ارتفعت أسعار الفروج في محافظة طرطوس بشكل كبير خلال الأيام الماضية، حيث تراوحت الأسعار ما بين 18 و20 ألف ليرة سورية. ورغم تزايد شرائها بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، إلا أنه كان بالقطعة أو القطعتين كحد أقصى.

“الفخذ على طبخة”!

اضطر سكان طرطوس إلى شراء الفروج مجزأ بسبب الأسعار الباهظة الناجمة عن عدم مساعدة الحكومة المربين على استكمال مشاريعهم.

مريم عبد الله، المنحدرة من مدينة طرطوس، قالت لـ”الحل نت”، اليوم الخميس، إن عائلتها كبيرة، مكونة من خمسة أفراد، وسعر الفروج خارج حدود قوتهم الشرائية حتى قبل أن ينخفض راتب زوجها نتيجة انخفاض سعر صرف الليرة. 

باتت اليوم تشتري قطع الدجاج حسب طبيعة الوجبة التي تريد طهيها، لأنها أقل وفرة ماليا، وتستهلكها بشكل تام دون إهدار. بحسب وصفها.

وعند تحضيرها لوجبة الكبسة، تقوم بشراء قطعة واحدة من ظهور الدجاج، وتقطيعها، ووضعها في الأرز أثناء مرحلة التحضير، وبالنسبة لطهي طبخة المقلوبة، فإنها وحسب قولها، تشتري فخذ دجاجة مع الرقبة، وإذا أردت طهي الشوربة تشتري أربع قطع أجنحة.

أصبح شراء قطع الدجاج شائعا ومتكررا بين العائلات، ولا سيما الكبيرة منها، لأن أسعار الدواجن الكاملة ارتفعت وخرجت من حسابات الشراء اليومية بسبب ارتفاع أسعارها يوميا.

للقراءة أو الاستماع: دمشق: ارتفاع سعر الفروج البروستد.. 3 فراريج تُعادل راتب موظف

الميدان لرؤوس الأموال؟

أوضح مربو الدواجن في مدينة طرطوس، أن البيت الواحد يضم 3000 كتكوت في كل فوج، واليوم باتت هذه البيوت مغلقة لتلافي خسائر تقدر بخمسين مليونا في هذا الوقت من العام نتيجة البرد القارس. إذ ما يحتاجونه غير متوفر كالمازوت لتدفئة القطيع لمدة 24 ساعة. وهذا هو الحال بالنسبة للعديد منهم لعدم وجود دعم مسبق، وهذا بدوره أدى إلى وجود نقص في العرض مقارنة بالطلب.

وبيّن المربين خلال حديثهم لصحيفة “الوطن” المحلية، أمس الأربعاء، أن كل فوج يحتاج إلى ما يقارب 19 طنا من الأعلاف، يأتي غالبيتها من القطاع الخاص، وكذلك الأدوية ونشارة الخشب، وكل ذلك يساهم في ارتفاع تكلفة الدجاج، الأمر الذي أدى إلى انسحاب العديد من المربين، وترك السوق فقط لأولئك الذين لديهم رأس مال كبير في مجال العمل، وفق تعبيرهم. لأن متوسط تكلفة الفوج أكثر من 100 مليون وبيعه قد لا يحقق ربحا.

ويرى المربون، أن القطاع الحكومي انسحب من دعمهم، تاركا القطاع بأكمله تحت رحمة تجار الأعلاف من القطاع الخاص، الذين ارتفعت أسعارهم بنسبة 500 بالمئة، في حين أنهم اعتمدوا على الحطب للتدفئة في ظل غياب وتقنين تصريف البطاقات الذكية من قبل المؤسسات الحكومية.

من جهته، قال مدير فرع طرطوس لمؤسسة الأعلاف، محمد حسين، للصحيفة ذاتها، إنه خلال العام الماضي حصل مربي دواجن طرطوس على 5 دورات أعلاف تتكون من كيلو ذرة و300 جرام فول الصويا، و 300 جرام نخالة، وهو ما يشكل 40 بالمئة من احتياجاتهم، ويساعدهم في السيطرة على السوق “قليلا”. موضحا أن الكميات ومواعيدها تحددها الهيئة العامة بالتنسيق مع وزارة الزراعة السورية.

للقراءة أو الاستماع: الصقيع يعمق أزمة الفروج ويُلهب أسعار الوجبات السريعة

لا تعويض للأضرار في طرطوس

وخلال اليومين الماضيين، تعرضت محافظة طرطوس، لطقس شتوي قاس. نجم عنها موجة صقيع أدت إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة وتساقط الثلوج في مناطقها المرتفعة. كما أدت للإضرار بالعديد من البيوت البلاستيكية في المنطقة، إذ وصلت سرعة الرياح إلى أكثر من ثمانين كيلومترا في الساعة.

وحول الأضرار التي لحقت بالمحاصيل المحمية، أوضح مدير فرع صندوق تخفيف آثار الجفاف والكوارث الطبيعية، الدكتور حيدر شاهين، يوم الأربعاء. أن الانخفاض السريع في درجات الحرارة سمح بتراكم الصقيع في العديد من المناطق. بخاصة المناطق المنخفضة والوديان، مما تسبب في أضرار لبعض المناطق.

وأشار إلى أن الحلول التي نتج عن تعاون مدير الزراعة مع كهرباء طرطوس كان استمرار توصيل الطاقة الكهربائية. الأمر الذي خفف بشكل كبير من العواقب الضارة لموجة الصقيع، وفق وصفه.

الجدير ذكره، أن “الأمم المتحدة” حددت سوريا في أحدث تقاريرها من ضمن الدول التي تعيش أزمات الغذاء الأسوأ في العالم من حيث عدد السكان. إذ صنف التقرير الحالي 60 بالمئة من سكان سوريا في مرحلة أزمة الغذاء أو ما هو أسوأ.

للقراءة أو الاستماع: بعد ارتفاع أسعارها.. البطاطا لن تجد من يشتريها قريبا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.