تبكير، لأن التبكير في #الحصاد يؤدي إلى جفاف الحبوب، والتأخير يؤدي إلى تفتح القرون، وسقوط قسم كبير من البذور”، بحسب الحسين.

كيف يتم تجميع تخزين السمسم والاستفادة من قش المحصول؟

ولفت الحسين إلى أنه بعد الانتهاء من الحصاد يتم تجميع #النباتات على شكل أكوام في أرض مستوية ونظيفة، حيث تكون القرون متجهة إلى الأعلى لمدة 5-10 أيام معرضة لأشعة الشمس مع تقليب النباتات خلال هذه المدة.

وبعد ذلك يتم جمع كل ثلاث حزم في ربطة واحدة، أو تسند إلى بعضها من دون ربط وقرونها إلى الأسفل، ثم تضرب بالعصي لاستخراج البذور لتتم تنقيتها، وغربلتها وتعبئتها في أكياس لتنقل إلى الأسواق والمخازن.

وفي المخازن ترفع على قطع خشبية منعاً لملامستها الأرض مع ضرورة رش المخازن بالمبيدات الخاصة بحشرات المخازن، في حين تستعمل الكمية المتبقية بعد استخراج البذور لتغذية المواشي والدواجن، وهي علف مغذٍّ لاحتوائها على مواد غذائية مهمة بنسبة مرتفعة، كما يستعمل القش كوقود في المناطق الريفية، بحسب الحسين.

المساحة المزروعة ومعدل الإنتاج

(محمد السلوم)، مهندس زراعي من ريف دير الزور، قال لموقع (الحل)، إن “المساحة المزروعة بالسمسم ضمن المحافظة لا تتعدى 2% فلا يعد من المحاصيل الأساسية”.

ولفت إلى أن “كمية الإنتاج ترتبط بجودة الأمطار الموسمية، إذ تزداد بارتفاع #الأمطار الربيعية وتقل بانخفاضها”.

وبلغ متوسط إنتاج الدونم السقي في السنوات الخمس الأخيرة 20 كيلو غرام، ومتوسط إنتاج الدونم البعل 15 كيلو غرام فقط، مما يدل على أن السمسم لا يحظى بالعناية، والخدمة اللازمة بدرجة كافية، بحسب السلوم.

ولفت إلى أن “المساحة المزرعة بمادة السمسم قبيل 2011 بلغت 4% من مجمل الزراعات الأخرى، وكان يصل معدل لإنتاج الدونم الواحد آنذاك قرابة 40 كيلو غرام، في الزراعات المروية، و25 كيلو غرام للزراعات البعلية، إذ يمكن أن تصل غلة الدونم إلى نسبة أكبر إذا اتبعت العمليات الزراعية الصحيحة وأعطي المحصول عناية كافية”.

أصناف السمسم المفضلة للزراعة في دير الزور

تابع السلوم حديثه عن أهم أصناف السمسم المتداول وقال إن “أصناف السمسم، تقسم إلى أربع مجموعات بحسب فترة نموها، وهي أصناف مبكرة، ونصف مبكرة، ونصف متأخرة ومتأخرة”.

“والأصناف عالية الإنتاج، هي التي تنحصر فترة نموها بين 50-70 يوم، ويقصد بفترة النمو المدة اللازمة لنمو النباتات منذ الإنبات حتى ظهور أول نورة زهرية عليه، وتختلف بحسب الصنف المزروع”.

وتقسم أصناف السمسم أيضاً حسب لون البذور إلى: سمسم أبيض ويتميز بأنه سريع النضج وذو إنتاج قليل، زيته صافي فاتح اللون، ما يجعله من الأصناف المرغوب زراعتها.

والسمسم الأحمر، ويتميز بأنه أغزر ثماراً وأكبر محصولاً وأبطأ نضجاً من الأبيض، وسمسم أصفر وهو وسط الصفات بين النوعين السابقين، بحسب السلوم.

وأشار المزارع (دحام الخليف)، إلى أنه “يفضل زراعة السمسم الأبيض، لأنه سريع النضج ولا يتطلب تكلفة كبيرة، ثم يجنى محصوله يدوياً ويكسر بآلة خاصة تفصل قشور النبات عن حبوبها، إلى جانب سهوله توفير بذوره أثناء فترة الزراعة”.

وأردف أن “المزارعين يقومون ببيع القشور للرعاة وأصحاب المواشي، و يجففون الحبوب بغرض بيعها”.

وبحسب الخليف، فإن “أسعار السمسم غير ثابتة في الأسواق، فهي تتغير حسب الطلب والعرض، ولحسب منطقة البيع والحاجة لها، إذ يبلغ سعر الكيلو الواحد منه قرابة 1500 ليرة سورية”.

ويواجه الفلاحون في ريف دير الزور، مشاكل في توفر #الآلات الزراعية المعدة لزراعة السمسم وقطفه، إضافة لعدم اهتمام الجمعيات والمنظمات المعنية بالزراعة بتوفير بذار مدعوم وأسمدة للفلاحين، تساعدهم إلى حد ما في تحسين الزراعة وزيادة نسبة المحصول، بحسب جولة (الحل) في تلك المناطق.

إعداد وتحرير: حمزة فراتي

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.