فتح خبر مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، والمتحدث باسم التنظيم «أبو حسن المهاجر» باب أسئلة أكثر حول مستقبل قيادة التنظيم لا سيما بعد اندحاره في الموصل، وانحساره وتآكله جغرافيّاً وإداريّاً خصوصاً في سوريا، التي كانت مصدره قوته وتحركه.

وبعد ساعات على تأكيد مقتل البغدادي، وتزامناً مع إعلان عمليّة أخرى أسفرت عن مقتل اليد اليمنى للأخير «أبو حسن المهاجر»، نقلت مجلة «نيوزويك» الأمريكيّة، نبأ تنصيب تنظيم «داعش» قائداً جديداً للتنظيم ويدعى «عبد الله قرداش» خليفة للبغدادي.

سبق الإعلان الرسمي؛ العديد من الأنباء المتداولة التي رجحت الاسم ذاته، لخلافة البغدادي، وهو عبد الله قرداش الملقب بـ«أبو عمر التركماني»، قبل أن يصدر الإعلان الرسمي.

ويعتبر «قرداش» من أبرز الوجوه في تنظيم «داعش» وهو من مواليد ١٩٧٦ في تلّعفر، ومعروف عنه حسب الدراسات الخاصة بالشؤون الجماعات المتطرفة، أنه مقاتل شرس ومتعصب ومتطرف، وهو الذي شغل العديد من المناصب في التنظيم، لا سيما في القسم الشرعي وقسم الفتاوى ليشغل أيضاً منصب “وزير التفخيخ” ومسؤول عمليّات التفجير خلال السنوات القليلة الماضية.

وبحسب تصريحات لعناصر سابقين في التنظيم خلال اعتقالهم من السلطات العراقية، فإن عمليّة تولي «التركماني» خلافة البغدادي ليست وليدة اليوم، فالبغدادي كان يرى «التركماني قرداش» خليفةً مناسباً له.

تاريخ مع الإرهاب
كان «عبد الله قرداش» معتقلاً في سجن «بوكا» في مدينة البصرة، رفقة قيادات في تنظيم «داعش» وقبله تنظيم القاعدة، هناك حيث التقى «أبو بكر البغدادي»، وذلك قبل تأسيس تنظيم «الدولة الإسلاميّة في العراق والشام»، وكان يعمل حينها تحت راية تنظيم القاعدة، إذ شغل منصب «شرعي عام» في التنظيم.

ويعتبر «قرداش» من أوائل الشخصيات التي استقبلت أبو بكر البغدادي في العراق عام ٢٠١٤، وتقول مصادر عراقيّة إن علاقته بزعيم «داعش» تمتد لأكثر من ١٦ عاماً، فيما اتسم «التركماني» بالقسوة والتسلط والتشدد خلال تقلّده المناصب في التنظيم حتى قبل تأسيسه عندما كان يعمل في إطار تنظيم القاعدة.

وعن شخصية «الخليفة الجديد» لهذا التنظيم، نقل موقع «العربيّة نت» عن الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المسلّحة «فاضل أبو رغيف» قوله إن: «عبد الله قرداش كان متأثرا بالمدرسة العفرية، التي كانت تضم عتاة القادة في التنظيم، وجلهم من مدينة (تلعفر) أقصى شمال غرب العراق، وهم (حجي بكر العفري، حجي أمان العفري، وأبو علاء العفري وغيرهم»، وهي مدرسة راديكالية شديدة التطرف. كما كان «قرداش» مقرباً جداً من «أبو علاء العفري».

وتابع «أبو رغيف» في حديثه أن: «والده كان خطيبا لجامع (الفرقان) في الموصل، وكان (قرداش) متأثرا جداً به، لأنه كان مفوها وبليغاً، يمتاز بالحصافة والبلاغة».
ما أشار إلى أن عبد الله قرداش يمتلك لقباً آخر وهو «الأستاذ» لأنه خريج كلية العلوم الإسلامية في الموصل، وليس ضابطا كما أشيع عنه، وأن «لديه ابن واحد يدعى محمد سعيد، وأخوان اثنان، أحدهما أستاذ جامعي اسمه عامر محمد سعيد، تم قتله، والآخر يدعى عادل محمد سعيد، يقيم حالياً في تركيا».

ويعوّل التنظيم على «خليفته» الجديد في المرحلة المقبلة، إذ يسعى التنظيم إلى إعادة الفوضى في سوريا والعراق، لا سيما بعد الإعلان عن القضاء على التنظيم عسكريّاً وجغرافيّاً، وبالتالي انتزاع المناطق الجغرافيّة كافة التي كان يسيطر عليها لسنوات عدّة، إذ يسعى الأخير إلى نشر الفوضى وإعادة إبراز اسمه عبر عمليّات التفجير وزرع الخلايا النائمة لتنفيذ عمليّات اغتيال وتفجيرات في المنطقة، أيّ الانتقال؛ أو العودة إلى الآليات القديمة ذاتها حين الانطلاقة أولاً، والانفصال «المفترض» عن جبهة النصرة ثانياً، والذي من خلال النقطة الثانية قد يسلك توجهاً مختلفاً عن سابقه، بإعادة تلك العلاقة لحين تأمين موطئ قدم لتنظيمه من جديد، أي أن المنطقة قد تنتظرها مآسي جديدة لمجرّد حصول أيّ تقارب بين التنظيمين المصنفين على لوائح «الإرهاب» دولياً، وهذا ما ستتوضح أكثر في القادمات من الأيام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.